سيف الحكومة وحلفائها يقطف رؤوس قيادات بارزة من حركة الشباب

أظهرت العمليات الأخيرة التي استهدفت قيادات بارزة من الحركة وأعداداً كثيرة من عناصرها مدى الضعف الاستخباراتي والعسكري والتي تعاني منها الحركة بدليل تزايد عدد العمليات ضدّها وكثرة نجاحها في تحقيق أهدافها، مقابل عمليات الحركة التي تزايدت نسبة فشلها في تحقيق الأهداف أو إحباطها قبل تنفيذها.

هذا الأمر لم يكن وليد شهر أو شهرين؛ فمنذ أن فقدت الحركة قائدها الروحي أبو الزبير الذي كان العمود الفقري للحركة، أصابتها هشاشة في الجانب الاستخباراتي الذي كان من شأنه أن يساهم في إحباط مثل هذه العمليّات الموجّهة إليها، والكشف عن الخلايا النائمة في داخل صف الحركة والتي تسهل العمليات للخصوم. والشيء الآخر الذي لحق بالحركة بعد غياب قائدها هو النقص الكبير في التدبير والتخطيط.

ففي غضون الشهرين أو الأشهر الثلاثة الماضية فقط أصيبت الحركة بهزائم متتالية موجعة في ميادين مختلفة، كان آخرها العملية الأخيرة في مدينة جنا لي بإقليم شبيلي السفلى، والتي نفذتها القوات الصومالية مدعومة بالقوات الإفريقية، وأدت إلى مقتل قيادات بارزة من الحركة بينهم القيادي بورطوبي والي منطقة جنالي من قبل الحركة، ومساعده وقاضي البلدة القيادي محمد أربعو. وتتزامن هذه العملية مع قصف شنته طائرات أمريكية بدون طيار في منطقة تور تورو استهدفت القيادي المطلوب البارز “حسن علي طوري” المسؤول في الجانب الأمني للحركة.

وفي فبراير الماضي شنت طائرات أمريكية غارات جوية علي معسكر للتدريب تابع للحركة في محافظة هيران أدت إلى مقتل أعداد كثيرة من عناصر الحركة بينهم قيادات بارزة منهم يوسف أغاس والي منطقة هيران من قبل الحركة. تلت تلك العملية عملية أو طيغلي التي نفذتها القوات الصومالية بغطاء جوّيّ من الطائرات الحربية الأمريكية.

هذه العمليات المتكررة خلال الأشهر الثلاثة الماضية ومرورها بنجاح أظهرت هشاشة الجانب الاستخباراتي للحركة، الذي لم يستطع التصدي للخلايا النائمة داخل الحركة، والتي يعتمد نجاح أغلب تلك العمليات على التنسيق معها. وهو اختراق أمنيّ لم يكن متاحاً في أيام قائد الحركة الراحل أبو الزبير، حيث كانت غالبا ما تقع هذه الخلايا فريسة لأجهزة استخبارات الحركة المتسمة باليقظة والحزم آنذاك والنشاط الكثيف في الكشف عن الأفراد المتهمين بصلتهم بجهات معادية، وإيقاع أقسى العقوبات عليهم.

الأمر الآخر الذيساهم كثيرا في تكثيف العمليات الجوية هو إنشاء أمريكا قاعدة جوية لها داخل الصومال في منطقة بلد دوغلي (beled doogly)، الأمر الذي سهل لها مراقبة ومتابعة تحركات الحركة عن كثب وتكثيف هجماتها. حيث كانت في الماضي تقلع طائراتها من قواعدها العسكرية الواقعة في جيبوتي وإثيوبيا مما كان يقلل من عدد الهجمات نظراً لنقص المعلومات وبسبب طول المسافة.

وتأتي العمليتان الأخيرتان إثر الهزيمة الكبيرة التي لحقت بالحركة في مناطق بو نت لاند وغلمدغ، حيث تكبدت خسائر فادحة في الأرواح و العتاد، ووقع أعداد كثيرة من أفرادها اسرى في أيدي قوات ولايتي بو نت لاند وغلمدغ. هذه الهزيمة التي أظهرت أيضاالضعف الكبير لدى الحركة على مستوى التخطيط والتدبير الذي يعني عدم التأني و دراسة الموضوع من كل جوانبه، فإرسال كتيبة بهذا الحجم الكبير إلى منا طق شمال الشرق _بو نت لاند تمّ دون وجود أهداف أو استراتيجية واضحة من ورائها ودون دراسة للقضية من جميع جوانبها، لمواجهة كل الاحتمالات، الأمر الذي أدي بها إلى تلك العواقب التي لا تحسد عليها الحركة.

كلّ هذا أدّى إلى تقوية موقف الحكومة الفيدرالية وإدارات الأقاليم، ويبدو أنه ما فتح شهية الحكومة لإطلاق عمليّات واسعة ضدّ الحركة في ولايتي جنوب غرب الصومال وجوبا لاند كما أعلن عنه الرئيس حسن شيخ محمود.

ويمكن اعتبار عملية جنالي الأخيرة هي فاتحة هذه العمليات في جنوب غرب الصومال. كما أنّ زيارة قائد قوات أميصوم إلى مناطق جوبا لاند يأتي ضمن الترتيبات لانطلاق مثل هذه العملية في مناطق جوبا لاند.

وفي مستوي محافظة بنادر هناك تأهب أمني رفيع من قبل أجهزة الأمن، حيث أحبطت عمليات هجومية عدّة في غضون أقل من أسبوع. مما يكشف عن فقدان عمليات الحركة لدقة تخطيطها كما في السابق.

زر الذهاب إلى الأعلى