ابرز ما جاء في خطاب الرئيس سعيد ديني حول مجمل التطورات في الساحة السياسية الصومالية 

غرووي  26 كانون الأول2019: وسط احتدام الصراع السياسي حول الانتخابات المزمع اجراؤها في الصومال العام المقبل، ألقى رئيس حكومة اقليم بونت لاند السيد  سعيد عبد الله خطابا شاملا حول مجمل الأوضاع السياسية في البلاد وذلك خلال مشاركته  في برنامج ”PDRC Talks“ بنسخته الثامنة.

وقد تناولت كلمة الرئيس ديني  الأوضاع العامة في ولاية بونتلاد والتطورات السياسية في العاصمة مقديشو والانتخابات  العامة المزمع اجراؤها في  البلاد أوخر العام المقبل أو بداية عام 2021 ، وموقف بونت لاند ازاء كل هذه التطورات.

  استهل الرئيس في كلمته بالحديث عن المراحل السياسية  المختلفة  التي مرت بها مراحل إنشاء الدولة الصومالية والتجربة الساسية ما بعد الاستقلال بدء من حكومات المدنية  مرورا بالنظام العسكري برئاسة الجنرال محمد سياد بري وانتهاء بسقوطه عام 1991 ودخول البلاد في أتون الحرب الأهلية، كما  تطرق في جهود المصالحة لإنهاء الحرب الأهلية وإعادة بناء النظام السياسي وخصوصا التضحيات التي بذلت من أجل انشاء ولاية بونت لاند عام 1998 والانجازات التي حققتها منذ تلك الفترة. 

وكذلك تناول الرئيس ديني في خطابه فكرة تنظيم القاعدة والحركات الدينية في الصومال ‘كحزب الإتحاد الإسلامي” ، وبداية  الحرب الأهلية  في عام 1991 م  وما خلفته من ظروف اجتماعية واخرى ثقافية.

 أسهب  الرئيس في خطابه حول الأوضاع السياسية الراهنة في البلاد في هذه المرحلة كالخلافات السياسية حول الانتخابات التشريعية والرئاسية لعام 2020/2021  والأمال التي يعلق عليها الشعب والتحديات التي تواجهها بالإضافة إلى دور وموقف اقليم بونت لاند تجاه تلك التطورات التي اعتبرها مصيرية.

 حذر الرئيس سعيد عبد الله دني خلال حديثه عن الانتخابات العامة المقبلة  وموقف حكومته ازاء النظام الانتخابي الذي أجازه البرلمان أمس السبت“ حذر من العودة إلى الوراء واحياء  النظام الدكتاتوري الذي حاربه الشعب واجراء انتخابات صورية في البلاد، مبديا قلقه ازاء انشاء حزب مشابه للحزب الإشتراكي الثوري برئاسة محمد سياد بري الذي كان يفوز بالانتخابات بـ ٩٩,٩٪ صوتا.

  أطلع الرئيس  السيد سعيد عبد الله دني المشاركين في البرنامج الحواري الفضائح التي حدثت في انتخابات عام  1985،  قائلا ”  كنت أحد الطلاب  العاملين في انتخابات مجلس الشعب المكون من  174 عضوا ، وقد جرت تلك الانتخابات على أساس القائمة المغلقة  ”Clos  list“ ولم يكن أمام الشعب انتخاب سوى الحزب الاشتراكي الثوري“ وكان فوز سياد بري فيها تحصيل حاصل، مبديا مخاوفه من تكرار هذه التجربة العام المقبل.

وتساءل الرئيس الأسس القانوني للانتخابات التي يتم الاعداد لها في الوقت الحالي ؟

قال الرئيس هناك نظامان انتخابيان يتم الترويج لها بقوة حتى الآن أحدهما مشابه لتجربة نظام الثورة، مشيرا إلى وجود كوارد عملوا في هذا النظام ضمن معدي ومروجي قانون الانتخابات الجديد . 

 وأضاف قائلا  ”الحكومة الاتحادية تخطط انشاء حزب سياسي كبير جدا جدا وأرى أن هذا الحزب هو الحزب الاشتراكي الثوري”.

وأبدى الرئيس دني أيضا قلقه من تمرير البرلمان قانون الانتخابات  قبل الاتفاق على التعديلات الدستورية واجراء الاستفتاء عليه.

وتساءل الرئيس الرئيس كيف يمكن التصويت على قانون الانتخابات في وقت لم يتم الاتفاق على الدستور  وكيف يمكن القبول على تحويل صيغة تقاسم السلطة القبلية  4.5  إلى بند دستوري؟!

وعبر الرئيس دني عن ترحيب بونت لاند شعبا وحكومية بأي جهد الهدف منه حماية القانون والدستور والاسراع في استكمال عملية مراجعة الدستور، مشددا في الوقت ذلك أهمية المحافظة على وحدة البلاد والنظام الفيدرالي، ومحذرا من مصادقة قانون غير متفق عليه.

 وفي معرض حديثه عن الأوضاع في بونت لاند وجه رسالة تحذير قوية إلى كل تسول له نفسه في زعزعة  استقرار الاقليم عبر اللعب بالوتر القبلي الحساس، ومد يده لكل صاحب رأي مخالف يريد أن يمارسها في إطار القانون. 

وقال الرئيس ديني لا نسمح أن تظهر  في بونت لاند أشخاص لديهم مآرب خاصة  يحشدون قوات في أماكن معينة ويعلنون رغبتهم في انشاء إدارات اقليمة خارج إطار القانون .

وأضاف  نحن على استعداد  تام لفتح حوار حقيقي وجاد  للبحث عن الخلافات السياسية والنزاعات  العشائرية، مشيرا إلى الانجازات التي حققتها إدارة خلال الشهور القليلة الماضية سواء على الصعيد الأمني والاقتصادي وفي  مجال المصالحة.

 إعداد: محمود علي آدم

زر الذهاب إلى الأعلى