الطريقة الربيعية في الصومال (تمووين):(الجزء الثالث)

طقوسات الطريقة:

للطريقة الربيعية طقوسات وأنشطة يمارسونها وأوراد يقرأونها يوميا وأسبوعيا وسنويا ويعتنون بمداومتها، ويحرصون أشد الحرص على أدائها لوقتها المحدد لها وعدم تأخيرها عنه. وهذه الطقوسات – حسب ما أعلم –كالتالي:

أولا: السمط:

وهو نشاط يقومون به عقب صلاة المغرب ويتكون من ست قصائد،وتتم قراءة هذه القصائد على شكل حلقة مستديرة يتولى قراءتها منشذ يهذّ القصيدة ويسردها بسرعة فكلما ينتهي من قراءة بيت يردد الأخرون والذين يشاركون معه في هذا الطقس عبارة “نفعنا الله به”. وإذا كانت القصيدة في مدح النبي والاستغاثة به يقولون “اللّهم صلّ وسلّم عليه”. حتى إذا وصل إلي بيت معين من القصيدة يعيد قراءة مطلع القصيدة بصوت مرتفع وجميل ومُلَحَن إذا صح التعبير فتبدأ عملية ضرب الطبل والتصفيق بشكل متناسق عجيب حتى نهاية القصيدة ويكون بين يدى أحدهم مجمرة وبخور من شجرة اللُّبان يلقى في المجمرة فيخرج منه عرف شذى أخاذ- فيلقى بخور اللّبان في المجمرة في بداية القصيدة، وهكذا في جميع القصائد. وفي شمال شرق كينيا والعاصمة نيروبي حيث يقلّ تواجد الربيعية ويعيشون في ظلّ الخوف من قبضة الحكومة، واستحواذ التيار السلفيّ على الساحة الدينية الإسلاميّة لا يدقون الطبل ويتركون التصفيق عند ممارسة هذا النشاط.

وأول هذه القصائد قصيدة ” حادية الأرواح ” من نظم الشيخ عبد الرحمن الزيلعي وقراءة هذه القصيدة عقب صلاة المغرب يشترك فيها جميع الزيالعة-المنتمون إلى الشيخ عبد الرحمن الزيلعي- باختلاف أطيافهم حسب علمي وهذه بعض أبياتها:

صـــــــــلاة الله ما نـــــــــاح المنادي              على خير الورى هادي العباد

يطيب القلب والأفواه حقا              بــــــــــذكـــــــــــــــــــر محمد عــــــــــين المـــــــــــــــــــــــراد

ومنها:

وما لي يارسول الله حصن              ألوذ به سواك عن الأعادي

فهب لي منك قربا ياحبيبي            ومنّ بجمع شملي يا عمادي

أغثني يا صفيّ الله دارك                بفيض منك يشفي للفؤاد

أتاك الزيلعي يبغي هبات               ينال بها شهودا من جواد

وحاشا أن يرى ذلّا وبؤسا             وحسن الظن فيكم في ازدياد

ويذكرون في سبب نظم الزيلعي لهذه القصيدة أنه أرسل خادما له في حاجة فتأخر الخادم، وكان ذلك في بلد الحبشة، حيث كان تحت حكم  السلطات الإثيوبية وقد فرضت حظر تجوال على المدينة، فوقع الخادم في قبضة القوات الإثيوبية فقطعوا رأسه نكالا به وعقابا لأنه لم يرضخ لأوامر الحظر للتجوال. فلما وصل الخبر في الصباح إلى الشيخ الزيلعي نهض مسرعا إلى مكان الحادث وبدأ ينشد هذه القصيدة في طريقه إليها حتى وصل وهو يردد هذا البيت:

رسول الله ما لي من مجير          سواك يجير من كرب شداد

فأخذ عنق المقتول ووضعها على المحل المقطوع منه من المقتول وأخذ يردد البيت حتى تحرك المقتول وقام كأنما نشط من عقال وكأنه لم تصبه شوكة.

القصيدة الثانية هي السلسلة أو التوسل بأرباب السلسة القادرية وهي قصيدة نظمها الشيخ يوسف بحر ومطلعها:

إلهي يا إلهي يا إلهي * إلهي اسلك بنا سلك الكرام

ومنها:

ينادي يوسف البكري ويبغي*نوالا منكم خير الكرام

بجاه المصطفى والأنبياء*بأسرارالأولاء وبالحرام

بأملاك بكل الأولياء*بأسماء الإله وبالمقام

بإصلاح المعاش وبالمعاد*سألنا الله مع حسن الختام

القصيدة الثالثة:

وهي قصيدة جيلانية نظمها أيضا الشيخ يوسف بحر وهذه بعض أبياتها:

إلهي بجيلاني غوث الورى*أجرنا من النار جد بالمنا

أصيح بإسم أبي صالح *لإصلاح حالي بدون العنا

هو الحنبلي الحسني من أب*وأم الحسين فيا للسنا

وقطب الوجود وغوث الثرى*وقائم قسطاس أعمالنا

وقبلة حاجاتنا فاقصدن*بذاك القنوت لمعطي الغِنى

وقائد أهل الرشاد فقل*إلهي بجيلاني جد سؤلنا

له قدم قد علت أوليا*كما قال جمع أولوا الإعتنا

القصيدة الرابعة:

وهي قصيدة محمودية في مدح الشيخ محمود معلم عمر نظمها الشيخ محمد خليف وهذه بعض أبياتها:

مدد بالله مدد بالله *أيا محمود ياسينا

أغثنا يا أمير الأو*   ليا أسنى المربينا

بذلك إنني ماسك*فبادر جد براهينا

ومنها

فيا إخواننا غنّوا*مديحه يا سلاطينا
القصيدة الخامسة:

هي قصيدة جيلانية للشيخ محمد ربيع ومطلعها:
مدد بالله جيلاني*فبادر لي ببرهان

أغثني وانصرن شيخي*بفتح منك كيلاني

أيا سلطان سخر لي *قلوب الإنس والجان

وملّكني تصرفهم*كما ملكت صمداني

القصيدة السادسة:

وفي الختام قصيدة تنسب إلى الزيلعي ومطلعها:

على باب الكريم يقوم واه*بما في قلبه قد ران ساه

من المولى وقال لذاك آه*إلهي يا إلهي ياإلهي

إلهي رحمة يوم الحساب

إلهي الطف بنا لطفا خفيا*وتب واهد الغبي واغفر وليا

وعامله بلطفك يا عليا*إلهي لا تخيب زيلعيا

فقير راغب سبل استقامة

ستكمل طقوسات الطريقة  في الحلقة القادمة ان شاء الله

أحمد ولي شريف حسن

باحث صومالي مقيم في غاريسا-كينيا، مهتم بالشعر والكتابة
زر الذهاب إلى الأعلى