الطريق الي بناء الدولة الصومالية(1)

أولا: مفهوم الدولة

يتفق معظم فقهاء القانون علي تعريف الدولة،’’ بأنها شعب مستقر على إقليم معين خاضع لسلطة سياسية معينة ’’.

أركان الدولة

تتكون الدولة من ثلاثة أركان، ولا يمكن أن يتحقق مفهوم الدولة دون وجود هذه الأركان ، وهي:

1-    الشعب:  ’’ مجموعة من الأفراد يقيمون على على اقليم معين بصفة دائمة ومستقرة ، ويخضعون لنظامها السياسي ،،  سواء كانوا من مواطنين حصلوا على جنسية الدولة أو أجانب يقيمون على أراضيها، بصورة قانونية  

2-     الأرض: هي ’’المساحة الجغرافية التي تمارس الدولة عليها سلطانها،، ويشمل الأراضي اليابسة والمياه والأجواء

3-     السلطة:  لا بد من وجود سلطة سياسية في اقليم الدولة، تنظم شؤون هذا الوطن ومن يعيش فيه

 مقومات الدولة                                                      

1-     مجموعة من القوانين أو الأحكام الدينية التي تنظم شؤون الدولة ’’ وتحدد سلطات الحكومة وحقوقها وواجباتها، وحقوق الأفراد وواجباتهم، والعلاقة بين السلطات وشكل الدولة، ونظام الحكم فيها’’

2-    القواعد الفقهية أو القانونية: ويجب ’’ أن تكون الدولة قائمة في نظامها القانوني على قواعد مسلسلة من حيث القيمة والقوة، فالقاعدة القانونية التي في مرتبة أدنى تستند الي أعلى منها، وهكذا، وتسلسلها كما يلي:

الدستور

القوانيين العادية

 اللوائح الإدارية

القرارات الإدارية الصادرة من سلطة إدارة دنيا

3-     خضوع السلطة للقوانين والأحكام التي وضعتها ورضى عنها الشعب

 ضمانات مقومات الدولة

 ومن أهم ما يضمن تحقيق هذه المقوامات هو، مبدأ الفصل بين السلطات الثلاثة، التنفيذية، والتشريعية، والقضائية، وأضيف الي ذلك السلطة العسكرية، وقيام كل واحدة من هذه المؤسسات بأداء الواجبات المنوطبة بها بشكل دستوري، ويجب ’’ أن تخصع أعمالها لرقابة القضاء  المتخصص’’ .

 اشكال الدولة من الناحية القانونية

1-    الدولة البسيطة أو الموحدة، وهي:  دولة تمارس سلطاتها حكومة مركزية واحدة، مثل: فرنسا، والجزائر

2-    الدولة المركبة، وهي: ’’ الدولة المكونة من عدة دول تتنوع سلطات الحكم بينها على نحو يختلف بإختلاف نوع الإتحاد الرابط بينها’’ وتنقسم الي أربعة أنواع:

أ‌-      اتحاد شخصي:   وهو أن تتحد دولتان أو أكثر على رأس الإتحاد فقط، بحيث تستقل كل دولة على سلطاتها، ورموزها عن باقي الدول. ومثا ل ذلك، الاتحاد بين إنجلترا ومملكة هانوفرد( ولاية في ألمانيا) من عام  1714م

ب‌-   الإتحاد الحقيقي، ’’ وهو أن تتحد الدولتان في شخص رئيس الدولة وفي الهئيئة المشرفة على الشؤون الخارجية ،، ومثال ذلك الاتحاد بين السويد والنرويج (1815- 1905م).

وقد يمكن أن يتطور هذا الاتحاد ويمتد الي ممارسة بعض سلطات الدولة ’’ إذ تختص الحكومة الإتحادية- الي جانب العلاقات الخارجية-مسائل الدفاع الوطني والمسائل المالية، بينما تكون الحكومات المتحدة مستقلة في الفروع الأخرى، كما تحتفظ كل منها بمجلسها التشريعي’’ ومثال ذلك الاتحاد بين المجر والنمسا ( 1867- 1918م).

ت‌-   الاتحاد الكونفدرالي: ’’ وهو إتحاد دولتين أو أكثر في معاهد دولية على تكوين هذا الاتحاد أو الإنضمام اليه مع احتفاظ دولة باستقلالها الخارجي ، وسيادتها الداخلية’’ لكل دولة عضوء في الاتحاد الحق في أن تنسحب من الإتحاد، ولا تعتبر أي قرار صادر من الاتحاد، ساري المفعول ما لم تتفق عليه باقي الدول الأعضاء. ومثال ذلك، الاتحاد السويسري (1848م)

ث‌-   الاتحاد الفيدرالي: ’’ اتحاد عدد من الدول أو الدويلات معا ونشوء دولة جديدة  تفني معها شخصية الدويلات الإعضاء’’ ومثال هذا الإتحاد، الولايات الأمركية المتحدة.

 خصائص الاتحاد الفيدرالي

1-    الرابط بين هذه الدول ليست معاهدة أو تفاق كالاتحاد الكونفدرالي، وإنما دستور تخضع لأحكامه الحكومة المركزية، ودول الاتحاد

2-     في الاتحاد الفيدرالي: ’’ يوجد عادة مجلسان للبرلمان ، مجلس يضم النواب بإعتبارهم ممثلين للأمة في مجموعها، ويتم انتخابه بواسطة المواطنين، ومجلس فيدرالي، يمثل الدول ويتكون من اعضاء يتم انتخابهم بواسطة الدول،،

3-    السلطة القضائية الفيدرالية، هي المسؤولة عن حل الإشكاليات التي تقع بين اتحاد الدول والحكومة المركزية

4-     عند تعديل نصوص الدستور الفيدرالي، يجب مساهمة الحكومة المركزية والدول المحلية    

 

 

المصادر

1-    الإسلام والدستور…  الدكتور توفيق عبدالعزيز السديري

2-    النظم السياسية في العالم المعاصر…. الدكتورة سعاد الشرقاوي

3-     مساق عن النظم السياسية والقانون الدستوري…. جامعة فيلادلفيا

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى