دبلوماسية سد النهضة!!

عندما يحتفل الاثيوبيين امس السبت بالذكرى الخامسة لبناء سد النهضة العظيم لابد ان نتطرق الى تعزيز العلاقات بين اثيوبيا ودول حوض النيل والدبلوماسية الهادئة في حلحلة الخلافات والمشاورات والتعاون في مختلف المجالات ايمان منا بان التعاون والمنفعة المتبادلة عبر سد النهضة سوف تحقق الرفاهية وتعزز العلاقات الاخوية بين هذه الدول .
بداء عملية بناء سد النهضة العظيم في أبريل عام 2011، الذي يقع على بعد حوالى 40 كيلومتر من الحدود مع السودان في منطقة بني شنجول -جمز . ويُتوقع أن يقوم هذا السدّ بإنتاج الكهرباء تبلغ طاقته ستة آلاف ميغاواط)، وتبلغ طاقة التوليد السنوي من سد النهضة حوالي ستة عشر مليون ميقاواط- ساعة.. أي ما تعادل قيمته السنوية قرابة المليار دولار من سد واحد، . وسوف يحجز السدّ 62 مليار متر مكعب من المياه، وهذه الكمية تساوي تقريباً ضِعف كمية مياه بحيرة تانا وأقل بقليل من نصف مياه بحيرة السد العالي (التي تبلغ سعتها 162 مليار متر مكعب). كما أشارت اثيوبيا إلى أن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ 5 مليار دولار وأن الحكومة الإثيوبية تقوم بتمويل المشروع من مواردها ومن خلال قروض أو سندات استثمار من مواطنيها.. وتقوم الشركة الايطالية “ساليني” ببناء السد وهي شركة عريقة متخصصة في إنشاء السدود، وقامت بإنشاء ثلاثة سدود في اثيوبيا نفسها، وهي سد جلجل واحد، وجلجل اثنين، وسد تانا..

والجدير بالذكر أن السد يبنى بمساهمات من قبل المواطنين الإثيوبيين في داخل البلاد وخارجها بالتكاتف بما لديهم من العلم والمعرفة والأموال، أما إقليم بني شنقول قموز تمكن حتى الآن من جمع 66.5 مليون بر اثيوبي لتمويل بناء السد من مساهمات أجور الموظفين العموميين الشهرية، ومساهمات المزارعين، ورجال الأعمال والمستثمرين ومختلف قطاعات المجتمع.
مما لا ريب فيه ان العلاقات التاريخية المتميزة بين اثيوبيا ودول حوض النيل ، وما شهدته مؤخرا من تطور إيجابي يساهم في تحقيق المنفعة المشتركة لكل المنطقة . إذن لا تحتفل إثيوبيا بالذكرى الخمسية لبدئ بناء سد النهضة الإثيوبي العظيم وحدها، ولكن مع الدول الحوض كافة  والبشرية عامة أينما كان موقعهم لدفع عجلة انتاج الطاقة في افريقيا الي الامام .
.
وشددت كل من مصر والسودان واثيوبيا على أهمية الإسراع في تنفيذ الإجراءات الفنية التي تم الاتفاق عليها في إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة، والذي تم التوقيع عليه في الخرطوم في مارس الماضي، بما يعكس الروح الإيجابية البناءة التي بدأت منذ إعلان “مالابو”، وسادت بين الدول الثلاث أثناء توقيع الاتفاق، إذ شددت أيضا على ثقته في الاتزام بنصوص إعلان المبادئ .
وترى اثيوبيا ان العلاقات الودية التي تجمع بين بلدان دول حوض النيل وخاصة دول شرق الحوض مصر والسودان انعكس في الاتفاق في إعلان المبادئ وبالروح الإيجابية التي سادت توقيع الاتفاق. وبذلك اكد هيل ماريام دسالن أن بلاده لن تغير التزاماتها، وأن هذا الموضوع سيكون في مقدمة أولويات الحكومة الإثيوبية الجديدة التي تولت مهامها في الرابع من أكتوبر الماضي ، كما شدد أيضا على أن سد النهضة سيكون رمزا للتعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا، منوها إلى أن هذا التعاون لن يصب فقط في صالح الدول الثلاث، وإنما أيضا لصالح القارة الإفريقية بأسرها، إذ إن الهدف الأساسي للسد هو مكافحة الفقر وتحقيق التنمية والرخاء .
والتعاون بين اثيوبيا وسودان خاصة مثمر فمشروع الربط الكهربائي بين البلدين لم يأخذ زمنا طويلا بين البلدين وكذلك مشروع الميناء الاثيوبي والان اكبر مشروع زراعي في افريقيا على شريط الحدود والاستثمارات السودانية في اثيوبيا تعدت ال2 مليار واتفاقية دفاع مشترك فهي فعلا تعاون استراتيجي بين البلدين وهذا التعاون ان دل انما يدل علي عمق الوعي بين الشعبيين الشقيقين وسوف يترسخ اكثر فاكثر بعد اكتمال سد النهضة للمنفعة المشتركة .
وليس ادل بمصداقية هذه المقولة مما أكد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية الوزير جيتاجو ردا عن استمرار بلاده بأعمال البناء في مشروع سد النهضة على نهر النيل، واصفا المشروع بأنه “سيادة  قومية لا تقبل التهاون” مشيرا إلى أن أديس أبابا دخلت رغم ذلك في مفاوضات مع دول المصب (مصر والسودان) بهدف بناء الثقة.وقال جيتاجو إن مصلحة مصر والسودان في بناء السد، وموضوع ملئه يعتبر جزءا من أعمال البناء، لافتا إلى أن إثيوبيا مطمئنة على سلامة السد، لأن الشركة المنفذة للمشروع هي من بيوت الخبرة العالمية المتخصصة.
وهذا ما اكده الرئيس السوداني عمر حسن البشير قال بعيد افتتاحه خطاً مشتركاً للربط الكهربائي بين اثيوبيا والسودان على سد النهضة إنه سيحمل الفائدة لكل المنطقة. ويؤكد الاقتصادي السوداني محمد الناير أن ما ينتجه السد يفوق حاجة إثيوبيا من الكهرباء “بما يعني أن السودان ومصر سينالان كثيرا من الفائدة إذا ما أحسنا قراءة الأمر بعناية”. ويقول للجزيرة نت إن مصر ستدخل ضمن الربط الشبكي المزمع قيامه بين الدول الثلاث “وبقدر مناسب من التيار الكهربائي”، مشيرا إلى وجود دراسات تثبت تلك الفوائد.
في حوار مع وكالة الأناضول التركية،أكد المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية جيتاجو ردا استمرار بلاده بأعمال البناء في مشروع سد النهضة على نهر النيل، واصفا المشروع بأنه “سيادة أنه رغم أن السد يقام على أرض إثيوبية ذات سيادة وطنية، فإن أديس أبابا قبلت الدخول في محادثات مع دول المصب لبناء الثقة فضلا عن تقديم مزيد من المعلومات بكل شفافية ووضوح، عبر اللجنة الفنية للدول الثلاث والشركات العالمية التي تجري الدراسة حول سد النهضة.
هذه الدبلوماسية الهادئة التى استخدمتها اثيوبيا في تعزيز التعاون مع دول حوض النيل وتبادل المنافع المشتركة كان لها دورا بارزا في دعم مشروع سد النهضة الذي نحتفل به اليوم السبت في اقليم بني شنجول جمز للمرة الخامسة تاكيدا لحسن نواياه اثيوبيا في دعم واستمرار هذا التعاون المشترك بين دول الحوض الشرقي .

ايوب قدي رئيس تحرير صحيفة العلم الاثيوبية

أيوب قدي

رئيس تحرير صحيفة العلم الاثيوبية
زر الذهاب إلى الأعلى