مشروعات تنموية برؤى استثنائية: ملامح الصومال ما بعد الحرب

يقول المتخصصون في مجال التنمية : إن السلام وإعادة الإعمار وجهان لعملة واحدة، وتجتمع آراءهم على “أن وجود إستراتيجية شاملة لإعادة الإعمار يساعد على تعزيز فرص السلام الدائم في الدول التي تشهدها الحروب الأهلية، وأن وجود برنامج عمل أكثر جرأة في مجال التنمية من شأنه ان يساعد على توفير العون والتهدئة على المدى القصير، والاستقرار على المدى البعيد.. وأن إعادة بناء تلك البلدان كسوريا مع استقرارها يعني أيضا معالجة الأسباب الأساسية للحرب الأهلية، لأن نقص الخدمات الأساسية، مثل الصحة والمياه والصرف الصحي والكهرباء والتعليم  كانت لها الأثار الإنسانية المدمرة في تلك البلدان”.

ولذلك فيما يتعلق بالصومال، يجب التركيز في هذه المرحلة على المجال التنموي ، وتحويل جزء كبير من الملايين الدولارات التي تصرف على الأمن والدفاع  إلي المجالات الخدمية والقطاعات الانتاجية بهدف رفع مستوى الاقتصادي لدى المواطن العادي الذي يكاد يمل من ذل الحياة الأرذل، وفتح أفاق جديدة من الرخاء والرفاهية عبر مشاريع تنموية برؤى استثنائية والتي قد تغير ملامح الصومال بشكل جذري. ومن بين أبرز تلك المشاريع ما يلي:

أولا: مشاريع المولات : تدشين مناطق متكاملة للتسوق في مدينة كسمايو وبيدوة وهرجيسا والتي تعتبر بأنها مدن ذات كثاقة سكانية، وأن تضم تلك المناطق  حديقة العاب ومنطقة للنشاطات الثقافية والسياحية .

ثانيا: مشروع مطار كسمايو: ويجب أن يكون المشروع مشروع ضخم متعدد المراحل يهدف تحويل مطار  كسمايو إلي مطار دولي يكون واحدا من أضخم المطارات في منطقة القرن الأفريقي وعلى أن يعتمد في بناءه وتنفيذه على مفهوم حديث ومتطور في تخطيط مدن خدمات الطيران.

ثالثا:  مشروع ميناء بوصاصو: وهو مشروع تطوير ميناء بوصاصو لتكون منياء متعدد الاستخدامات وقطاعا  يخلق مئات فرص العمل خلال مرحلة البناء وخلال مرحلة التشغيل، وبناء مجمع للخدمات اللوجستية بهدف تأسيس مركز تجاري محلي كبير.

رابعا: مشاريع النقل والمواصلات: تمويل مشروع ربط الطرق في جنوب الصومال، ويهدف المشروع إلى ربط الطربق الرئيسي بين العاصمة مقديشو والمناطق الزاعية في محافظتي شبيلي الوسطى وشبيلي السفلى والذي دمر تماما خلال الحرب الأهلية  ، وبما يسمح بسهولة تدفق الواردات والصادرات، ويتيح لتلك المناطق من الوصول إلى ميناء مقديشو بكل سهولة ويسر، و زيادة حجم التجارة بين المناطق الصومالية، وكذلك يساهم المشروع في تحسين النقل داخل البلاد، وإزالة الاختناقات، وتحسين التنقل بين المدن والقرى.

خامسا: تشييد مبان خيرية ، لدعم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بالمستوى المعيشي للسكان.

سادسا: انشاء محطة للمياه  في مقديشو تساعد السكان على الحصول على احتياجاتهم من المياه، حيث يعد نقص المياه من أبرز المشاكل المعيشية التي يواجهها الصوماليون.

سابعا: مشروع بناء محطة كهرباء عملاقة تستهدف دعم قطاع الطاقة وتطوير نظام شبكة الكهرباء الضعيفة، وتلبية احتياجات منطقة العاصمة مقديشو التي تعد مركزا نشطا للتجارة والخدمات والأعمال.

ثامنا: مشروعات صغيرة: تستهدف دعم قطاعي الصناعية والزراعية في الصومال، حيث يتم  تديشين مصانع صغيرة مثل مصانع المربى والعصائر، مشروعات تربية المواشي، وانتاج الأعلاف ، ومشاريع تسمين العجول، ومشروع شركات لنقل البضائع، ومشروع المزارع السمكية .

تاسعا: مشروعات حدائق وساحات ونوادي للرياضة في المدن الكبرى بالصومال .

عاشرا: مشروع  الحافلات لتعزيز شبكة المواصلات العامة في مدن مقديشو، وبيدوة، وهرجيسا، وكسمايو، وجروي ولتخفيف الخناق المروري في تلك المدن، وخلق فرص عمل لعدد كبير من العاطلين عن العمل، وتقوم فكرة المشروع على شراء حافلات حديثة وذات مواصفات عالية،  وبناء محطات ومسار خاص للحافلات ومركبات الأجرة، لضمان وصول الحافلات إلى المحطات في الوقت المحدد.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى