بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الوطني

هل الجيش الصومالي أمام  لحظة مفصلية؟

هل الجيش أمام حرب أهليه من جديد كما إنخرط سابقا؟

كل يوم نسمع ونشاهد حفلات تخريج لدفعات من القوات المسلحة تقام في معسكر حلني  أو مدرسة جنرال كاهية أو المدارس الأخرى في الولايات المختلفة…  ويتم تخريج كل ثلاثة  أشهر تقريبا دفعات تضم المئآت من مختلف أفرع القوات المسلحة .

بات الناس يسألون اين تذهب كل هذه الدفعات التي تتخرج كل يوم وأين ذهبت الدفعات التي كانت تخرجت من ايثوبيا، وجيبوتي، وأوغندأ منذ عهد عبدالله يوسف احمد حتي يومنا هذا .

قد يتسأئل كثير ممن يلاحظون الو ضع الامني الهش في الصومال رغم تزايد الدفعات الخريجين من المعسكرات الداخلية سواء في معسكر جزيرة أو حلني أو مدرسة جنرال كاهية أو معسكر الجديد في كلية جالي سياد والتي ساعدتنا دولة الامارات العربية الشقيقة ببنائة والقائمة بأمره.

لقد حاولت معرفة القصة والسر الغامضة وراء إختفاء تلك الدفعات الهائلة التي تتخرج كل يوم ولا نري اثرها في أرض الواقع. لم اقم بالبحث الميداني ولا بمقابلات مع بعض المسولين في وزارة الدفاع الصومالية، لكن أقدم لكم

تحليلي المبني علي ما شاهدته في العاصمة أو ما اسمع عنه كثيرا من الساسة او بعض ممن كانوا مساعدي أمراء الحرب أو ممن شاركوا بالحرب الأهلية. ومن خلال إبتساماتي السودانية تزايدت علاقاتي باطياف المجتمع ومن خلال العلاقات علمت أن الحرب الأهلية الصومالية لم يسلم منها إلا القليل الذين ابي الله ان تتلوث اياديهم بدماء المسلمين .

فقد حكي رجل وهو الان من المصلين انه شارك الحرب الاهلية وقبيل إندلاع الحرب بشهور قليلة جاء اليه نسيبه وهو جنرال من القوات المسلحة الصومالية .

فقال له إجمع لي اعيان القبيلة وبعدها قال لهم ياجماعة خلوا التجارة. تعالو وخذوا السلاح من المستودعات السلاح المفتوحة لكم واعلمو ان هناك موجة قادمة اليكم والله ستغتصب نسائكم امام اعينكم وتؤخد اموالكم .

يقول المصلي قلنا له خلينا من كلامك فباموالنا نستطيع ان نشتري به كل شئ حتي العصابات .

يقول دارت الايام وذهب سياد بري وبدأت الحرب واصبحت الدائرة علينا واصبحنا نبكي لو اطعنا ذالك الجنرال فكان صادقا امينا .

المهم دارت الحروب واكثر ما آ لمني من القصص عن رجل مهندس كان مع المصلي شارك الحرب بابشع الانواع حيث يقول إتصل الي رجل وقد عرفته شخصيا مؤخرأ .

وقال له عليك ان تقضي بالمجموع الفلانية . فرد اليه كم من المبلغ تعطيني. فقال له 100,000 دولار .

فكان الجواب منه إسمع الخبر من إذاعة “بي بي سي ” فذهب بثلاثين رجلآ وكلهم يحملون اربي جي والمذافع وداهمو بإجتماع لتك المجموعة فلم يبق منها نفر. وكانوا أكثر من مائتين وقد إستغرق جمع الجثث واللحوم ثلاثة ايام . حقا كانت مجزرة بشرية .

