دراسة: إثيوبيا بين تحديات الواقع وطموحات المستقبل

ملخص البحث:

تعتبر اثيوبيا من أقدم الدول في الحضارة الإنسانية ،إذ يرجع تاريخ معابدها إلى ما قبل ميلاد المسيح  عليه السلام([2])ووصل إليها الإسلام قبل وصوله إلى المدينة المنورة باتفاق أهل السير والتاريخ ،وقد اشتهرت بالممالك الإسلامية والمسيحية([3]) عبر تاريخها وآخرها  هيلا سلاسي الذي أطاح بحكمه منغستو هايلي مريم الذي تبنى الشيوعية  وأطيح بحكمه في ثورة شعبية بتخطيط من تيجراي وحليفها الأمهرة وجبهات قتالية أخرى تدعوا إلى الديمقراطية والاستقرار السياسي والتي منها جاءت حكومة ميليس زيناوي مهندس النهضة الإثيوبية الحالية([4]).

ويعتبر نمو اقتصادها في السنوات الخمس الماضية متقدما بالنسبة للدول المجاورة لها، لولا تدخلها الخارجي والفساد السياسي والنزاعات الإثنية([5]).

أكبر مشكلة يواجهها أمنها واقتصادها القومية الأورومية المهمشة منذ نصف قرن والتي تُشكل 54% من مجموع عدد سكان إثيوبيا، وهي أكبر قومية في القرن الإفريقي ويُقدر عددها بأكثر من أربعين مليون نسمة، ومُعظمها مسلمة،كما أن عدداً كبيراً منها يقطن في المنطقة الحدودية بين كينيا ولإثيوبيا بدءاً من إسيولو إلى مويالي–From isolo to Moyale ([6]) وهي مهمشة رغم ضخامة حجمها وكثرة عدد أفرادها منذ منغستو, وكانت معارضة لحكمه، حيث آوتها الحكومة الصومالية في فترة الرئيس الصومالي الراحل محمد سياد بري قبل انهيار حكومته عام 1991م. وإبّان الحروب الحدودية بين الصومال وإثيوبيا في السبعينات. وذلك لاستخدامهم في زعزعة النظام بأثيوبيا وتشويه صورته.

مرت إثيوبيا خلال تاريخها بالعديد من الحروب والمشاكل العرقية والقومية على مدى ما يزيد عن أربعة قرون حتى جاء منيليك الثاني والذي يعتبر مؤسس إثيوبيا الحديثة بعملية قتل جماعي للقوميات المناضلة كالأوروميين والصوماليين والعفر والهرريين وقام بمجازر شنيعة استطاع من خلالها تثبيت حكمه وتأسيس الامبراطورية الإثيوبية, ولكن  لم يدم حكمه طويلا حيث أصابه مرض الجذام فمات متعفناً، وأخفت الكنيسة نبأ وفاته لعدة سنوات حتى لا ينفلت الحكم من يدهم([7]).

تتميز إثيوبيا بأنها دولة تتقاطع فيها المسارات والخرائط التاريخية بطريقة تُعبر عن انسجام القوميات،وتصاهرها مع بعضها بعضًا عبر التاريخ،وهذا ما جعل هذه الدولة -برغم كثرة الإثنيات- نادرة الصراعات ذات الطابع الاثنيّ والقبليّ بشكل يختلف عما نراه في دول جوارها،كما ندرت فيها الاحتقانات والتفاعلات الصراعية المرتكزة على العرق والدين،على الرغم من أنها دولة تزخر بتنوع هائل يحتوي على أكثر من 87 قومية وإثنية،وتتكون البلاد lk عدد من المقاطعات([8])

في عام 1991 دخلت إثيوبيا تحولا جديدا أدي إلى عدة تحولات وهو سقوط حكم منغستو([9]) وصعود نظام ميلس زيناوي،وقد كان أخطر تحولاته استقلال إرتريا سنة 1993م تاركة إثيوبيا بكل مكوناتها وثقلها الإقليمي دولة حبيسة بدون منفذ بحريّ .

فرض هذا الوضع التحول إلى مربع الحرب من جديد بين الدولتين([10]).

كانت الفترة من عام 1994-2000 فترة مُضطربة جداً، لم تكن سوى فترة تأسيس دعائم الحكم للحزب الحاكم واستهداف المعارضة التي لها مطامعها الخاصة حتى ادرك الحزب بعدها اخطاءه وقامت الحرب الإرترية الإثيوبية وتحالف الشعب الإثيوبي مع الحكومة تم تعديل العديد من القوانين واستحداث العديد من السياسات وأقيم العديد من المؤتمرات من أجل الوصول إلى الحكم الرشيد. وهنا لمع نجم رئيس الوزراء الشاب ميلس زيناوي كقائد جديد ومُحنك سياسي، إلا أن خصومه يعتبرونهُ ديكتاتوريا ومراوغاً. ومع ذلك استطاع تحقيق العديد من الإنجازات أهمها التعددية وحُقوق القوميات واعتماد لغاتهم في التعليم والتنمية الاقتصادية، فحول دولة إثيوبيا من دولة متسوّلة فقيرة غير قادرة على تمويل مشاريعها إلى دولة مُعتمدة على نفسها وقوة اقتصادية صاعدة وقادرة على تمويل مشاريعها ذاتيا وبروزها دوليّا وإقليميا حيث تعتبر أكبر قوة عسكرية في المنطقة يحسب لها ألف حساب.

ارتفعت الإيرادات الضريبية في إثيوبيا بنسبة 8.28% وكنسبة من الناتج المحلي الإجمالي،فقد ارتفعت بنسبة 0.1نقطة مئوية من 11.6% في عام 2011/2012 إلى 11.7% في عام 2012/2013 وساعد تحسن تعبئة الإيرادات المحلية الحكومة الإثيوبية على تمويل81% من نفقاتها من مصادرها المحلية.

وأكبر تحد يواجهها تدخلها في شؤون الدّول المجاورة وكسب عداوة منها مثل الصومال والسودان وإرتريا وجيبوتي ومصر بسبب سدها النهضوي أو لأسباب أمنية.

 

لتحميل الدراسة الكاملة أنقر على: إثيوبيا بين تحديات الواقع وطموحات المستقبلpdf

زر الذهاب إلى الأعلى