خطورة “التطبيع الإعلامي” مع صومالاند

“ أثنى فخامة رئيس جمهورية أرض الصومال أحمد محمد محمود على جهود الرحمة العالمية التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية والإنسانية في جمهورية أرض الصومال، جاء ذلك خلال استقبال جمعية الإصلاح الاجتماعي لفخامة الرئيس أحمد محمد محمود ووزير الدولة لشؤون الرئاسة محمود حاشي والوفد المرافق له، وكان في استقباله أعضاء جمعية الإصلاح الاجتماعي، والأمين العام للرحمة العالمية يحيى سليمان العقيلي والأمين المساعد لشؤون القطاعات في الرحمة العالمية فهد محمد الشامري ورئيس قطاع أفريقيا في الرحمة العالمية سعد مرزوق العتيبي”. 

هل يخالط من يقرا هذا الخبر  أدنى شك أن الاقليم الشمالي “ أرض الصومال” دولة مستقلة ومعترفة دوليا؟!.

نشر هذا الخبر  في 19\03\2016  في  أحد المواقع العربية الشهيرة ، ونقل الموقع الخبر كأن الاقليم الشمالي دولة مستقلة كاملة السيادة، مستغلا من ضعف مراقبة الحكومة المركزية، وقلة اهتمامها للدور الإعلامي في الشأن الصومالي وخصوصا فيما يتعلق بوحدة البلاد وسيادته وسلامة أراضيه.

ومن يطالع ويكيبديا يرى أيضا أن الإقليم الشمالي دولة مستقلة واقعيا ومعترف بها من قبل كينيا، اثيوبيا، المملكة المتحدة وماليزيا.

تتناول بعض الصحف المحلية والعالمية هذه الأيام وبشكل يومي أخبار الاقليم الشمالي في الصومال على أنه دولة مستقلة. عندما تنقل هذه الوسائل أخبار المفاوضات والاتفاقات التي تبرم إدارة الاقليم مع الدول الصديقة والشقيقة ومع المنظمات الدولية تتبع بأسلوب وصياغات لا تتوافق مع المعاير والقوانين الدولية المتعلقة بصيانة وحفظ سيادة الدول، وتصف الاقليم بدولة كاملة السيادة في عناوين بارزة على صدر صفحاتها الرئيسية..

تقف الحكومة الفدرالية صامتة  أمام هذه التصرفات التي تعتبر إعتداء سافر على الدستور والقوانين ولا تتحمل مسؤوليتها إزاء اقناع الرأي العام العالمي على احترام سيادة وحدة الأراضي الصومالية ومحاسبة المؤسسات والمسؤولين  الذين يتساهلون قضية انفصال الاقليم الشمالي.

قبل أيام بدر من نائب في البرلمان الفدرالي يدعى عبد القادر عبدي حاشي المنحدر من بونت لاند والعضو في اللجنة المالية في البرلمان خطابا خطيرا، لكن  للأسف لم يكن له صدى  إعلامي أو سياسي رغم ما يشكل من انتهاك صارخ للدستور.

لم يخجل النائب حاشي خلال ندوة عامة نظمها تلفزيون محلي من أن يطالب بتقرير مصير الاقليم الشمالي، واتهم الحكومة المركزية باهمال قضية سكان الشمال ولم يتعرض عليه أحد سواء من منظم الندوة أو المشاركين فيها.

وفي تقرير السعادة العالمي 2016، الذي أعدته شبكة حلول التنمية المستدامة “SDSN”، التابعة للأمم المتحدة، بالتعاون مع “معهد الأرض” التابع لجامعة “كولومبيا”، تم تقسم  الصومال إلي بلدين، جمهورية الصومال التي احتلت مرتبة  (76) وحققت ( 5.440) و”أرض الصومال” التي احتلت مرتبة 97  وحققت (5.057) .

هذا التقرير  كان أيضا اعتداء سافرا على سيادة الصومال ومع ذلك لم تتحرك ضمائر المسؤولين الصوماليين ولم يعترض على الطريقة التي اتبعتها شبكة حلول التنمية المستدامة “SDSN”، التابعة للأمم المتحدة في نقل  الخبر المتعلق بالشأن الصومالي. 

اذا أجمعنا هذه الصور والأحداث وقرأناها بصورة واقعية يبدو لنا أن أنها كانت خطوات غير مدروسة وحدثت بشكل عفوي، لكن لا شك أنها تساهم في تفكيك الصومال وتقسيمها وتغيير الرأي العام العالمي تجاة ما تبقى من وحدة الصومال.

فالاقليم الشمالي في الصومال جزء لا يتجزأ من الأرضي الصومالية والتفريط به خيانة عظمي، ويجب على الحكومة الصومالية أن تتحمل مسؤوليتها عن الدفاع عن وحدة البلاد وتماسك شعبه، لأن استسهال التطبيع الاعلامي يؤدي في نهاية المطاف إلي أن يكون الاقليم دولة أمر الواقع وحينها يسهل لإدارة صومالاند الحصول على الاعتراف من الدول المنطقة ولاسيما إثيوبيا ودول العظمى مثل بريطانيا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي واعتراف الأخيرة يفتح الباب أمام اعترافات دول اخرى.

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى