اتفاقية تعاون عسكري جيبوتي إثيوبي تثير ردود أفعال سياسية

جيبوتي (مركز مقديشو)- وقع وزير الدفاع الجيبوتي السيد/ حسن درار هفنه مع نظيره الإثيوبي السيد/سراج فيغيسا بـمذكرة تعاون في المجالات العسكرية والأمنية بين البلدين. وجاء توقيع المذكرة في إطارأعمال الـلجنة العسكرية الجيبوتية الإثيوبية المشتركة التي بدأت يوم الخميس الـ28 أبريل الجاري، لـاجتماعها السنوي الرابع المنعقد في جيبوتي بـرئاسة وزيري الدفاع لـكلا البلدين وبحضور رئيسي هيئة الأركان العامة اللواء زكريا شيخ إبراهيم واللواء سامورا يونس.

وقد بـحث الجانبان خلال الاجتماع جملة من الملفات الأمنية من أبرزهاتعزيز التعاون العسكري والأمني المشترك والسبل الكفيلة لـمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة التي تشكل خطرا على استقرار البلدين. كما ناقش الطرفان تطورات الأوضاع الأمنية في المنطقة والتي يتصدرها الخطر الأمني الذي تشكله أنشطة حركة الشباب في الصومال والمنطقة والصراعات التي تعصف بعض دول المنطقة كاليمن وجنوب السودان وإريتريا، بـإضافة إلى سبل مواجهة التحدي الذي تمثله الشبكات الإجرامية العابرة للحدود والتي تدير عمليات الاتجار بـالبشر في المنطقة.

وأشاد وزير الدفاع الجيبوتي -خلال كلمة ألقاها في حفل توقيع اتفاقية التعاون العسكري- بـتطور العلاقات والتعاون المشترك بين القوات المسلحة لـلبلدين، مؤكدا أن البروتكول العسكري والأمني الجديد الذي وقع عليه الجانبان سيعزز في تعزيز التعاون العسكري المشترك.

ومن جانبه أكد وزير الدفاع الإثيوبي على أهمية التعاون المشترك بين بلاده وجيبوتي في المجالات العسكرية والأمنية، مشيرا إلى أن البلدين لـديهما دور كبير وهام في تعزيز الاستقرار بـمنطقة القرن الإفريقي، وأضاف أن البروتكول الموقع عليه يجسد التعاون الأمني المهم القائم بين البلدين وسيسمح للطرفين في تبادل المعلومات والتنسيق العسكري والأمني في مجال محاربة الإرهاب وتعزيز السلام في البلدين والمنطقة.

وأثار الإتفاق العسكري والأمني الذي وقع عليه وزير الدفاع الجيبوتي مع نظيره الإثيوبي في يوم الخميس الـ28 أبريل الماضي مخاوف كبيرة في الأوساط الشعبية والقوى السياسية المعارضة في البلاد. وقد عبرت الرابطة الجيبوتية لـحقوق الإنسان (LDDH) عن قلقها الشديد لـأهداف الاتفاق الأمني وتداعياته المحتملة في دلخل البلاد والمنطقة.

وقالت الرابطة من خلال بيان صحفي أصدرته في الـ29/4/2016م، إن هذا الإتفاق يشكل خطرا على الحريات السياسية وحقوق الإنسان ومستقبل الاستقرار في البلاد، مشيرة إلى أنه يأتي ضمن سلسلة اتفاقيات تم إبرامها بين النظام الجيبوتي والإثيوبي لتعزيز تعاونهما العسكري والأمني.

واعتبرته الرابطة اتفاقية التعاون العسكري بين الدولتين مخالفا لـلدستور والقوانين المعمولة في البلاد وخرقا لـلإتفاقيات والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الحكومة، مشيرة إلى أنها تسهم في تأجيج التوتر والصراع في الحدود الجيبوتية مع إريتريا المتنازعة، كما نوهت بأنها تسمح لـلأجهزة الأمنية في كلا البلدين لـملاحقة السياسيين المعارضين والنشطاء الحقوقيين الفارين من القمع الأمني.

وفي السياق ذاته أكدت قيادات تحالف الإنقاذ الوطني (USN) رفضها لـلإتفاق الأمني الجديد بين البلدين بـاعتباره يستهدف لقيادات ونشطاء المعارضة. كما اشار المرشح الرئاسي السيد/ محمد موسى تورتور إلى مدى خطورة الإتفاق ودعا المرشح كافة جماهير الشعب الجيبوتي وقيادتها السياسية والاجتماعية لـتحرك عاجل قبل فوات الأوآن وقوع الفأس على الرأس.

زر الذهاب إلى الأعلى