قمة  كيجالي: أبرز التحديات والنتائج المتوقعة من القمة

انطلقت أمس الأحد فعاليات قمة الاتحاد الأفريقي الـ 27 في العاصمة الرواندية كيجالي بمشاركة ممثلين عن أكثر من 50 دولة عضو في الاتحاد الأفريقي  تحت شعار “إعلان عام 2016 عاماً لحقوق الإنسان مع التركيز على حقوق المرأة”.

تأتي القمة الافريقية السابعة والعشرين في وقت تشهد أفريقيا تحديات كبيرة على المستوى الأقليمي والدولي، وتركز خلال فعالياتها التي تستمر يومي الأحد والثلاثاء  على مناقشة عدد من المواضيع المهمة والتي يتوقع أن تشكل نقطة تحول في مسيرة القارة الأفريقية نحو مزيد من الاندماج والتعاون المشترك وتسوية المنازعات الافريقية سلميا، أبرزها:

  1. إعلان 2016 عاما لحقوق الإنسان في أفريقيا
  2. أوضاع المرأة  في أفريقيا
  3. عمليات حفظ السلام والتكامل القارى
  4. قضايا منطقة الشرق الأوسط ولا سيما القضية الفلسطينية، ومنطقة التجارة الحرة، وإصلاح مجلس الأمن.
  5. بالإضافة إلي انتخابات رئيس ونائب رئيس المفوضية، وميزانية الاتحاد، وسبل تنفيذ “أجندة 2063”، التى وافقت عليها حكومات الدول الأفريقية وإطلاق جواز السفر الإفريقي المشترك.

التحديات:

قبل أسبوع من بدأ القمة الافريقية قدمت محكمة الجنائية الدولية ICC  لدولة المستضيفة رواندا خطاباً تشير فيه إلى الاعتقال الرئيس السوداني عمر البشير في حال حضوره إلى قمة الاتحاد الأفريقي، ورفضت روندا على استجابة مطالب المحكمة الجنائية على لسان وزيرها الخارجية لويز موشيكيوابو، واتهمت السيدة لويز المحكمة الجنائية الدولية بالتدخل المستمر في الشؤون الأفريقية وميولها الاستعمارية المكشوفة، وهددت بانسحاب الدول الأفريقية من المحكمة، وقد حضر الرئيس السوداني عمر البشير في القمة اليوم بعد أن وجد ضمانات بعدم اعتقاله من دولة المستضيفه.

وتأتي القمة  أيضا بعد أن تجددت الحرب في جوبا عاصمة جنوب السودان، حيث تتزايد المخاوف من أن تشهد البلاد حربا أهلية حقيقية ما لم يتحرك الاتحاد الافريقي لوقف القتال بين قوات موالية للرئيس سلفاكير وأخرى تتبع لنائبه رياك مشار.

وهذا وتواجه القمة كذلك مشكلة المرأة في القارة الافريقية والتي تعد واحد من أبرز التحديات المعيقة لتطوير المجتمعات الافريقية، وتتعرض المرأة الأفريقية لكل أشكال العنف والتميز في وقت تقر  المادة  الثانية من الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب بوجوب القضاء على كل تمييز ضد المرأة وكفالة حقوقها على نحو ما هو منصوص عليه فى الاعلانات والاتفاقيات الدولية، وبالتالي يتوقع من تتخذ القمة قرارا حاسمة تجاه حماية المرأة وتأكيدحقوقها السياسية والاجتماعية.

