أثر الحملات الانتخابية على حركة التجارة في مقديشو

مقديشو ( مركز مقديشو) منذ مطلع العام الجاري تشهد الصومال حالة استنفارا سياسي غير مسبوق مردّها اقتراب الموعد المحدد لدق الجرس الانتخابي,  مما دفع الكثير  من المقيمين في المهجر والذين لديهم أطماع سياسية التوجه صوب الوطن للانضمام إلي قافلة المتوجهين نحو القصر الرئاسي أو مبنى مجلس النواب .

أصبح  المشهد السياسي الصومالي طوال هذه الفترة وحتى اللحظة مليئا باللقاءات والمؤتمرات ذات الصبغة القبلية, إلى جانب اللقاءات الحزبية, فضلا عن اللقاءات الحكومية المتتالية والاستثنائية. أثرت هذه الحالة من الاستنفار السياسي التي يشهدها البلاد إيجابا على مناحي كثيرة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن السياسية، ولا سيما قطاعات الفنادق والمطاعم والسوبرمركات وأسواق صرف العملات الاجنبية.

انتعاش حركة الفنادق

تمثل الفنادق واحدة من أبرز المرافق الحيوية التي تأثرت بشكل مباشر بالحملات الانتخابية الجارية سواء في العاصمة مقديشو  أو في المدن الرئيسية الأخرى التي هي مراكز للولايات الإقليمية, حيث تأوي في أروقتها نزلاء كثر جاءوا من الخارج أو من أرض الوطن تراودهم الأمل في الفوز بالانتخابات  مما جعل حركة الفنادق نشطة.

بدأت الفنادق هذه الأيام تستضيف تيارا من الوفود السياسية والقبلية, وتعقد في قاعاتها وعبر منصاتها  لقاءات منظمة وجلسات سرية وعلنية أثرت بشكل إيجابي على حياة الفنادق, حيث لوحظ غلاء في الأسعار المعيشية داخل الفنادق، وسارت أسعار بعضها خيالية مرتبطا بذلك موقعها والحالة الامنية فيها  أو نوع العلاقة بين مالكي الفنادق وصناع القرار السياسي والدوائر السياسية .

يحقق أصحاب الفنادق عوائد مالية ضخمة من خلال أعمالها وخدماتها المتنوعة التي توفر لمرتاديها, وفي ذات الوقت تضح  أموالا كبيرة في الأسوق، والسبورمركات التي تسد احتياجات الفنادق من الأطعمة والمشروبات، لكن في المقابل صارت الفنادق هدفا سهلا لحركة الشباب وتتعرض باستمرار لهجمات تشنها   عناصر انتخارييين من الحركة التي لا يعجبها الحركة والنشاط التي يشهدها سوق التجارة في البلاد ، وكلفت تلك العمليات الفنادق  أضرار بشرية ومادية باهظة.

الجدير بالذكر أن الأسعار المرتفعة في الفنادق وإن تمثل إيجابا لأصحابها إلا أن لها جانب سلبي أثر على حياة  المواطنيين البسطاء الذين هم يمثلون غالبية المجتمع .

المطاعم والكافتيريا :

 شهدت المطاعم والكافتيريا منذ بدء الحملات الانتخابية  اقبالا كثيفا وحضور لافتا من قبل المرشحين للانتخابات البرلمانية الرئاسية والعاملين في حملاتهم الانتخابية، وهو الأمر الذي دفع بعض رواد الأعمال إلي فتح مطاعم أو كافتيريات نوعية جديدة توفر خدمات تتواكب مع أذواق المرتادين. تلاحظ في الشوارع الرئيسية كشارع مكة المكرمة والشوارع المجاورة له حركة  نشطة للمطاعم، وتم افتتاح مطاعم جديدة كمطعم زيتون، والمطعم الحضرمي وغيرهما من المطاعم التي تم انشاؤها مؤخرا كما تم افتتاح أكثر من كافتيريا كـكافتيريا الإيطالي وذلك استجابة للطلبات النوعية للرواد الذين معظمهم جاءوا  من المهجر  .

الأسواق التجارية

 في عالم الاقتصاد هناك معادلتي الطلب والعرض, حيث العرض يعتمد على الطلب لتغطية الحاجة الموجودة, فمع ازدياد نشاطات تلك المرافق السابقة تنعكس على حركة الأسواق, ففي العاصمة مقديشو يلاحظ حركة نشطة في الأسواق التجارية .

هناك ازدياد في المدخلات وبالمقابل في المخرجات, الأمر الذي شجع انضمام أعداد كبيرة من المواطنين في عالم التجارة, وتم افتتاح محلات جديدة لشتى المجالات بدءا من محلات المواد الغذائية مرورا ب محلات الأثاث المنزلي والمفروشات ومحلات الملابس إلى محلات الصالونان  .

وفي مقابلة مع  موقع مركز مقديشو، أكد علي يري صحاب محل تجاري في مقديشو، أن الأسواق التجارية في البلاد تشهد حركة تجارية نشطة  وأن الحملات الانتخابية انعكست بشكل ايجابي على النشاط التجاري وساهمت في ارتفاع نسبة الاقبال على الاسواق الرئيسة في العاصمة مقديشو وعلى المطاعم والمحلات التجارية.

سوق صرف العملات الأجنبية

يلاحظ هبوط في سعر صرف الدولار في الأسواق, ويعود ذلك أسباب كثيرة من بينها تدفق الأموال المخصصة للحملات الانتخابية إلى الأسوق مما جعل العملة الأجنبية متوفرة أكثر وانعكس ذلك في سعرها المتداول في الأسواق، حيث يساوي سعر دولار الواحد بقيمة 22 ألف سلن صومالي, بعد أن كان يتربع طوال الفترات القريبة الماضية ب 23 ألف شلن .

اتضح من خلال عرضنا الموجز لبعض جوانب التأثير الايجابي  للحملات الانتخابية على الحركة المعيشية، تأكدنا أن التأثير الايجابي للانتخابات مرشح للازدياد وخاصة حين تبلغ الحملات ذروتها نهاية شهر الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى