السدود الإثيوبية على نهر شبيلى تشكل خطرا على حياة ملايين الصوماليين

يشهد العالم كله تقلبات مناخية كما يذكره الخبراء والمختصون, انعكست هذه التقلبات المناخية سلبا في كثير من مناطق العالم,  ففي أجزاء واسعة من قارتي الأمريكية والأسيوية, تعرضتا لفيضانات, بسبب كثرة الأمطار الغزيرة التي شهدتها, وفي المقابل تعرضت مناطق أخرى من العالم, كالقارة الإفريقية عموما, وشرق القارة خصوصا, لموجة من الجفاف بسبب نذره الأمطار التي شهدت المنطقة, والصومال بما أنها تقع في شرق أفريقيا, تأثرت بهذه الجفاف التي تعرضت للمنطقة, ففي عام 2011شهدت الصومال قحطا شديدا, أصاب الإنسان والحيوان, بسبب الجفاف,  والآن تشهد كثير من المناطق الصومالية جفافا, قد يؤدي إلى تكرر كارثة 2011 .

نهر شبيلي يشهد جفافا غير معهود :

الأمر الجديد هو أن نهر شبيلي يشهد هذا الموسم جفافا وصل إلى حد استخدام الإنسان والسيارات ممر النهر, ينبع نهر شبيلي من هضبة إثيوبيا, ويمتد مساحات واسعة من الأراضي الصومالية, وخصوصا  في محافظات هيران وشبيلي الوسطى وشبيلي السفلى .

تعتمد حياة سكان تلك المحافظات بشكل كامل على النهر, حيث مياه النهر هي المصدر الأساسي للمياه في هذه المحافظات والتي تعتمد عليه حياة البشر والنبات  والحيوان, يقدر إجمال مساحة النهر ب1500 كم, 800 منها في داخل الأراضي الصومالية, ففي العادة مثل هذا الموسم يشهد النهر نضوبا في المياه بسبب غياب الأمطار, كما تشهد هذه المحافظات فيضانات في المواسم المطرية, إلا أن ظاهرة الجفاف الكلي للنهر, لم يتعهد إليها سكان هذه المحافظات .

ذكر المعمرون منهم أنه شوهد مثل هذه الظاهرة في السبعينات من القرن الماضي, إلا أن الغريب في الأمر أنه لم يتغير قط طعم مياه النهر كما حصل الآن حيث تغير طعم المياه إلى الملوحة.

السدود الإثيوبية لنهر شبيلي  :

تساءل الكثير من الصوماليين ما لذي أدى إلى جفاف النهر لهذا الحد؟

رغم علم الجميع شدة موجة الجفاف التي تشهدها المنطقة, إلا أنه كان هناك أصوات تخرج من عمق الشارع الصومالي والتي تشير بأن سبب وراء جفاف النهر لم يعد قاصرا على السبب المتقدم .

ذكر محافظ محافظة هيران يوسف دبا غيد لإذاعة الصوت الأمريكية قسمها الصومالية, بأن هناك سدودا أقامته إثيوبيا في داخل أراضيها, والتي ساهمت إلى جفاف النهر, بالإضافة إلى موسم الشتاء التي تشهدها الصومال, ولم يكتف الأمر ذلك , فقد نشرت بعض وسائل الإعلام المحلية, أخبارا تشير بأن الإدارة الصومالية في إثيوبيا أقامت أربع سدود في نهر شبيلي, وعقد حفلا لافتتاح السدود التي أقيم في نهر شبيلي, حسب ما أفادت الوسائل المحلية, وأضافت بأن الإدارة فسرت إقامة السدود لتنفيذ مشاريع زراعية في مناطقها.

سد نهر شبيلي أشد خطرا من سد النهضة :

تحرص إثيوبيا باستفادة مياه الانهار الممتد في أراضيها, لتنفيذ مشاريع عملاقة, حيث تقوم الآن مشروع سد الألفية الكبير أو سد النهضة, باهظ التكلفة لتأسس محطات كبيرة في هذا السد يولد منها 6 آلاف ميجا واط من الكهرباء, الأمر الذي يقود لإثيوبيا نهوضا اقتصاديا, ويهدد الأمن المائي المصر والسوداني .

خلق هذا المشروع أزمة بين إثيوبيا ومصر, حيث شعرت الأخيرة بتهديد أمنها المائي, الذي هو جزء من أمنها القومي, إلا أنه جرت مفاوضات, واتفاقيات بين السودان ومصر من طرف وإثيوبيا في شأن سد النهضة, والتي أعطت مصر والسودان حق الإشراف والمراقبة لخزانات المياه في السد, تفاديا من تخوف تفرد إثيوبيا لوحدها الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض 30% من نسبة مياه النيل  في مصر والسودان, مما تسبب إلى كارثة تواجه شعوب البلدين.

في الجانب الآخر أقامت إثيوبيا سدودا في نهر شبيلي, في جنوب (جدي ) الواقعة في مناطق الإدارة الصومالية بإثيوبيا, , لتنفيذ مشاريع كهربائية, وزراعية, وافتتحها رسميا رئيس الإدارة الصومالية بإثيوبيا عبد محمود إلى في حفل عقدت لافتتاح السد, وللعلم أنه لا يوجد أية اتفاقية مائية بين إثيوبيا والصومال تحيل دون إثيوبيا في إقامة هذه السدود, ولم يعد كيان صومالي قوي يواجه تحديات الأمن القومي الصومالي  في المخيلة بعد, فضلا عن وجوده في الواقع, الأمر الذي جرأ إثيوبيا إلى إقامة هذه السدود, لتكون ورقة ضغط حاليا وفي المستقبل القريب والبعيد , حيث تعرضه كصفقة للمقايضة في كثير من مصالحها في الصومال .

بدأت محاولات إثيوبيا لإقامة سد في نهر شبيلي عام 1997م,و توقفت أكثر من مرة لكن الآن  نجحت في تنفيذه, ويشكل هذه السدود خطرا على الصومال, حيث تسبب نضوب مياه النهر الذي يعتمد عليه حياة كثير من المواطنين الصوماليين.

تسبب جفاف النهر إلى انعدام للمياه في هذه المحافظات, حيث يتعرض سكانها لخطر , وتروي وسائل الإعلام المحلية والعالمية معاناة السكان, والحكومة الصومالية الحالية, لا تستطيع التجر أ بمجرد كلام .

 

زر الذهاب إلى الأعلى