أبرز المرشحين في الانتخابات الرئاسية الصومالية

يتسارع العد التنازلي لموعد الانتخابات الرئاسية نحو الصفر والكلّ يتلهف إلي النتيجة النهائية التي سيسفر عنها هذا الحدث الجليل بفارغ الصبر، ولا تكاد تتوقف محاولات تخفيف حدة توتر انتظار نتائجه من خلال التساؤلات والتكهنات حول ما إذا كان سيجدد رئيساً قديماً أو سيأتي برئيس جديد. ومن سيكون هذا الرئيس الجديد من بين كلّ هؤلاء المرشحين؟

وحتّى الآن أعلن عدد من السياسين ترشحهم لرئاسة الصومال في السنوات الأربعة المقبلة، أربزهم:

1- الرئيس الحالي حسن شيخ محمود 

يتوقع كثيرون أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، وذلك لانتمائه القبليّ، ولتمتعه بعلاقات سياسية جيدة مع طيف مهم من المثقفين والسياسيين الصوماليين، ونهجه السياسي الهادئ الخالي من الثورة والمفاجآت، يمنحه ثقة وارتياح جهات سياسية صومالية ودولية كثيرة. أضف إلى ذلك عامل الخوف من الجديد المجهول، حيث يزيد كون سياسة حسن شيخ محمود تمّ تجريبها والاطمئنان لخلوّها من الأخطار والزلازل التي تهدد العمل السياسي الوليد النشأة في البلاد – يزيد ذلك من فرص التجديد له وفوزه بفترة رئاسية ثانية بدل الإقدام على تجربة جديدة مع مرشح جديد قد تنطوي على مخاطر وتوجهات غير وطنية وغير سلمية.

إلاّ أنه يقلل من فرص فوز حسن شيخ محمود عامل الإخلاف بوعوده الانتخابية، وعامل المصادمات الكثيرة في سياسته، حيث اصطدم مرات مع بونت لاند وحليفتها جوبالاند، ومع المجتمع المحلّي في إدارة إقليم جلمذج غداة تأسيس إدارته الإقليمية، وحركة أهل السنة والجماعة، ودخل في خصومة ممتدّة غير متناهية مع عشائر هيران ضمن مسعاه لتشكيل إدارة إقليمية للمحافظة مع محافظة شبيلي الوسطى.

2-عمر عبد الرشيد شرماركي

 هو  رئيس الوزراء الحالي وأبن رئيس الوزراء الأسبق عبد الرشيد شارماركي.  ولد عام 1960. وعاش فترة طويلة في كندا ودرس فيها وحصل على درجة  الماجستير في الآداب في الاقتصاد السياسي، جامعة كارلتون، أوتاوا، أونتاريو، كندا (2000)، و ليسانس الآداب (مع مرتبة الشرف) في العلوم السياسية، جامعة كارلتون، أوتاوا، أونتاريو، كندا (1998)، و ليسانس الآداب في الاقتصاد، جامعة الوطنية الصومالية، مقديشو، الصومال (1984). وكان سفير الصومال لدى الولايات المتحدة عام  2014 ورئيس الوزراء الحكومة الإنتقالية عام 2009 .

يعتبر المرشح الرئاسي عمر عبد الرشيد من أوفر المرشحين حظا بالفوز في منصب رئيس الجمهورية وذلك بسبب الدعم الكبير الذي يتوقع أن يحصل من ممثلي إدارتي بونت لاند وجوبالاند في البرلمان الاتحادي الجديد وعلاقاته الواسعة مع دول الجوار الاقليمي .

3- شريف شيخ أحمد:

هو بين المرشحين الأوفر حظا نظراً لانتمائه القبليّ، وعلاقاته الواسعة مع السياسيين في الداخل والذين من بينهم الكثيرون المتشوقون إلى عهده كعهد ذهبي لتألقهم، ونظراً لعلاقاته مع المجتمع الدّولي، وخاصّة أمريكا وإثيوبيا. كما يتمتع بقدر لا بأس به من المرونة السياسية التي ينسبها البعض إلى نشأته الإسلامية المعتدلة والمنفتحة على كلّ المنجزات الحضارية البشرية، وإلى صحبته الطويلة للشريف حسن شيخ آدم منذ تشكيل تحالف إعادة تحرير الصومال2007، وحتى مغادرة شيخ أحمد الكرسيّ في انتخابات 2012، وقد عرف نهجه السياسي بخلوّه من المصادمة لأيّ من الأطراف السياسية الصومالية أو الدولية كتلك المصادمات مع سلطات بونت لاند وجوبالاند والمماحكات الحادّة والمزمنة بشأن تشكيل الإدارة الإقليمية التي يراد لها أن تضمّ بين شبيلي الوسطى وهيران التي نشهدها في فترة حسن شيخ محمود. ويشهد الصوماليون لعصره بوصول منقطع النظير للمساعدات إلى محتاجيها، مما يدل على قدر من النزاهة وعدم التعرض للأموال العامّة بالسرقة والاختلاس، رغم وجود تقارير أممية لا تبرّئ الشريف شيخ أحمد من الفساد والسرقة. ولكن يكون ذلك في درجة لا يمسّ تأثيرها المواطن البسيط. كلّ هذا إضافة إلى ما يحقق فوزه من التجديد الذي له دلالته الرمزية على النجاح الفعليّ لاختبار الممارسة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في الصومال.

