التعليم في اثيوبيا الانجازات والتحديات (١) 

مقدمة

تعتبر أثيوبيا واحدة من أقدم الدول في العالم التي احتضنت حضارة ملكية منذ القرن العاشر قبل الميلاد، وواحدة من أقدم الحضارات التي  وجدت على وجه الأرض  وهذا الأمر  ساهم بشكل لافت أن تتأثر بشكل سريع  بالانفجار المعرفي والتقني الذي شهده العالم منذ سبعينيات القرن الماضي، وحاول  منليك الثاني وبعده الامبراطور هيلا سيلاسي انهاء هيمنة الكنيسة على قطاع التعليم للتواكب اثيوبيا مع التقدم العلمي حيث كان التعليم فيها منذ وقت طويل تابعا للكنائس وهذا الأمر كان عائقا كبيرا أمام احداث تحول جذري في السياسات التعليمية للبلاد.  وباللفعل لقد كانت التحرر من هيمنة الكنيسة  مهمة صعبة لأنها كانت تتمتع في ذلك الوقت بسلطات سياسية واسعة، وكانت متغلغلة في مفاصل الدولة  لكن في نهاية المطاف تحقق هذا الهدف العظيم وصار قطاع التعليم في اثيوبيا خارج سلطة الكنيسة في عام 1975  واصبح التعليم حكوميا ووطنيا.

تعد اثيوبيا في الوقت الحالي  ضمن دول شرق افريقيا  التي تحقق تقدما كبيرا في مجال التعليم وتعتبر جامعاتها من افضل الجامعات في منطق القرن الافريقي وأن  94٪ من جميع الأطفال في إثيوبيا  يذهبون إلي  المدارس منذ إنشاء التعليم المجاني من قبل الحكومة.

وفي عام 2001 وقعت هناك العديد من التغييرات في اثيوبيا لمسايرة متطلبات العصر المعرفي من خلال توفير مناخات ملائمة تضمن الحرية الأكاديمية للأساتذة والطلبة في المعاهد العليا والجامعات والمؤسسات التعليمية، وحققت تقدما كبيرا في زيادة إمكانية الوصول إلى جميع مستويات نظام التعليم بمعدل سريع وبما يتماشى مع الزيادة الحادة في عدد المعلمين والمدارس والمؤسسات. وقامت باضافة تحسينات هامة في توفير المدرسين المدربين وبعض المستلزمات الأخرى التي لا غنى عنها لنظام تعليم عالي الجودة، وبالتالي انخفضت الفوارق من خلال تحسين أكثر فرص الفئات المحرومة والمناطق الناشئة. وقد بذلت جهودا كبيرة لجعل محتوى وتنظيم التعليم أكثر ملاءمة لاحتياجات متنوعة من السكان، على سبيل المثال من خلال إدخال التعليم الأساسي البديل وتطوير نماذج مبتكرة مثل المدارس المتنقلة. وقد عززت مكاتب التربية والتعليم مشاركة المجتمع في التعليم التخطيط والإدارة وبرامج التطوير. وقد أولت اهتماما متزايد بالحاجة إلى تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا، وتسعى إثيوبيا إلى التقدم نحو التحول إلى اقتصاد متوسطة الدخل بحلول عام 2025.

يبدو أن هذا الأمر نباء عظيم، لكن لم تتحسن نوعية التعليم بشكل كبير، ولا يزال قطاع التعليم في اثيوبيا يواجة تحديات كبيرة ، وأن هناك اكتظاظ في الفصول الدراسية. في المتوسط ​​هناك 70 طفلا في الصف، لكن أن ترى فصلا فيه 90 أو 100 طالب ليس استثناء. وتعطى الدروس بالتناوب في بعض الأماكن. مجموعة في الصباح وبعد الظهر جماعة أخرى. كتاب مدرسي واحد لكل خمسة أطفال أمر طبيعي. بالإضافة إلى ذلك فالمعلمون لا يتلقون تدريبا جيدا.  وعلى الرغم من التعليم الإلزامي فهناك انخفاض في المشاركة وخاصة في المناطق الريفية. وأن الفقر يلعب دورا رئيسيا في هذا الصدد. فالأطفال يشتغلون في رعي الماشية، وجمع الخشب، ورعاية الأطفال الصغار أو العمل في الزراعة. وربما تكون طول المسافة بين المنزل والمدرسة هي مشكلة. فالعديد من الأطفال يبدأون التعليم في سن متأخر، ولا يكملون التعليم الابتدائي. فالآباء يريدون أن يذهب أطفالهم إلى المدرسة، فقط لأنهم يعتقدون أن الشخص الذي انهى التعليم الإبتدائى هو الذي يحصل على فرص عمل اكثر من الذي لم يتلق أي تعليم.

 في هذه الورقة  نحاول تسليط الضوء على   التعليم في اثيوبيا والانجازات التي تحققها الحكومة الاثيوبية والتحديات التي تواجهها وذلك على  محورين اثنين، هما:

أولا: النظام التعليمي في اثيوبيا

ثانيا: الانجازات والتحديات

زر الذهاب إلى الأعلى