حديث المجالس(3)

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد يزداد التوتر والاحتقان ومحاكمة النوايا وتبادل الاتهامات، لا على مستوى الساسة وصناع القرار، وأنصار الحكومة وأقطاب المعارضة، بل وحتى على مستوى المواطن العادي من الشعب ممن ليس لهم اهتمام أو دراية بتفاصيل السياسة ودهاليزها المظلمة، أو كان يعتبرها “رجسا من عمل الشيطان” على حد تعبير أحدهم. وفي وسط تلك الأجواء من التشكيك والتذمر والاحباط شاركتهم هذا الحديث، حيث كان أحدهم يقول:- وهو يفرقع أصابع يده – “هناك شيء ما يقلقني هذا الأيام تجاه هذه الانتخابات وقد كدت أصل الي نتيجة حتمية مفادها أن الانتخابات ستتأجل مرة أخرى على الأقل” واضاف قائلا: “أن مصدر القلق هنا هو سلوك القيادة السياسة في بلادنا والتي لا تلتزم الوعود التي قطعت على نفسها ومع الشعب ومع ذلك تحاول جاهدة تضليل الرأي العام بأن الأمور لاتزال تجري على ما يرام وأنّ الانتخابات ستجري في مواعيدها…”

وعلق رجل آخر بالقول: “صحيح( ياعبدوه) إننا متقفون على وجود خلل ما في العملية الانتخابية، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو من أين يأتي هذا الخلل وهذا الغموض الذي يصاحب الانتخابات؟ ألا يمكن أن يكون مردّه إقصاء المكونات السياسة في البلاد عن المشاركة، وانفراد قيادة المنتدى الوطني بالقرارات المصيرية ، وغياب الدور الرقابي لمجلس النواب؟ إضافة إلى رغبة بعض الأطراف في التأثير في الانتخابات لأغراض سياسية بحتة، ومن الممكن كذلك أن يكون مرد هذا الخلل وجود تدخلات أجنبية وخاصة من دول الجوار مثل كينيا وإثيوبيا اللتين لهما أطماع في البلاد.

“لكنني لم أفهم بعد سبب هذا الغموض الذي يكتنف هذه الانتخابات، ومما يغذي الشكوك التي تساورني ذلك التعتيم الإعلامي الذي يرافق العملية برمتها، فمثلا التحضيرات والاستعدات اللازمة لإجراء التصويت على مجلس النواب شارفت على الانتهاء في بعض الولايات، دون علم مسبق لبعض المنافسين لتلك المقاعد حسب ما أخبرني سياسي موثوق به من أبناء عشيرتي مساء أمس”قالها ثالث بلهجة موحية بشيء من الحذر وعدم الارتياح.

وكيفما كانت المحصلة النهائية لتلك النقاشات البسيطة في ظاهرها والتي تحمل في طياتها كما هائلا من التحليلات العميقة والصادقة فان انتخابات هذا العام التي قيل عنها الكثير ستكون بمثابة القنطرة التي إن عبرتها البلاد بسلام ستصل إلي بر الأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى