لجنة مسلمي إفريقيا: رائدة العمل الطوعي في الصومال (1)

سطع نجم لجنة مسلمي إفريقيا في الآفاق، ودوّت شهرته في ربوع القارة الإفريقية بل والعالم أجمع، بما تقدم هذه المؤسسة العملاقة لفقراء ومساكين القارة السمراء من مساعدات ومشاريع تنموية خيرية هادفة وذات جدوى، تمسّ جميع جوانب حياة الإنسان الإفريقي مسلماً كان أو غيره، علماً بأن لجنة مسلمي إفريقيا اسم سابق لجمعية العون المباشر لاحقاً، حيث أن المسمّى قد تطوّر وتغيّر نظراً لتوسع نطاق أعمالها، وتنوع مشاريعها، وقد قال مؤسس الجمعية المرحوم عبد الرحمن السميط:([1]) “إن برامج المؤسسة التنموية ومساعداتها الخيرية والطوعية المختلفة وصلت وتصل إلى المسلم وغير المسلم، بل وظلّت رسالتها تخدم للإنسانية جمعاء، وعندئذ تطلب الأمر إلى تغيير اسمها، واخترنا اسم جمعية العون المباشر لها، وكان ذلك في عام 1999م”([2]) وهي مؤسسة خيرية طوعية عالمية وغير حكومية مهتمة بالتنمية في الأماكن الأكثر احتياجاً في إفريقيا، تمّ إنشاؤها على يد خادم إفريقيا، ومنقذ أيتامها وفقرائها من الضياع والإهمال، وصاحب الرسالة السامية، الرحيل المقيم/ الشيخ عبد الرحمن بن حمود السميط الكويتي – رحمة الله عليه- عام 1981م، أصل مقر رئاستها ثابت في دولة الكويت الشقيقة ومكاتبها الفرعية منتشرة في إفريقيا، حيث تتمكتب وتتمركز حوالي 32 دولة إفريقية،([3]) فدولة الصومال واحدة منها.

يناهز عمر هذه المؤسسة نصف قرن إلا خمسة عشر عاماً، وهي في عامها الخامس والثلاثون من العطاء المتواصل والبذل الدؤوب الحافلين بإنجازات عظيمة، وطفرات هائلة جسيمة في أصعدة الإغاثة والتنمية عموماً، وبالأخص تهتم بالتعليم، بكل أنواعه كل الاهتمام الممزوج بالعناية الفائقة كأهدافها الإستراتيجية، ورؤيتها المستقبلية لتغيير الوضع المأساوي الذي يعيشه الإنسان في القارة الإفريقية، رافعة شعارها الرسالي: “التعليم حق مشروع لكل طفل في إفريقيا” ويبدوا أن الشعار منبثق عن الهدف الأساسي من التعليم، حيث تغيير الذات وتنمية المجتمعات من كل الجوانب.

تعتبر جمعية العون المباشر من أوائل الجمعيات الخيرية الأكثر إنجازات في مجال العمل الخيري في العالم الإسلامي، بل وتعتبر رائدة العمل الطوعي في إفريقيا، لعمق إستراتيجيتها، ووضوح رسالتها، وشفافية إدارتها في الأعمال الخيرية الطوعية، وإخلاص القائمين على إدارة مكاتبها في ربوع القارة السمراء.

هذا كانت وما زالت مهمة هذه الجمعية تقديم خدمات متميزة في مجالات حيوية وأساسية لمقومات حياة الفرد والإنسان الإفريقي المسلم، ومن أهم هذه المجالات: التعليم والإغاثة، وتنمية قدرات ودخل المجتمعات الفقيرة، والرقي بالمجتمع الإفريقي المسلم لدرجة الاعتماد على الذات والمصادر المحلية، وهذه الجوانب مجتمعة كلها تجعل الإنسان الإفريقي صاحب رسالة، وقادراً على أن يتحمل مسئولية هذه الرسالة، وما تقتضيها تجاه وطنه وأمته، ومن خلالها يعيش حياة متكاملة الجوانب، ومتوازنة الأطراف، يعتمد فيها على مصادر ثروات بلاده، وإنتاجه العلمي.

تحقيقا لمهمّتها وغاياتها حافظت جمعية العون المباشر على القيم النبيلة السائدة في المجتمعات الإفريقية التي خدمت لها، احتراماً لكرامة الإنسان المحتاج، والتزاماً بالقوانين والنظم المحلية والدولية التي لا تتعارض مع مبادئها الإسلامية وقيمها الإنسانية. هذا وقد لقيت رسالة المؤسسة قبولا وترحيباً حارة، بل وثقة متزايدة ومتنامية عندما اتّسم القائمون على تنفيذ مشاريعها بأمانة وصدق ومسؤولية وعدل وشفافية وإخلاص.

وعلى هذا علت جمعية العون المباشر، ووصلت رسالتها ومساعداتها الإنسانية إلى ما بلغ الليل والنهار في القارة الإفريقية، وجعلها المولى عزّ وجل شجرة طيبة الثمرة أصلها ثابت في الكويت، ونتاج ثمراتها ينتفع به ملايين البشر في القارة الإفريقية، وكما تظلل هذه الشجرة ملايين المحتاجين لخدماتها الإنسانية والاجتماعية والصحية والتعليمية. وما أكثر المستفيدين من مواردها المالية والبشرية. مع العلم بأن إمكانيات هذه المؤسسة المادية محدودة مقارنة ببعض المؤسسات والمنظمات الخيرية النظيرة العاملة في المجال الطوعي إلّا أنّنّي لاحظت أن ما تقدمه من مساعدات ومشاريع رغم قلتها ومحدوديتها إلا أنها مباركة ومنظمة، تعمّ الفائدة منها للجميع، وتظهر النتيجة المرجوة والمجنية منها بفترة وجيزة.

هذا وعند ما اندلعت الحروب الأهلية الطاحنة في الصومال، وانهار نظام الحكم فيها كلياً كانت جمعية العون المباشر “لجنة مسلمي إفريقيا في حينها” من طلائع الهيئات الخيرية والطوعية التي هبّت لنصرة الشعب الصومالي المنكوب، بل وكانت سبّاقة في إنقاذ الشعب الصومالي من ويلات الحرب وإرهاصاتها وتبعاتها السالبة، من قتل وتشريد ومجاعة، وأمراض، ونقص للعذاء، وغيرها من المأساة. وقد قدمت المؤسسة عوناً مباشراً وعاجلاً لمنكوبي الصومال، وكان ذلك خير عون ونجدة للصومال، حيث جاء النصر في وقت كانت البلاد بأمس الحاجة إليه.

كان هذا تلميحاً لنشأة لجنة مسلمي إفريقيا “جمعية العون المياشر”، وعن مهمتها ورسالتها بصورة مبسطة، حيث الحديث عن جمعية العون المباشر، وعن رسالتها وأهدافها الإستراتيجية، وعن مشاريعها التنموية وأنشطتها التربوية والثقافية في القارة الإفريقية ذو شجون، ولا يسع مجال هذه المقالة للحديث عن كل ذلك مفصلا، فقط ما نركّز  عليه في هذه السلسلة دور جمعية العون المباشر  مكتب الصومال في المجال الطوعي.

نعتبر مكتب جمعية العون المباشر في الصومال من أكثر مكاتب المؤسسة نشاطاً في إفريقيا نظرا للظروف الراهنة في البلاد، هذا وقد يعمل بل وعمل المكتب تحت ظروف عويسة وأزمات إنسانية مؤلمة وغير طبيعية خاصة مرت بها الصومال، وحينها انهارت الحكومة المركزية فيها، وعمّت الفوضى والبلبلة، وانتشرت المجاعة في ربوع البلاد، مع تفشّي أوبئة فتّاكة نتجت عن سوء التغذية الحاد، ولقد لبّت لجنة مسلمي إفريقيا نداء المستغيثين الصوماليين، بل وشاركت في نجدة الشعب عن نكبته، وقدّمت له كل ما في وسعها من عون مادي ومعنوي، ومنذ ذلك الحين علقت قلوب الصوماليين واطمأنت لمشاريع اللجنة النتموية خاصة المحتاجين منهم والفقراء.

ترجع تاريخ إنشاء وتدشين مكتب اللجنة في الصومالي بداية التسعينيات، ويناهز عمر جمعية العون المباشر في الصومالي حوالي 24 سنة من العطاء والعمل المثمر الدؤوب.

هذا وقد ركزت الجمعية في مشاريعها التنموية وأنشطتها الخيرية في مجالات عدة، بزغت وسطع فيها نجمها، بل وأنجزت فيها الكثير الكثير، حيث أنبتت نباتاً طيباً أينع ثماره المفيد الملموس في أوساط الشعب الصومالي.([4]) ومن أهم تلك المجالات التي أبدع فيها مكتب جمعية العون المباشر في الصومال: التعليم، ورعاية الإيتام، والمشاريع الإنمائية، ومجال الدعوة، والإغاثة وغيرها من المجالات.

أولاً: التعليم

التعليم من صميم أهداف جمعية العون المباشر الإستراتيجية وبصفة عامة، حيث كان شعارها الرئيسي “التعليم حق مشروع لكل طفل في إفريقيا” ومن هذا المنطلق أصبح التعليم من أولى أولويات مكاتب الجمعية في ربوع القارة الإفريقية، وبهذا كانت رؤية مكتب الجمعية في الصومال واضحة تجاه المعضلة والحروب الأهلية الطاحنة في البلاد، حيث ترى إدارة المكتب أن أساس المعضلة الصومالية الجهل المتفشي في أوساط شرائح المجتمع المختلفة، خاصة لدى الشباب، وهي الفئة الأكثر تضرراً للحرب، ووضع مكتب الصومال نصب أعينه على نشر التعليم والتعلم في أوساط الجيل الناشئ، ومحاربة الجهل ومصادره مهما كان نوعه لدى المجتمع، وكانت في رأيي إستراتيجية ناجحة.