4- شريف حسن شيخ آدم

 من قبيلة دغل ومرفلي، لا ينتمي إلى تيّار إسلاميّ، عمل في حكومة أمبغاتي عام 2004 رئيساً لمجلس النواب، وانضمّ إلى تحالف إعادة تحرير الصومال المناوئ للوجود الإثيوبي، وشغل في حكومة الشريف شيخ أحمد مناصب عدة منها وزير المالية، ورئيس مجلس النوّاب ، ترشح للرآسة في انتخابات 2012 ، يرأس حاليًّا إدارة إقليم جنوب غرب الصومال، عرف بمرونته السياسية التي جعلته في غنًى عن المصادمات، بحيث تمكن من إزاحة إدارة الإقليم الموازية لإدارته غداة التأسيس والساعية إلى إقامة الإدارة على ست محافظات تشمل المحافظات الثلاث الحالية إضافة إلى المحافظات الثلاث المكونة لإدارة إقليم جوبا لاند. واستوعب رئيسها وكبار قادتها في إدارته.

وهو مرشح قويّ أمامه العديد من فرص الفوز بالرآسة نظراً لعلاقاته الجيدة مع الأوساط السياسية داخل الصومال على مدى أكثر من عشر سنوات لم يخرج فيها لحظة عن السياسة، وليس له منافس في أصوات نواب دغل ومرفلي في البرلمان. وله علاقاته كذلك مع الجهات الدولية الفاعلة في السياسة الصومالية، وخاصّة إثيوبيا التي تعتبر أقوى الفاعلين الخارجيين في السياسة الصومالية، والتي لها تواجد عسكري ودبلوماسي في أراضي إدارة إقليم جنوب غرب الصومال الذي يرأسه الشريف حسن، وتقدّم لإدارته المساعدة في تدريب قوات الإدارة، ودعمها فنّيًّا ولوجستيًّا في مواجهة مقاتلي حركة الشباب، إضافة إلى ما عرف عنه من عدم انتمائه إلى أيّ من التيارات الدينية، واعتداله ومرونته السياسية وقدرته على تفكيك أصعب المواقف السياسية وتجاوزها.

لكن ما يقلل من فرص فوزه يتجلّى في انتمائه القبلي إلى دغل ومرفلي، فمع أنّ كون رجل من هذه القبائل على رأس السلطة في البلاد قد لا يثير حساسية أحد، بل يعطي مذاقا جديدا للسياسة الصومالية، إلاّ أنّ ذلك يؤدّي إلى جمع أكبر منصبين – وهما رآسة الدولة ورآسة البرلمان – إلى قبيلته التي صار منصب رئيس مجلس النواب محتسباً في مكاسبها في عرف السياسة الصومالية، إلّا إذا استطاع الشريف حسن إقناع سياسيي القبيلة بعدم الترشح لهذا المنصب، فعندئذ ترتفع فرص فوزه بقوّة ، لكنّ نجاح مسعى من هذا النوع تكتنفه الصعوبة البالغة.

5- محمد عبد الله فرماجو

رئيس الوزراء في حكومة الشيخ شريف شيخ أحمد 2011، حامل جنسية مزدوجة بين الصومالية والأميركية، شغل منصباً إداريًّا في إحدى بلديات الولايات المتحدة الأميركية، وهو عضو المكتب التنفيذي في حزب أسسه مع بعض السياسيين الصوماليين باسم ” TAYO”.

وفرماجو صاحب فكرة خروج قوات الاتحاد الإفريقي من ثكناتها لمواجهة وملاحقة مقاتلي حركة الشباب الصومالية، ويحسب له العديد من الإصلاحات في نظم صرف مخصصات ومستحقات أفراد القوات الوطنية، وإعادة تأهيل هذه القوات في فترة رئاسته الوزراء. مما جعله بحق رجل الإنجازات الفعلية التي يلمسها رجل الشارع، فتعلقت به قلوب الشعب في مقدشو والصومال، الذين خرجوا متظاهرين ضدّ استقالته 2011، وخرجوا في مواكب حاشدة هادرة للترحيب به لدى وصوله إلى مقدشو للترشح لانتخابات الرئاسة 2012. كان سيكون في الصدارة لو كانت الانتخابات شعبية مباشرة، لكننا نضطرّ هنا لوضعه في آخر القائمة أولاً للعامل القبليّ، وثانياً لنهجه السياسي الصريح والجاد الذي لا يحابي ولا يجامل في سبيل القانون ومصلحة الوطن، مما أدى لمصادمة الشخص جهات سياسية محلّية ودوليّة. والتي أدت إلى استقالته تحت ضغط دولي، ثمّ سدّت عليه المسالك إلى تقلد المناصب السياسية بعدذلك إلى الآن. ليكون في نظرنا أقل المرشحين المحتملين حظّا للفوز بانتخابات الرآسة القادمة.

