لماذا تمتنع قوات حفظ السلام عن إنهاء المعارك القبلية في بلدوين؟  

تسود حالة من الهدوء المشوب بالحذر مدينة بلدوين مركز محافظة هيران وسط البلاد، منذ مساء أمس السبت، بعد أسبوع من مواجهات عنيفة بين  عشيرتين من عشائر المحافظة.

توقفت الأعمال القتالية بعد ساعات من وصول  مليشيات قبلية محايدة إلي أماكن القتال لفض الاشتباك ودعم مساعي زعماء العشائر  لوقف إطلاق النار في حين  عجزت القوات المسلحة الصومالية وقوة بعثة الإتحاد الأفريقي في المدينة عن إجبار العشيرتين على وقف إطلاق النار وإنهاء المواجهات.

وقال حسين عثمان علي نائب محافظ اقليم هيران إن حالة من الهدوء تسود مدينة مدينة بلدين مركز  محافظة هيران، ولا تشهد أعمالا قتالية منذ مساء أمس السبت،  مشيرا إلي وجود مساع حثيثة لأنهاء القتال وحل الخلافات بين  العشيرتين بطرق سلمية.

وأعرب حسين عثمان عن أسفه بالضحايا الذين سقطوا في المواجهات القبلية، مشددا على ضرورة تكاتف الجهود من أجل تسوية الصراع بين العشيرتين وضمان عدم تكرار مثل تلك المعارك.

وأوضح نائب محافظة هيران أن طبيعة تشيكلات القوات الأمن في محافظة هيران  لا تسمح بلعب دور كبير في فض المواجهات القبلية وتحمل مسؤوليتها في حفظ الأمن والاستقرار بالمحافظة، متهما بعد ضباط من القوات المسلحة بالتورط في المعارك القبلية ودعم الأطراف المتحاربة.

تأتي تصريحات نائب اقليم هيران حسين عثمان غداة إعلان الرئيس حسن شيخ محمود عن إرسال وفد حكومي إلي بلدوين للمشاركة في مساعي الجارية لانهاء المعارك القبلية في المدينة، معربا عن استياء الحكومة من هذه المعارك القبلية المتكررة في مدينة بلدوين،

وأكد الرئيس أن الوفد الحكومي الذي يضم وزير الشباب والرياضة محمد عبد الله حسن ووزير البترول والثروة المعدينة، مختار محمد إبراهيم سيعمل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار وإنهاء المعارك التي أدت إلي سقوط عشرات من القتلى والجرحى ونزوح أعدد كبيرة من السكان إلي خارج المدينة  في وضع انساني صعب نتيجة فيضانات نهر شبيلى التي اجتاحت أحياء في مدينة بلدوين وشلت الحركة التجارية والتنقل بين أجزاء المدينة.

وفي هذا الأثناء، أثار عدد من المراقبين تساؤلات حول مغزى عدم تدخل القوات المسلحة وقوة بعثة الإتحاد الأفريقي وخاصة القوات الإثيوبية والجيبوتية في فض المواجهات القبلية ومنع المسؤولين العسكرين الصوماليين في المشاركة في الحروب القبلية ومحاسبة المتورطين فيها.

تجرى المعارك القبلية في مدينة بلدوين بالقرب من قواعد القوات الإثيوبية والجيبوتية العاملة ضمن قوة بعثة الإتحاد الأفريقي في الصومال ولم تتدخل هذه القوات لفض الاشتباكات، بل ووقفت مكتوفة الإيدي تجاه عمليات القتل التي ترتكبها المليشيات ضد الأبرياء في المدينة.

كان المفروض أن تتدخل القوات الافريقية لحفظ السلام وترسل قوات إلي مناطق النزاع لمنع حدوث مجازر ضد المدينن العزل المثقلين أصلا بكوارث المجاعة والفيضانات، لكن امنتعت عن  تصدي المليشيات القبلية وحماية المدنين مبررة ذلك  أن فض الاشتبكات القبلية لا تقع ضمن مهامها المنحصر على محاربة حركة الشباب وحماية المسؤولين الحكوميين.

لقد نجحت القوة الإفريقية فى الصومال، في طرد قوات حركة الشباب المرتبط بتنظيم القاعدة التابعة  من معظم المدن الرئيسية في البلاد لكنها تفشل وبشكل ذريع  في منع حدوث  المعارك القبلية ومساعدة الحكومة في محاسبة المتورطين فيها وبالتالي فإن لم تقم تلك القوة بإعادة النظر في سياساتها تجاه المعارك القبلية  فانها ستتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية لجرائم المترتبة على تلك المعارك.

زر الذهاب إلى الأعلى