هذا وقد بدأ مكتب الجمعية في الصومال يفتتح مراكز ومدارس نظامية أهلية بصورة مجاناً، بل وكانت تقدّم بعض المدارس وجبات غذائية سواء الفطور أو الغداء للتلاميذ، نظراً للظروف المعيشية التي تمر بها البلاد آنذاك، وكانت نعم الفرص لأبناء الصومال الذين كانوا يعانون من مشاكل مادية حادّة، وعدم استقرار الأمن العام، فعلا قد استفاد من هذه الفرصة السانحة عدد كبير من أبناء الشعب.

هذا ومن أوائل مدارس الجمعية في الصومال: مدرسة أبي حنيفة، ومدرسة محمود حربي، ومدرسة الإمام أحمد جري، هكذا دواليك…. وقد خرّجت تلك المدراس الأساسية والثانوية آلافاً مؤلفة من الطلاب الصوماليين، وعند ما تحسنت الأوضاع المعيشية والوضع الأمني والاقتصادي بدأت تفرض على التلاميذ والطلاب دفع رسومات دراسية رمزية.

طالما التعليم هدفاً إستراتيجياً لدى المؤسسة حاولت توسيع دوائر إنشاء وتدشين مدارسها في ربوع أقاليم البلاد تعميماً للفائدة، وتحقيقاً لأهدافها المنشودة حسب الظروف والإمكانية المتاحة لديها.

هذا لجمعية العون المباشر أربع مدارس نظامية عملاقة في مدينة مقديشو عاصمة البلاد، ألا وهي: مدرسة الإمام أحمد جري الأساسية والثانوية التي تحمل اسم المجاهد والمناضل الصومالي، وتعتبر هذه المدرسة من أرقى وأفضل المدراس الأهلية في مقديشو، بل ورمز التعليم الأهلي في الصومال، وللخريجين فيها شأو عظيم، وسمعة طيبة في أوساط المجتمع الصومالي. ومن أشهر مدارس الجمعية في مقديشو أيضاً مدرسة محمود حربي الأساسية والثانوية والتي تحمل أيضا اسم رمز النضال والعبقري الصومالي، وكذلك مدرسة أبي حنيفة الأساسية والثانوية، ومدرسة التضامن الإسلامية، هذه المدارس مثالية في أدائها الأكاديمي، ومرموقة عن نظيراتها من حيث الرسالة والأهداف والنظام، والدراسة فيها صباح مساء، ولغة التدريس فيها اللغة العربية والإنجليزية، وقد خرّجت وما زالت تخرج مئات الطلاب المتميزين سنوياً.

ولجمعية العون المباشر جامعة واحدة في الصومال، وهي جامعة سيمد (SIMAD)العملاقة، وتعني كلمة (SIMAD) مختصرات عن المعهد الصومالي للتنمية الإدارية، وقد تمّ إنشاؤه عام 1999م، حيث انطلقت منه الجامعة.  تقع الجامعة في مدينة مقديشو العاصمة، وتعتبر حالياً من أشهر وأفضل الجامعات الأهلية في الصومال، بل وأفضلها على الإطلاق – إن صح التعبير- لها تسع كليات منها: كلية علوم الحاسوب، وكلية الطب والعلوم الصحية، وكلية التربية، وكلية العلوم الإدارية، وكلية الهندسة، وكلية الاقتصاد، وكلية القانون، وكلية العلوم الاجتماعية، ومعهد اللغات الحديثة الذي تمّ تدشينه رسمياً قبل شهور.

وقد خرّجت الجامعة عشرات الدفعات حاملين شهادة البكالوريوس والدبلومات، وبدأت أخيرا منح شهادة الماجستير لطلابها، حيث تمّ افتتاح كلية أو قسم الدراسات العليا فيها بالتعاون مع بعض الجامعات في الخارج مثل جامعة ماليزيا المفتوحة، وجامعة ماكريري في يوغندا. وغيرها من الجامعات خارج البلاد.

فللجمعية مدارس أساسية وثانوية في أقاليم الصومال المختلفة منها: إقليم هيران حيث توجد فيه مدرستان في مدينة بلدوين هما: مدرسة الشيخ المرحوم محمد معلم العلامة ومفسر القرآن، وأبو الصحوة الإسلامية في الصومال، ومدرسة الأقصى الأساسية والثانوية.