6-علي محمد جيدي

هو رئيس وزراء سابق. ولد في مقديشو 2 أكتوبر عام 1952، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي والجامعي في العاصمة  مقديشو، وتخرج من كلية الطب البيطري في جامعة الوطنية الصومالية، وسافر إلى ايطاليا للدراسة عام 1978 ، وهو حائز على شهادة الدكتوراة في الطب البيطري، كما تلقى تدريبا عسكريا  في الفترة ما بين عامي 1972-1973 .

 سافر جيدي إلى عدد من البلدان الاوروبية والافريقية للعمل وللتدريب ثم أصبح محاضرا بالجامعة الوطنية الصومالية ونشر عددا من الدراسات المتعلقة بأبحاث السلام والتنمية.

انتقل جيدي في منتصف التسعينات إلى إيثوبيا ، وعمل في مقر الاتحاد الافريقي بأديس أبابا، وخلال فترة عمله في اثيوبيا توثقت علاقته مع القيادات الإثيوبية وهو الأمر الذي سهل له بأن يتولى عام 2004 رئاسة أول حكومة صومالية  معترف بها دوليا منذ عام 1991 واقناع اثيوبيا بأن ترسل قواتها إلي الصومال  لمحاربة جماعة المحاكم الاسلامية التي كانت تسيطر آنذاك على أجزاء واسعة من البلاد.

7-سعيد ديني

سعيد عبد الله محمد الملقب بسعيد ديني ، ولد في مقديشو ، وتلقى تعليمه الاساسي والثانوي فيها، وتخرج من كلية اللغات بالجامعة الوطنية الصومالية، وحاصل على درجة الماجستير في الإدارة . وبعد اندلاع الحرب كان ضمن المثقفين الذين شاركوا في إعادة بناء البلاد وشاركوا في  الحملات الانسانية  لمساعدت المنكوبين في الصومال وخاصة في شرق البلاد وبونت لاند  ولعب دورا هاما  في بناء مجالات التعليم والصحة والمجالات الاجتماعية الأخرى  المتعلقة بتنمية المجتمع. كما عمل في الفترة الأخيرة ك في التجارة والاقتصاد وكان مقر عمله في الخارج خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسلطة عمان وهو مسؤولا عن أحد الشركات الكبرى في البلاد. شارك في الفترة ما بين 1994-1998 في العدد من المؤتمرات المصالحة التي عقدت داخل وخارج البلاد، كما كان عضوا في  اللجان المكلفة بانشاء الإدارة، واصبح مستشارا للرؤساء التي مرت بإدارة بونت لاند في مجالات الاقتصاد والتجارة.

 8-علي حاج ورسمه

من مواليد محافظة مدغ وسط الصومال عام 1964م، درس المراحل الدراسية الابتدائية في هرجيسا والمتوسطة في جالكعيو والثانوية في مقديشو جنوباً، وحصلت على البكالوريوس في علوم الإدارة بمعهد المحاسبة وتطوير الإدارة(SIDAM)، وفي عام 1991م أصبح مديرا لميناء بوصاصو حتى عام 1992م، ثم سافر إلى الإمارات العربية المتحدة، وعمل في المحاسبة والتدقيق، وفي الفترة ما بين 1993م- 2003م عمل في وزارة التربية والتعليم في أبوظبي وأصبح محاسبا ومدققا، ثم مراقبا ومدققا في جهاز الرقابة المالية لحكومة أبوظبي، ومن عام 2003م- 2010 سكن في بريطانيا حيث أنهى الماجستير في إدارة الأعمال وأسس شركة محاسبة خاصة، وفي عام 2011م رجع إلى البلاد وأصبحت المدير العام لإحدي أكبر الشركات في البلاد، شركة جولس للاتصالات حتى عام 2013م.

وفي عام 2013م شارك في الانتخابات الرئاسية في بونت لاند وحل في المرتبة الثالثة، وعين وزيرا للتربية والتعليم حتى أواخر عام 2015م.

يعد  المرشح الرئاسي علي حاج من أبرز السياسيين في بونت لاند ويتمتع بعلاقات واسعة مع مختلف شرائحها، كما يربط علاقات صداقة وتجارية مع عدد من السياسيين في الاقاليم الاخرى وخاصة العاصمة مقديشو، وبالتالي يتوقع كثيرون بأنه سيتمكن من تحقيق مكاسبة مهم في الانتخابات الرئاسية عام 2016.

زر الذهاب إلى الأعلى