كسمايو… جوهرة الصومال

توجهت من مطار آدم عبد الدولي في مدينة مقديشو العزيزة نحو مدينة كسمايو،  وركبت على متن طائرة تابعة لشركة سكاي بلو، وقد اتبعنا النظام الأمني المفروض على مطار آدم عبدلي الدولي ، ثم استرحنا في صالة المغادرة والانتظار في المطار ، للإنتظار قرابة ساعتين للطائرة القادمة من مطار جالكعيو، حتى جاءت الطائرة واستعدنا للتوجه نحو مدينة كسمايو عاصمة ولاية جوبالاند.

ركبنا على متن الطائرة حوالي الساعة الثانية ظهرا ، وقلعنا من المطار مباشرة ، كانت الرحلة ممتعة على الهواء حيث كانت الطائرة مصممة على طريقة رائعة ، وكانت طائرة سليمة وآمنة الى حد كبير، وتبادلنا الحديث اثناء تواجدنا داخل المطار وتعارف الجميع على متنها، حتى حطت الطائرة أخيرا أدراجها في مطار مدينة كسمايو الدولي.

مطار كسمايو الدولي من اهم المطارات الصومالية حيث تقلع وتهبط فيه الطائرات يوميا حاملات عشرات الركاب المتوجهين الى المدينة لزيارتها ولمعرفة ما يجري حولها بعد استعادتها الأمن والاستقرار والروعة والجمال.

لاحظت خلال هبوط الطائرة ان المدينة محاطة بجو رائع ومشرق، وان المدينة تتسم بجمالها الطبيعي ، حيث يحيط بها المحيط الهندي ، والاشجار والغابات المحيطة على المدينة مما يطفي جوا ساحرا على المدينة.

استقبلني في المطار جمع من اصدقائي المرحبين بي في المدينة ، وتوجهنا من المطار الذي يبعد حوالي واحد كيلومتر عن المدينة نحو داخل كسمايو، تمعنت النظر خلال دخولنا في المدينة مشاهدا للتطور العمراني والجمال الحقيقي لمدينة كسمايو وللابراج الشاهقة المبنية اخيرا في المدينة والفنادق العالمية والمزخرفة المستحدثة في المدينة.

خلال اليوم التالي توجهت الى المحيط الهندي وقررت السباحة ولعب الكرة حوله ، إنه جمال وسحر المحيط الهندي الحقيقي المحيط والمظل على مدينة كسمايو.

شاهدت ورأيت بأم عيني في مدينة كسمايو ما تقر به الأعين وتفرح به القلوب، حيث الاستقرار الامني يعد من اهم السمات والصفات التي تتميز وتتصف بها حاضرة اقليم جوبالاند.

وخير دليل على ذالك المؤتمرات واللقاءات والندوات والمشاورات التي تعقد في المدينة دون أية حراسة من القوات الاجنبية في البلد كما يحدث في العاصمة مقديشو، حيث يستطيع المسئولون الدوليون والمحليون التجول في المدينة دون حراسة مشددة عليهم ويستطيعون الوصول الى جميع احياء مدينة كسمايو.

ومن مشاهداتي في كسمايو ان اعضاء برلمان الولاية والمسئولين المهمين في الدولة يتجولون في المدينة دون حراسة شخصية لديهم.

ويرى المراقبون ان ادارة الولاية استطاعت التحكم والسيطرة وبسط الامن على نواحي مدينة كسمايو، إلا ان هذا لا يمنع تواجد انصار حركة الشباب في الضواحي القريبة لمدينة كسمايو وسيطرتهم على المدن القريبة للمدينة رغم عدم تمكنهم من احداث عمليات نوعية في داخل المدينة كما يحدث في العاصمة مقديشو.

واصبحت مدينة كسمايو قبلة الوافدين اليها ، حيث تستقبل يوميا الوفود العالمية والاقليمية والمحلية ، ويتوافد اليها معظم الدبلوماسيين والسفراء والمبعوثين من قبل الدول والمنظمات الدولية، حتى اشتهرت المدينة باستضافتها المتكررة للوفود العالمية ، وهي من المدن الصومالية القليلة التي استطاعت استضافة المسئولين الدوليين والحكوميين والمحليين فيها وتواجدهم في المدينة لعدة ايام دون حدوث اية خلاخل امنية.

ويستطيع الوافدون الى المدينة التجوال في المدينة والجلوس في الفنادق الشهيرة في المدينة ، مثل فندقي كسمايو واجن ، وهما من اهم الفنادق الضخمة والجميلة لمدينة كسمايو، حيث يتواجد فيها المسئولون والاعيان ويتناولون المشروبات والقهوة والشاي في هذه الفنادق الجميلة.

وتشهد المدينة في هذه الأيام حركة عمرانية مكثفة ، حيث عاد اليها مغتربو هذه المناطق ، وشيدو بالتعاون مع السكان المحليين بنايات وعمارات جميلة في المدينة ، وافتتحت في المدينة فنادق وسوبرماركات وكافتيريات رائعة ، مما اعاد الجمال والبهجة لجوهرة الصومال.

الى جانب هذا يشهد قطاع التعليم في المدينة تحسنا ملحلوظا بعد استعادة المدينة للامن والاستقرار ، حيث بدا الطلاب بالرجوع الى المدارس والمعاهد والجامعات العلمية ، وتشهد هذه المراكز التعليمية تسجيل اعداد هائلة من الطلبة للمراحل الدراسية المختلفة مما يبشر بالخير على احياء القطاع التعليمي للمدينة.

بالاضافة الى هذا فإن الثقل السكاني للمدينة بدأ يتزايد بوتيرة عالية ، نظرا لعودة ابناء المدينة اليها بعد استتاب الامن والاستقرار في المدينة وايمانهم بان تعمير المدينة اولى من كل شيء وان جوهرة الصومال كسمايو هي لجميع اهل الصومال، وان الصوماليون مدعون الى اعادة اعمار المدينة، وان كسمايو العاصمة الثالثة للصومال استرجعت مكانتها وعزتها وبدات تتجه نحو التطور والاستقرار والازدهار.

 

عبدالله عبدالقادر آدم

كاتب وباحث صومالي، خريج كلية الشريعة والقانون بجامعة افريقيا العالمية، حاصل على درجة الماجستير في القانون من جامعة الزعيم الازهري
زر الذهاب إلى الأعلى