كاميرا مركز مقديشو تدخل مخيمات العائدين من كينيا وتنقل معاناتهم

تقرير ــ عبدالله عبدالقادر آدم

 عاد في الشهور الماضية مئات من اللاجئين الصوماليين من مخيم داداب إلي بلادهم قسرا. جمع هؤلاء اللاجئين أغراضهم  على عجل  تاركيين وراءهم الآلام والأحلام.

لم يحصل الكثير منهم ولا سيما العجرة الوقت الكافي لترتيب أوضاعهم في مناطقهم الأصلية خوفا من الاعتقال وتداعيات الاجراءت التي كانت تتخذها الحكومة الكينية لاغلاق مخيم داداب خلال هذا العام، وطرد أكثر من 350 ألف  لاجئ صومالي عاشوا في المخيم منذ عام 1991 دون أن تعير أي إهتمام للوضع غير المستقر في الصومال.sawir1

تعد مدينة كسمايو وحدة من المدن الصومالية التي استضافت المئات من اللاجئين العائدين من مخيمات اللجوء في كينيا، وتقدر السلطات المحلية عدد هؤلاء اللاجئين الذين وصلوا إلى مدينة كسمايو خلال الشهور الماضية بحوالي الفي لاجئ.

 يعيش معظم هؤلاء في بيوت مؤقتة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ويعاني كثير منهم وخاصة العجزة والأطفال من الامراض وسوء التغذية. كما ينتشر في المخيم خلال موسم الأمطار أمراض وبائية كالكوليرا.

عبدي أحمد سعيد واحد من اللاجئين العائدين من مخيم داداب.

عاش عبدي في المخيم أكثر من خمس سنواب في وضع أحسن  من  الوضع الحالي سواء على المستوى المعيشي أوالأمني. وكان أولاده الثلاثة مريم وفاظمة ومحمد يذهبون إلي مدارس الأمم المتحدة داخل المخيم في حين كان لديه متجر بسيط يضمن له لقمة عيشه ولأفراد عائلته .

لكن  اليوم فقد عبدي كله هذه الأشياء،  التعليم، والوظيفة …. ولم يتحقق الوعود التي قطعتها الامم المتحدة لهم والمتمثلة بتوفيرهم السكن والتعليم المجاني لأطفالهم، وصارت كسراب بقيعة بحسب عبدي.sawir2

أما حال شمس آدم محمد العائدة قريبا من كينيا لا يختلف كثيرا عن حال عبدي، فهي تشكو من  ضيق العيش وضعف الحال .

ناشدت شمس المنظمات الانسانية وجميع المحسنين في الداخل والخارج إلي مد يد العون لهم  وانقاذهم  من شبح الموت وممارسة الضغط على منظمة اللاجئين التابعة للامم المتحدة لتنفذ عودها بشأن مساعدة اللاجئين الصوماليين العائدين  من كينيا.

وقالت شمس بنبرات حزينة:  انقذونا من شبح المجاعة. نتلقي كل يوم  وعودا من قبل السلطات المحلية والهيئات الدولية لمساعدتنا وتحسين معيشتنا إلا أنها لم يتحقق بعد.

 ٍاحمد عبدي مختار طفل يبلغ من العمر 14 عاما. وكان طالبا في الصف السابع في مدارس مخيم داداب، وكان يراوده حلم التخرج وضمان مستقبل مشرق لنفسه ولأهله، لكن آماله تلاشىت بعد عبوره أول نقطة في الحدود بين الصومال وكينيا، وصوله إلي مدينة كسمايو.sawir3

لم يتمكن احمد من مواصلة الدراسة نظرا لتكلفة الدراسة الباهظة في مدينة كسمايو، والظروف المعيشية للعائلة، وقرر احمد البحث عن شغل يضمن لقمه عيش أهله.

يشتغل  أحمد حاليا في مهنة الخياطة للحصول على ما يعين به اسرته .

على الرغم من هذا الوضع المأساوي للصوماليين العائدين  من معسكرات اللجوء في كينيا الان المسؤولين المحليين ومبعوثين من المنظمات الخير يزورون بشكل منتظم مخيمات  النازحين في مدينة  كسمايو للمساهمة في تخفيف معانتهم و للاطمئنان على وضعهم المعيشي والصحي والأمني.

في يوم الاحد الماضي 18\9\2016، قام وفد رفيع المستوى بقيادة النائب الثاني لرئيس ولاية جوبالاند السيد عبدالقادر لقاطيري ووزراء في حكومة جوبالاند  بزيارة إلي مخيمات اللاجئين العائدين من كينيا في ضواحي مدينة كسمايو، حيث تقفد sawir5حالات النازحين واوضاعهم المعيشية وأكد بأن الحكومة ستتخذ التدابير اللازمة لتحسين ظروف سكان المخيمات.

وكذلك زار مدينة كسمايو في يوم الثلاثاء الماضي وفد من الامم المتحدة بقيادة نائب المبعوث الدولي  للصومال والمسئول عن الشأن الانساني في الصومال بيتر دكلك ، والتقى هذا الوفد مسؤوليين من حكومة جوبالاند.sair4

ناقش الجانبان خلال اللقاء سبل توطين اللاجئين الصومالي العائدين من مخيمات اللجوء بكينيا وأطر التعاون بين الامم المتحدة واللسلطات المحلية. كما وعد المسؤول الأممي بيتر بالعمل من أجل تحقيق وعود الامم المتحدة بشأن توطين العائدين من كينيا، ومساعدتهم في تحسين معيشتهم وتلبية احتياجاتهم الضروية.

 وتوصل الطرفان في نهاية اللقاء الى تعزيز التنسيق بين الجانبين وانشاء لجان عمل تعمل من اجل تطبيق ما تم الاتفاق عليه والسعي نحو توطين النازحين والعمل على تلبية احتياجاتهم الضرورية.

خلاصة القول ان النازحين العائدين من كينيا  يعيشون في وضع مزري،وهم بحاجة ماسة إلي الطعام والمياه والدواء.   وليس لديهم  بديل سوى الانتظار من أن تنفذ الامم المتحدة وعودها وأن تتحمل الحكومة الاتحادية مسؤوليتها تجاه مواطنيها الجائعيين في مخيمات النزوح خارج مدينة كسمايو.

 

زر الذهاب إلى الأعلى