النتائج المتوقعة من القمة

  • الجواز الأفريقي الالكتروني الموحد: كما ذكر في أجندت أفريقيا لـ (2015-2063) على ضرورة تعزيز حركة تنقل بين الدول واسقاط الحدود من أجل تشجيع الدول الأعضاء على الإصدارا التأشيرات وتعزيز جميع المواطنيين الأفريقين في البلدان الأفريقية كافة بحلول 2018م، فإن الدول الأعضاء الاتحاد الأفريقي سيعطون الضوء الأخضر لإصدار الجواز الأفريقي الذي طال إنتظاره، ومن المتوقع أن يستفيذ الدفعة الأولي من جواز الأفريقي الموحد: رؤساء الدول وحكومات الاتحاد الأفريقي، ووزراء الخارجية، والممثلين الدائمين لدول أعضاء الاتحاد الأفريقي بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا – أثيوبيا.
  • الحرب في جنوب السودان: تعتبر قضية جنوب السودان واحدة من القضايا الأكثر أهمية في القمة، وستقرر القمة في إعادة المفاوضات بين الرئيس ونائبه، وكذلك إرسال إلى عاصمة جوبا قوات أفريقية لحفظ السلام كخطوة أولى لحدّ اشتباكات الدامية في الدولة الوليدة.
  • انسحاب دولة أفريقية عن المحكمة الجنائية الدولية ICC : قدم مقترح الانسحاب الجماعي كواحد من الأجندات التى سيتناقش عنها القادة الأفرقية في القمة السابعة والعشرون، وتضم المحكمة الجنائية حالياً 34 دولة من دول الأفريقية، ويعتبر القادة الأفريقية بأن منذ تأسيس المحكمة الجنائية الدولية في عام 2002م لم تقدم سوى 7 قضايا تتعلق عن أفريقيا وهي (السودان، كينيا، أوغندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإفريقيا الوسطى، وليبيا، وكوت ديفوار)، ويعتقد الأفارقة بأنها وجه آخر لـ ” استعمار جديد ” في القارة، وأكد السفير الصومالي لدى الاتحاد الأفريقي الدكتور محمد على نور لـ “إذاعة بي بي سي-قسم اللغة الصومالية” بأن الدول الأعضاء في القارة مختلفون عن مقترح الانسحاب عن المحكمة الجنائية، وبحيث يوجد دولاً أفريقية تعتقد بعدم ضرورة إلى لجوء الانسحاب الكلي من المحكمة وترى بأنها قضية خاصة تختلف حسب دولة وأخرى، ولكن من المتوقع رغم وجود هذه الأصوات المتباينة بإصدار القمة قراراً ضد المحكمة الجنائية الدولية.
  • التقرير إمكانية عودة المغرب إلى حضيرة اتحاد الأفريقي:  قبل إنطلاقة القمة صدرت حول إمكانية مشاركة الملك محمد السادس للقمة الأفريقية التى خرجت عنها في 1984م احتجاجاً لقبول عضوية ” جمهورية الصحرواية”، ولكن يوجد مساعي أفريقية حالياً في داخل أروقة القمة لتمهيد عودة المغرب إلى حضيرة الأفريقية، ومن جهة أخرى شارك القمة الافتتاحية اليوم الأمين العام لحبهة البوليساريو رئيس الجمهورية الصحرواية إبراهيم غالي.
  • الحقوق الإنسان: اتفق القادة الأفرقية في مؤتمرهم عام 2014م بأن يكون العام 2016م عاماً لحقوق الإنسان، وذلك احتفالاً بذكرى اعتماد الميثاق الأفريقي لحقوق الإنسان والشعوب التى صاغتها الدول في عام 1981م، وستصدر القمة قراراً لتقوية حقوق الأنسان وبالأخص حقوق المرأة الأفريقية.
  • ميزانية عام 2017م: وستناقش الجلسة عن الميزانية العام القادم للاتحاد الأفريقي، ويسعى القادة الأفريقية لوضع سياسة مالية جديدة، وتقوية موارد الداخلية للميزانية الأفريقية التى تعتمد أغلبها من منح لدول الغربية.

إضافة إلى ذلك فإن حصول إسرائيل صفة “مراقب” على الاتحاد الإفريقي يبدو أنها غير موجودة في جدول الأعمال القمة، وإن تكهنات التى رجحت إلى تركيز نتينياهو لـ ” زيارته الأخيرة ” حول حصول دولته بـ ” صفة مراقب” لم تكن صحيحة، فربما سنراها في المؤتمرات الأفريقية القادمة، وهذه هي أبرز النتائج المتوقعة في القمة السابعة والعشرين في كغالي-روندا.

زر الذهاب إلى الأعلى