حفاوة الاستقبال في أرض الصومال (2)

ومازالت تلك الرحلة الماتعة مع الاخ حسن من هرجيسا الي برعوا حيث أوشكت ان تحط بنا الرحال في مدينة برعوا الجميله واللطيفة باهلها وناسها ،مررنا اثناء سفرن بمدن عدة ومنها ميناء بربرة الشهير حيث تتلاطم الامواج  وتلوح السفن في الافق محملة بالبضائع وهذا الميناء مشهور فهو بوابة الصومال الي العالم مصدرا للمواشي ، فأرض الصومال من أغني الدول الافريقية بالمواشي فلاحظت أثناء سفري السيارات والناقلات تنقل المواشي مسرعة الي ميناء بربرة خصوصا مع قدوم موسم الحج  وعيد الاضحى المبارك  .

حطت بنا رحالنا في مدينة برعو في جو من الأخوه والمحبة وحفاوة الاستقبال اذا كان في مقدمة المستقبلين مسئول العلاقات العاملة بالجامعة الاخ حذيفه صاحب الهمة العالية والذوق الرفيع والابتسامه الجميلة الصادقه وكذلك المدير التنفيذي الاخ محمد ابراهيم استقبلنا استقبال حاراً مليئ بالاخوه والمحبة وحملنا المتاع الي الغرفه فصليت المغرب والعشاء وخرجنا لتناول طعام العشاء  .

ولكن يا لها من صدفه وايما صدفه أمر غريب  ومنظر جميل ومفاجئة رائعه وجدت أحد رفقة الطلب في الجامعه ايام الدراسة وطلب العلم الدكتور احمد الحسني  وقد انقطعت بنا السبل ولم نرى بعضنا  من عام 2005م مذ اكملنا دراسة الماجستير فتذكرنا لبرهة تلك الأيام الخوالي،  وتلك الجامعة التي  جمعت بيننا ايام الدراسة جامعة الايمان  فيالها  من ذكريات جملية يحدونا الشوق اليها والي زملاء نشتاق اليهم ويحن القلب لهم .

وماهي الا أيام وبداء العام الدراسي بجامعة النجاح  برعو  والتقينا بالطلاب  ولا أنسى تلك النظرات من أعين الطلاب  ، في شوق الى طلب العلم ، وشوق الى المعلومات  ومتاملين الى المحاضر  في سمت عجيب ، ونظرات كلها أسئلة من هو المحاضر من اي بلد جاء  ، كلها اسئلة تقراء من نظراتهم وبعد التعارف زالت تلك الاسئلة ونلاحظ الحفاوة من الطلاب وحسن الاستقبال ولطافة العبرات فما اجملها من لحظات ترنو وتسموا وتعزف ايقاعا جميلا يسلب الالباب والعقول فدامت هذه الجامعة ودام طلابها نبراسا للعلم والمعرفه  .

وكذلك نرى ونلاحظ  الاستقبال الحار  والجميل والمشاعر الفياضه في نفوس الموظفين في الجامعة في ترحاب وحفاوة منقطعة النظير من قبل رئيس الجامعة الدكتور فيصل ونائبه الدكتور حسن وكادر الجامعة من المدرسين نلاحظ كل ذلك من اول وهلة تجلس معهم وتتحدث اليهم  في جو شاعري تحمله الابتسامه اللطيفة والمشاعر الجياشة المليئة بالحب والمحبة والاخوة فبارك الله فيهم وسدد الله على الخير  خطاهم وانار دربهم وجعلهم نبراسا للعلم والمعرفة .

ومع مرور الايام نزداد الفة ومحبة لمدينة برعوا في ارض الصومال حيث لا نشعر بالغربة بل بالعكس من ذلك الفة ومحبة وكاننا في بلدن فالطيبة والمحبة هو ما نلمسة في المدينة عند تجولنا فيها فنرى الامن والامان ،ونرى التدين بشكل كبير وطلبة العلم يحملون كتبهم نجد ذلك في المساجد بين الصلوات ونلاحظ ان المساجد مليئة بالمصلين محافظين على الصلاة في اوقاتها وبشكل ملحوظ .

مدينة برعوا اصبحت مدينتي  وعشقي وهواي  ،انعم فيها برفقة  طيبة من اساتذه وطلاب ،فما اجملها  من لحظات  وما اروعها من مدينة وخاصة ساكنيها .

اذ يتمتعون بطيبة القلب وصفاء النفس  وهمة تسابق الريح وتسعى للثرياء هكذا وجدت اهلها وطلابها

يتبع ……

حفاوة الاستقبال في ارض الصومال (3)

بقلم الكاتب عبد السلام حمود غالب

 

الدكتور عبد السلام الانسي

كاتب له مقالات متعدده حول السياسية والتربية والتعليم وكذلك التراث الاسلامي
زر الذهاب إلى الأعلى