وفي إقليم شبيلى السفلى لها مدرسة الفاروق الأساسية والثانوية في مدينة بولو مرير، وتعتبر من أقصر مدارس الجمعية عمراً، تمّ إنشاؤها عام 2004م، وكانت أولى مدرسة نظامية أهلية عربية في المدينة… وقد خرّجت مدرسة الفاروق دفعتها السابعة، وستخرّج دفعتها الثامنة هذا العام إن شاء الله.

وأما إقليم جوبا السفلى وفي مدينة كسمايو الساحلية فلها مدرسة فانولي “Faanoole”  الأساسية والثانوية، فهي مدرسة فتية مشهورة.

وكما أن لها مدرسة نموذجية في مدينة هرجيسا بشمال الصومال تسمى بمدرسة الإرشاد أنها صرح العلم والمعرفة، وتعتبر نبراس جمعية العون المباشر – مكتب الصومال-  الشامخ والساطع في القطب الشمالي من الصومال.

كان هذا سرداً وإشارة لامحة لدور جمعية العون المباشر – مكتب الصومال- البارز في المجال التعليمي… ولي دراسة علمية مفصلة ودقيقة حول هذه المؤسسة ودورها في مجال العمل الطوعي في الصومال، تتضمن الدراسة إحصائات وأرقام تسلط الضوء على الإنجازات التي حققت وتحققها هذه المؤسسة، والبرامج الطوعية المتشعبة التي قدّمت جمعية العون المباشر للشعب الصومال منذ انهيار نظام الحكم المركزي في البلاد وحتى اللحظة.

وختام هذه الحلقة أرجو أن لا يفهمني عزيزي القارئ أنني أدّعي بأن جمعية العون المباشر هي المؤسسة الخيرية الوحيدة العاملة في الحقل التعليمي في الصومال، وإنما هناك مؤسسات وهيئات طوعية محلية وعالمية تعمل في المجال الطوعي، وفي مجال التعليم على وجه الخصوص والأخص، إلا أنني أريد أن أثبت وأجزم ريادة جمعية العون المباشر  في هذا المجال لأسباب كثيرة، حسب خبرتي البسيطة لطبيعة عمل المنظمات الطوعية في الصومال، وسوف أورد أهمها ذيل هذه المقالة.

والجدير بالذكر أيضاً بأن هناك مجالات أخرى أبدعت وبرعت فيها جمعية العون المباشر – مكتب الصومال- منها: المجال….. نواصل في الحلقة القادمة إن شاء الله.

الهوامش

[1] – ولد المرحوم الدكتور/ عبد الرحمن حمود السميط الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية العون المباشر (لجنة مسلمي أفريقيا سابقا) في الكويت عام 1947م، وتخرج في جامعة بغداد بعد أن حصل على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة، وكان طبيبا متخصصا في الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، ولم يكن طبيبا عاديا، بل طبيبا فوق العادة، وأصبح أحد فرسان العمل الخيري، حيث بدأ العمل الخيري وأعمال البرّ منذ صغره، وهو في المرحلة الثانوية، ونال الشيخ السميط عددا من الأوسمة والجوائز والدروع والشهادات التقديرية، مكافأة له على جهوده في الأعمال الخيرية، إنه رجل آثر حياة الترف، وباع نفسه وراحتها من أجل الجنة، وتوفي عام 2013م. (جريدة المصدر، 16- أغسطس – 2013م)

[2] – http://direct-aid.org

[3] – موقع جمعية العون المباشر،  ورئيس جمعية العون المباشر – مكتب جمهورية.

[4] – فوزي محمد بارو (فوزان)، في رحاب مركز الفاروق للتعليم والتنمية، “كتاب وثائقي”، 2009م، ص 8.

الدكتور فوزي محمد بارو ( فوزان )

الدكتور/ فوزي محمد بارو (فوزان)، رئيس جامعة أطلس الصومالية، كاتب وباحث أكاديمي متخصص في مجالي التربية واللغويات، عمل رئيس تحرير لمجلتي "لسان العرب والوطن" في السودان، ومديرا عاما لمركز الفاروق للتعليم والتنمية بالصومال، ومديراً إقليمياً للجنة مسلمي إفريقيا مكتب الصومال، عمل محاضراً وباحثاً بجامعتي إفريقيا العالمية بالسودان، وجامعة السميط بتنزانيا، ورئيس قسم البحوث والنشر بمركز البحوث والنشر والاستشارة بزنجبار، وعميداً لكلية الآداب والدراسات الاجتماعية بجامعة السميط بتنزانيا، وهو عضو مؤسس بجامعة دار الحكمة بالصومال، ويعمل حالياً مستشارا وعضواً في عدد من الهيئات المحلية والعالمية، وله العديد من المقالات والبحوث والكتب في مجالات العلم المختلفة.
زر الذهاب إلى الأعلى