لا اريد ان اكون “شاه ابن قيس” اليثربي بين الاوس والخزرج لكن اريد ان تعرفاو مغزي القصة فمن حضر تلك المأسات والذين أداروا تلك الحروب اصبحوأ اخيرأ مجموعة امراء الحرب ولكل قبيلة نصبت مجرمهم الاكبر ليكون حاميا للقبيلة وجمعوا له كل مافي ايدهم من السلاح والعتاد ليحميهم ويسوس من شأنهم . وهم الذين سموأ مؤخرأ في بداية الحروب الملتحية ” تسعة رهظ يفسدون في الارض ولا يصلحون “ حتي تلك الحروب الملتحية إتخذت طابع القبيلة فكل امير حرب سلم عتاده الي امير ملتحي في المحاكم الاسلامية.

ولتوضيح الصورة حين هاجموا علي احد الامراء الحرب إتصل بمسؤل من قبيلة في المحاكم الاسلامية وقال له :

مهما اكون فانا كنت احمي القبيلة وهذا السلاح للقبيلة ولا تنخدعو بأولئك الغوغائيين فانت الآن امير كبير في المحاكم سأسلمك كل السلاح لكن إعلم ان هذا السلاح للقبيلة ولو إنتهي مشروعكم هذا ستسلم الي القبيلة وغدا سأخلي لكم المكان وتعال إستلم أنت .

إستمر الامر هكذا الإتفاق القبلي مهما إختلفت الايديولجيات وحين بدأت الحكومات بإبتعاث لتديب الجيش سارعت كل قبيلة باندماج مقاتليها الي صفوف الجيش لتحمي سلاحها وحاول بعض المجرمين في الحكومة تدوين اسماء عصاباتهم ويندرجوا باسماء بتلك القوائم التي كانت تبعث الي التدريب في الدول الجوار وبعد التدريب يعود الرجل وهو يحمل زيأ عسكريا وفي كتفه علم الصومال وكانه جندي للوطن لكنه فرد من عصابة قبيلة معينة ومن اجل ان يجد الشرعية لحوزة والإقتاء بالاسلحة .

هكذا كل القبائل تقوم بإعطاء قائمة بنائبهم في البرلمان او وزيرهم ليدمجوا ابناء عشائرهم الي قوات الجيش التي ستدخل المعسكرات للتدريب واخري لجهاز الامن , ليكون لكل قبيلة سلاحها القديم ويحفظ بايادي آمنة من ابنائها بزي عسكري وعلم حكومي في الكتف .

ولو وجدو من القبيلة شبانا يريدون الانضمام الي الجيش هذا احسن وافضل لهم لأنهم سيستخرجون عتادا عسكريا جديدا من مخازن الحكومة . كما حصلت في عهد رئيس السابق الف شاب من قبيلة واحدة إستلمو العتاد العسكري تعالوا ننظر بالسيارة التي يستخدمها الجيش والمعروفة بسيارة “عبدي بلي “ نجدها تحمل 10 اشخاص الي 12 . ولكن نجد ركاب هذه السيارة في قبيلة واحد رغم انهم في الجيش الوطني . فقط حاول الإختلاط والمزاح معهم عندما ينزلون ويجلسون جنبك في محلات الشاهي في الشوارع مكة المكرمة وبعض الفرق الجيش التي تعسكر في بعص المناطق تجدها من قبيلة واحدة ولذا نسمع دائما في الإذاعات يقول اصحاب الضرر في الحروب هاجمنا جيش من قبيلة واحدة بزي عسكري وبسيارات حكومية .

وحتي بعض الإغتيالات لذوي المهن المشتركة والإختصاص الواحد يستخدمون ابناء عشريتهم للاغتيال بزي عسكري كالاطباء والمهندسين .

لانستبعد بقيام حرب اهلية من جديد بزي عسكري في حال فشل الساسة الذين يتكلمون بلهجة امراء الحرب القدماء والواقفين وراء كل سياسي ولايزالون اولئك شاربي دماء الابرياء جالسين خلف الكواليس بعماماتهم وطاغيتهم الكبيرة مدعين انهم اعيان القبيلة .

حقا نحن امام حرب اهلية جديدة متوقعة وكل القبائل تستعد في حال لو فشل الساسة في السير بالاقدام ,وبعض العشائر إستعدت لاسوء السناريوهات للدفاع عن حقهم كما زعموا وحقا تصيبك خيبة أمل عندما تستمع نقاشات بعض الجلسات الخاصة للمسولين عندما يكونون بين عشائرهم . او عندما يظن المتحدث ان من قبيلتهم ويطلف لسانه ويعطيك المعلومات من دون مقابل .

ونجد ان حكومة اقليم بونت لاند ترفع صوتها بعدم رفع العقوبات عن الصومال بشأن توريد السلاح الي الصومال والسبب ان السلاح لايذهب الي تسليح الجيش وإنما يذهب الي تسليح القبائل , والشاهد في ذلك حرب ضواحي افجوي ورقم 50.  وجوهر وبلدوين . ومعظم المناطق ويقول بعض المتابعين للقضية لم يخلو مسؤل صومالي إلا ودعم عشيرته بالسلاح من رئيس و وزير وبعض قادة الجيش وكلهم يستخدمون مبررات محاربة حركة الشباب واخرها ترسان العسكرية التي بعثها رئيس الوزاء الي بونت لاند لحرب الاخير ضد الشباب . هذا للمثال فقط ومن سبق ايضا وحتي الجنرالات يقدمون الي عشائرهم السلاح لذلك ولو قمنا بتخريج مليون صومالي في الكليات الحربية لانستفيد منهم شئيا فالكل يذهب الي قبيلته؛ لأن المشكلة تكمن في كيفية إختيار من يريد ان ينضم الي الجيش وربما محتوي الكورسات وتغيير القناعات و الوعي اثناء الدورات والوطنية , مهما تخرج دفعات من الجيش والامن سيكون الإنفلات الامني مستمرا وكل يوم نسمع جعجعة ولانري طحينا، ونشاهد مسلسل الحفلات التخريج ويحضره المسؤلوون عبر الشاشات في معسكرات حلني، وجنرال كاهية، والإستعراض العسكري والفرق الموسيقية , وايضا سيارات الجيش التي تمنح دول الشقيقة الي الصومال كل يوم .

وأعزي نفسي وإياكم علي مهاتير الصومال الذي تعثر. كثير منا يوم إنتخب الرئيس حسن شيخ رئيس الجمهورية إستبشروا برجل اكاديمي وقد إعتبرته شخصيا مهاتير الصومال باعتباره رجل اكاديمي يستعين الباحثين والخبراء لتشخيص القضايا والازمات ويبحث الحلول والسناريوهات والبدائل للازمات. بهذه الحماس توجهنا الي بلد الحبيب بمعنويات عالية وفلسفات حديثة. لكنه تعثر الرجل (حفظك الله). يمتلك اليوم السلطة والسيادة لكن سننظر من بعدك لو يسمع النصح والإرشاد.

يحيي عبد الرحمن طحلو

يحيي عبد الرحمن طحلو حاصل على: • ماجستیر في العلاقات الدولیة . اكادیمیة السودان للعلوم • ماجستیر في الدراسات السلام والتنمیة (ماجستیر مصغر ) جامعة الخرطوم معھد البحوث والدراسات الإنمائیة 2014م • دبلوم العالي في الدراسات الدبلوماسیة مركز القومي للدرسات الدبلوماسیة التابع لوزارة الخارجیة لجمھوریة السودانیة 2014م • بكلاریوس الشریعة والقانون كلیة الشریعة والدراسات الاسلامیة جامعة افریقیا العالمیة 2011م • دبلوم مھني في العلاقات الدولیة والدراسات الدبلوماسیة . معھد البحوث والدرسات الإنمائیة جامعة الخرطوم 2013م
زر الذهاب إلى الأعلى