نداء عاجل إلى الرئيس  حسن شيخ محمود

يمر مركز مقديشو للبحوث والدراسات بمرحلة صعبة من تاريخه الممتد لثلاث سنوات ويواجه ضغوطا كبيرة  تكاد تتسبب في توقف نشاطاته، وخدماته البحثية  الهادفة لتنمية المجتمع الصومالي بشكل كامل.

عمل المركز خلال السنوات الماضية بشكل دؤوب  من أجل إعداد البحوث والدراسات العلمية المتعلقة بالجوانب الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والإقتصادية  للبلاد، ورصد المواقف وتحليل الآراء حيال القضايا الثقافيّة والسياسية والاجتماعية  التي تشغل المواطن الصومالي، بالاضافة إلي اعداد وتنفيذ البرامج والدورات التدريبية،  والورش العلمية في ضوء سياسة التنمية الإجتماعية والاقتصادية والادارية في البلاد.

كما عمل المركز – وحقق نجاحا باهرا على هذا الصعيد – في توفير منبر حر للباحثين والمثقفين الصوماليين وتهيئة مناخ بحثي متطور عبر  الشبكة العنكبوتية.

شارك المركز خلال تلك الفترة في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية  التي عقدت داخل البلاد وخارجه بهدف المساهمة في إثراء المعرفة العلمية، وتوثيق الصلات الدائمة والعلاقات العلمية مع المراكز البحثية المحلية والخارجية.

لكن للأسف كل هذه الخدمات باتت اليوم على المحك نظرا لما يتعرض  المركز  منذ أكثر من أربعة أشهر  من حملات  تحريضية ومداهمات واعتقالات طالت مسؤولي المركز وموظفيه من دون توجيه اتهامات واضحة، وعدم وجود أسباب مقنعة لهذه الاجراءات التي تعد انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبر الذي تكفله قوانين البلاد والقوانيين والمعاهدات الدولية.

حاولت ولا تزال تحاول إدارة المركز  خلال تلك الفترة حل المشكلة  عبر الطرق القانونية والإدارية واتصلت بجميع الجهات الرسمية  ذات العلاقة وأكدت بشكل مستمر على حيادية المركز والتزامه بالمعايير المهنية والموضوعية بعيدا عن الولاءات القبلية والحزبية والحركية غير أن كل مرة تتصدم محاولاتها بعقبات وعراقل كبيرة لم نتعرف بعد من يقف وراءها  وما المغزى منها.

تعيد إدارة المركز تأكيدها  على التزامها الكامل بالمهنية والاستقلالية والتحقق من المعلومات التي تنشرها وبالاخص فيما يتعلق  بالعملية الانتخابية التي تشهدها البلاد، ولن يكون المركز ضد أو مع أي طرف من الأطراف المتنافسة على الرئاسة.

وتناشد إدارة المركز  رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود  العملَ على وقف جميع الضغوطات والحملات  ضد المركز  وباحثيه  الذي يعيشون اليوم في أجواء من القلق والخوف على حياتهم ، وإعادة أجهزة المركز  التي تم مصادرتها في العاشر من الشهر الجاري.

فخامة الرئيس… أن حياة موظفي مركز مقديشو  في خطر ، ويعيشون في وضع غير آمن  ولا يعرفون ما ذا سيكون مصيرهم إذا استمر وضعهم على هذا الحال، ونرجو من سيادتكم بذل كل الجهود الممكنة لانقاذ حياة موظفي مركز مقديشو، والسماح لهم بممارسة عملهم في أجواء من الحرية البحثية التي يكفلها الدستور الصومالي والمعاهدات الدولية  وان عدم الاستجابة السريعة لهذا النداء يمكن ان تكلف حياة عدد من موظفي المركز الذين تواروا عن الانظار منذ عدة أيام بسسب تهديدات متكررة تصل إليهم من جهات غير معروفة.

فخامة الرئيس…. نرجوا من سيادتكم تحقيق المساواة للمركز، وعدم التمييز في العمل الاعلامي مع نظرائه من المراكز  الاخرى والمواقع الاخبارية في ربوع البلاد والتي تتمتع بحماية خاصة، وترحيبا حارا في أروقة الدولة في وقت ضاقت على مركز مقديشو  للبحوث والدرسات الأرض بما رحبت  بسبب هامش الحرية التي يمنحها لباحثيه في اطار القانون وعدم تبعيته لأي جهة كانت.

في الختام نؤكد لسيادتكم أن مركز مقديشو للبحوث والدراسات  سيعمل في الاطار الذي يسمح له قانون البلاد والقوانيين الدولية،  كما أنه لن يكون طرفا في المناكفات والمنازعات السياسية،  وسيقف على مسافة وحدة بين جميع الفرقاء السياسيين في البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى