جنوب السودان.. كير ومشار يدعمان مصالحة بلا محاكمات

جوبا (مركز مقديشو)- اعتبر رئيس جنوب السودان، سالفا كير، ونائبه رياك مشار، في مقال في صحيفة “نيويورك تايمز” أن السلام في بلدهما يحتاج إلى إنشاء لجنة للحقيقة والمصالحة عوضا عن محاكمة مرتكبي الأعمال الانتقامية في عامين من الحرب الأهلية.

وقال العدوان اللدودان السابقان في المقال الذي نشر الثلاثاء: “نحن مصممان على العمل لئلا يشهد بلدنا حربا أهلية أخرى على الإطلاق. لكن رغم خلافاتنا – في الواقع بنتيجتها – نحن مصممان على مصالحة مجموعتينا والاتحاد”.

وغرق جنوب السودان في حرب أهلية في ديسمبر 2013 مع اندلاع معارك ضمن الجيش الوطني الذي تمزقه خلافات سياسية اتنية تغذيها خصومة كير ومشار.

وتخللت النزاع مجازر اتنية الطابع وأعمال اغتصاب وتعذيب فيما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف في حصيلة ما زالت تفتقر إلى الدقة، وعن تهجير أكثر من 2.3 مليون شخص.

وقال المسؤولان إن “جمع أطراف جنوب السودان لا يمكن ضمانه بشكل فعلي إلا عبر طريق واحدة، هي طريق سلام منظم وعملية مصالحة بدعم دولي”.

وتتهم الامم المتحدة الرجلين بالمسؤولية عن أغلبية أعمال العنف المرتكبة منذ بدء النزاع.

وأضاف كير وماشار: “ننوي إنشاء لجنة وطنية للحقيقة والمصالحة، على غرار ما جرى في جنوب افريقيا وايرلندا الشمالية”، وأوضحا أن “كل من يقول الحقيقة بشأن ما شاهد أو فعل سينال عفوا عاما يجنبه أي ملاحقة، حتى لو لم يبد ندما”.

وتابعا أن “هدف هذه العملية ليس طلب الصفح، بل إعداد سكان جنوب السودان للمهمة الضخمة التي تنتظرهم وهي بناء أمة إلى جانب من ارتكب جرائم بحقهم وعائلتهم ومجموعتهم”.

ونص اتفاق السلام على إنشاء لجنة مماثلة إضافة إلى “محكمة لجنوب السودان” تكون مستقلة وتشكلها مفوضية الاتحاد الإفريقي للتحقيق في أعمال ابادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب محتملة.

لكن المسؤولين اعتبرا أنه “على نقيض المصالحة، ستؤدي العدالة التأديبية، ولو أتت عن طريق القانون الدولي، إلى زعزعة الجهود الجارية بالتراضي لضمان وحدة أمتنا عبر إبقاء الغضب والكراهية في أوساط شعب جنوب السودان”.

المصدر: العربية

زر الذهاب إلى الأعلى