متى سيعلن اتحاد كتاب العرب في الصومال؟

تتعالى هذه الأيام أصوات الكتّاب الصوماليين المتذمرين من التهميش، ورفض نتاجهم الفكري والعلمي من قبل دور النشر وصناع الفكر في الدول العربية، بخلاف أقلام الأدب الصومالي الذين يكتبون باللغات الأجنبية؛ لأن الأخيرين وجدوا جانباً من الاهتمام أوصل بعض أصواتهم إلى جمهور عالمي، كحالة الروائي نورالدين فارح الذي يكتب بالإنجليزية. 

وفي تقرير نشره الكاتب ربيع محمد ربيع في موقع “حديث اليوم” أوضح ان الأدباء الصوماليين الذين يكتبون بالعربية يعانون تهميشا صحبه عدم اكتراث من جانب دور النشر والهيئات الثقافية العربية. فأخذ الكاتب على سبيل المثال، الشاعر الصومالي محمد الأمين محمد الهادي الذي له سبعة دواوين شعرية وروايتان ومجموعة قصصية، لا تزال كلها غير منشورة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى روايتين لدى محمود عبدي وديوان شعري لم تجد ثلاثتها ناشراً حتّى اللحظة. 

ونقل الكاتب في تقريره عشرات الأعمال الأدبية لكتاب صوماليين والتي لم تحصل رواجا مقبولا من قبل دور النشر والمنابر الاعلامية المعروفة في البلدان العربية. وكان من بين قائمة تلك الاعمال الادبية  التي اشار اليها كاتب التقرير، كتاب “إلى كاراكاس بلا عودة” للكاتب محمد علي ديريه عن دار “مدارك” (الإمارات) الذي صدر عام ٢٠١١ ومجموعة قصصية بعنوان “مشاهد” للكاتبة سعدية عبدالله عن دار “ليلى” (القاهرة) التي تم اصدراها في نفس العام. بالاضافة الي رواية “أميرة مع إيقاف التنفيذ” لزهرة مرسل. وبالرغم من عزوف الكاتب عن الاشارة الي اسباب هذا التهميش ورفض ادماج المثقفين الصوماليين في مجالس الأدب العربي الا أنه المح في ذات الوقت الي ان الأمر بحتاج الي قدر من الصبر والمثابرة مؤكدا أن المشكلة الأهم التي تواجه الكاتب الصومالي الذي يكتب بالعربية هي محدودية الجمهور الذي يتواصل معه.

 لكن التقرير أوضح أن هناك مستقبل باهر للثقافة العربية بين ابناء المجتمع الصومالي معزيا ذلك الي امكانية “عودة الكثيرين من أبناء الجيل الناشئ في الدول العربية واتساع نطاق الناطقين بالعربية” بالاضافة الي وجود مساع حثيثة يقوم بها أفراد ومؤسسات صومالية تهتم بالثقافة العربية. 

 ووفقا للتقرير فقد شهدت العاصمة مقديشو في العام 2012 أول معرض كتاب منذ أكثر من عشرين سنة، عرض فيه أكثر من ثلاثة آلاف عنوان. كما شهد الصومال انتشار ظاهرة أندية القراءة في مختلف أقاليمه، أشهرها “نادي هرجيسا للقراءة” الذي يعرض ويناقش مختلف الكتب، ويتم نشر ملخصات المناقشات والآراء المطروحة في الصحافة، كنوع من تشجيع هذه الأندية.

وفي الختام علق كاتب التقرير آمالا عريضة على “اتحاد الكتّاب العرب في الصومال” الذي ينشغل بعض الكتاب الصومالي  في تأسيسه. وقد يعلن عنه قريباً. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى