تحليل… فرص نجاح مساعي إيغاد لإقناع شيوخ محافظة هيران

بعد شدّ وجذب دام لأكثر من نصف سنة اتضح أن المساعي الحكومية في إنجاح مؤتمر جوهر لتشكيل الإدارة الإقليمية لمحافظتي هيران وشبيلي الوسطى وصلت إلى طريق مسدود بعد أن فشلت في إقناع بعض شيوخ محافظة هيران الرافضين للانضمام إلى مؤتمر تشكيل الإدارة المنعقد في جوهر, وأصبحت قضية المحافظتين معلقة اضطراريًّا.

مساعي إيغاد: ونظرا لتقارب موعد الانتخابات المقبلة, والتي يفصلنا عنها أقلّ من شهرين, و فشل المساعي الحكومية تجاه هذه القضية, واستفادة حركة الشباب من انقسام القبائل القاطنة في المحافظتين نتيجة الوضع المتأزم، مما أتاح لها إيجاد معاقل مهمة فيهما تدير منها عملياتها الهجومية النوعية ضد معاقل الحكومة وحلفائها, والتي كان آخرها حادثة هلغن التي شن فيها مسلحو الشباب هجوما على قاعدة تابعة للقوّات الإثيوبية في منطقة هلغن، أدّى إلى خسائر بين الجانبين. نظراً لكلّ هذا استقطبت القضيّة اهتمام منظمة إيغاد وسعيها إلى حل ملفّ المحافظتين, حيث وصل إلى مدينة بلدوين حاضرة محافظة هيران وفد من المنظمة بقيادة السفير محمد عبدي أفي مبعوث المنظمة للصومال, ووكيل الوزارة الخارجية الإثيوبية للصومال الجنرال غبري, في مسعى لتحريك الملفّ للوصول إلى حلّ للقضية ومواصلة أعمال المؤتمر, والتقى الوفد في جلسة مغلقة بشيخ قبيلة حوادلي أغاس حسن أغاس خليف أبرز المعارضين لمؤتمر جوهر.

حلول وسط: وقد توصل الوفد مع شيوخ محافظة هيران المعارضين للمؤتمر إلى تفاهمات أوّليّة حول عدة قضايا خلافيّة كما صرح بذلك كل من السفير أفي وأغاس حسن عقب الجلسة المغلقة بين الطرفين دون أن يذكرا تفاصيل بنود الاتفاق.

تأتي هذه المساعي في وقت بدأت فيه الحكومة الفيدراليّة وشيوخ العشائر يبديان نوعاً من النضج والليونة والتنازل، حيث تبدي الحكومة الفيدرالية الليونة والتراجع عن أسلوبها في إملاء وفرض القرارات بقوة السلطة, كما أنّ الشيوخ المعارضين للمؤتمر يبدون كذلك نوعاً من المرونة والاستعداد للحلول الوسط, مما ساهم في الوصول إلى هذه التفاهمات مع وفد منظمة ” إيغاد “الذي يزور المنطقة.

وهناك تسريبات عبر بعض وسائل الإعلام المحلّيّة حول إمكانيّة نقل مؤتمر تشكيل الإدارة من مدينة جوهر إلى العاصمة مقديشو, حيث كان مقرّ انعقاد المؤتمر من كبرى القضايا الخلافية بين الحكومة وشيوخ محافظة هيران.

وعند النظر في الدور الذي تلعبه منظمة إيغاد في العملية السياسية الصومالية, وما تمتلكه من وسائل ضغط يمكن استخدامها في حق الأطراف المتعنّتة, يبعث ذلك على التفاؤل بقدرة المنظمة على حلّ الملفّ بذات الطريقة التي تمكنت بواسطتها من حلّ الكثير من الملفات المعقدة التي واجهت سير العمليّة السياسيّة الصوماليّة, مثل الأزمات بين الحكومة الفيدرالية والأطراف الأخرى بدءا من الأزمة القائمة بين الحكومة وإدارة جوبا لاند في بدايات تشكيلها والتي تمّ تجاوزها بوساطة وتدخل المنظمة, والأزمة الأخيرة بين الحكومة وإدارة بو نت لاند، والتي انتهت أيضا بوساطة إثيوبيا التي هي عضو فاعل في المنظمة, كل ذلك يجعل المراقب يتوقع وصول المنظمة إلى حلّ للقضيّة الراهنة في محافظتي هيران وشبيلي الوسطى, والماثلة الآن أمام المنظمة, خاصة مع نضج أطراف النزاع.

زر الذهاب إلى الأعلى