اعادة بناء قوات خفرالسواحل خطوة نحو الاتجاه الصحيح

قوات البحرية التابعة للجيش الصومالي تم تأسيسها رسميا عام1965 لكنها انهارت مع سقوط الحكومة المركزية في بداية تسعينيات القرن الماضي،وكانت البحرية الصومالية هي الأقوى في المنطقة وأثبتت قدرتها وجدراتها في حراسة سواحل البلاد وحماية المياه الإقليمية،وضمان سلامة الملاحة الدولية في المياه الصومالية.

وبعد قرابة عقدين من الإنهيار الكامل والحرب الأهلية، هناك جهود حثيثة وخطة طموحة  تتبناها وزارة الدفاع في الحكومة الفدرالية لإعادة بناء القطاعات المختلفة للقوات الأمنية بما فيها قوات خفر السواحل، وتمتلك قوات خفر السواحل الحالية بعض الزوارق التي منحتها بعض الدول الشقيقة والصديقة،الانها لاتتمتع بنفس القدرات القتالية السابقة ،وتقوم باستطلاعات في المياه الإقليمية،ويمكن لها أن تخوض معارك في المناطق القريبة للمواني،ولايمكن لهذه القوات حراسة سواحل البلاد الطويلة،والتي تشهد الى جانب القرصنة البحرية أنشطة غير قانونية مثل الصيد الجائر والغير المشروع وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر عن طريق التهريب، ودفن النفايات السامة في المياه الاقليمية،والتي تشكل خطرا على سلامية البئية البحرية، إضافة الى  تصدير الفحم النابتي المحظور ،وتنقل الجماعات الإرهابية .

وتواجه جهود إعادة بناء قوات خفر السواحل تحديات حقيقية لايمكن تجاوزها في هذه المرحلة الحرجة بسهولة  ويمكن حصرها فيما يلي:

اولا:ضعف التمويل،وهذه لا تختص بقوات خفر السواحل  وهي مشكلة عامة تعاني منها فروع القوات المسلحة،ولايمكن التغلب عليها ما لم تتوفر إرادة وعزيمة وطنية جادة لتحقيق حلم الإعتماد على القوات الوطنية في  حماية الحدود البحرية والدفاع عن الثروة السمكية التي تتعرض لنهب ممنهج من قبل بعض الدول الأجنبية التي تمارس الصيد غير المشروع قبالة السواحل الصومالية.

ثانيا:عدم توفر بنية تحتية تسهل التواصل بين القيادة العامة والوحدات والمخافر المختلفة المنتشرة على طول سواحل البلاد،كما تحتاج تلك القوات الي جانب السفن الحربية أجهزة الرادار لمراقبة الأمن في سواحل البلاد، ثم ان أفراد قوات خفر السواحل بحاجة الى تدريبات مكثفة تؤهلها من القيام بمهامها واداء واجبها المنوط بها.

تعهدت تيوان في وقت سابق بتقديم166 الف دولار مساهمة منها في إنشاء مبادرة الإتصالات،وستتولي مبادرة الاتصالات البحرية اطلاق خمسة أنظمة اتصالات ومراكز أمنية في عدد من المدن الساحلية في البلاد.و هذه بدورها تساهم في تحسين وضع قدرات قوات خفر السواحل،كما تساهم في حل معضلة الأجهزة

وتعاقد الحكومة الصومالية مع شركة أوروبية لصناعة 6سفن تكون خطوة ايجابية اتخذتها الحكومة نحو الاتجاه الصحيح في وقت كانت البلاد في حاجة ماسة لإعادة بناء قدرات قوات خفر السواحل لحماية أمن السواحل،على أننا ينبغى ان نذكر هنا أن بعض الإشكاليات الراهنة من بينها ضعف التنسيق وعدم دمج القوات وضع الامكانات ومشكلات رواتب الجيش وغياب روح المسؤلية ستظل باقيةالى حين تغير الأوضاع الراهنة.

زر الذهاب إلى الأعلى