إقليم شبيلي السفلى: أحداث دامية وإهمال حكومي

تشهد محافظة شبيلى السفلى كباقي محافظات البلاد أزمة أمنية تؤثر سلبا على حياة السكان المدنيين الذين يتعرضون للقتل نتيجة الصراعات والثأر بين القبائل وكذلك بسبب المعارك بين قوات الحكومة وقوات الاتحاد الأفريقي من جانب وبين مسلحي حركة الشباب من جانب آخر. خلال الأسبوع الجاري فقط شهدت محافظة شبيلى السفلى جريمتين بشعتين هزتا المشاعر، إحدهما وقعت في مدينة بولومرير وأدت إلى مقتل أربعة أشخاص مدنيين على يد القوات الأفريقية للاشتباه بهم في أنهم ينتمون لعناصر حركة الشباب، والجريمة الأخرى وقعت في ضواحي مدينة مركة عندما قتل ستة أطفال وجدتهم على يد مليشيات مسلحة، والتي قامت بحرق منالهم وإبادة ثروتهم الحيوانية أيضا .

كلما هدأ الصراع القبلي في محافظة شبيلى السفلى تأخذ أموجه تتلاطم من جديد. و يتساءل كثيرون عن أسباب استمرار الصراعات القبلية وتجددها بين الفينة والأخرى في المحافظة وما هي جذور هذه الصراعات المتكررة ؟.

لا يخفى أن الصراع القبلي في محافظة شبيلى السفلى هو صراع بين العشائر على الأحقية أو ملكية المناطق المتنازع عليها، وهو صراع قائم بين الصوماليين على مدار عقود من الزمن، لكن الجدير بالذكر أنه لوحظ في الأزمنة الأخيرة تراجع النزاعات المسلحة بين القبائل في أماكن مختلفة من البلاد، وانحصر هذا النزاع في الميدان الإعلامي، غير أن الوضع في إقليم شبيلي السفلي مغاير تماما، فقد بلغ الصراع القبلي الآن في هذا الإقليم مبلغا خطيرا، حيث شهد خلال هذا الأسبوع جريمة بشعة ارتكبت في حق ستة أطفال وجدتهم المسنة على يد مسلحين قبليين هاجموا منزل أسرة مكونة من 7 أشخاص (ستة أطفال وجدتهم) وقتلوا الجميع رميا بالرصاص، ولم يكتفوا بذلك بل أحرقوا منزل الأسرة بعد الحادث، كما قتلوا عددا من المواشي التي كانت تملكها الأسرة. وقعت الجريمة في قرية بالقرب من مدينة مركا حاضرة الإقليم .

يفسر المتابعون بشؤون الإقليم استمرار هذا الصراع بحساسية ملف النزاع والتباين الشديد لمواقف أطراف النزاع، نظرا إلى أن النزاع قائم على التوسع الديموغرافي، وهو مشكلة متشعبة ومعقدة يصعب حلها جذريا في ظل هذه الظروف كما هو الحال في كثير من المناطق، بالإضافة إلى التدخل السافر من أطراف خارجية تصب البنزين على النار. كما وقف كل من الحكومة الفيدرالية و إدارة إقليم جنوب غرب موقف المتفرج حيال ما يجري في الإقليم، حيث بإمكانهما على الأقل تهدئة الأوضاع في المحافظة، وفي حال استمرار هذا الأمر، يتوقع تفاقم وضع المحافظة في الوقت القادم.

من ناحية أخرى تزداد الاتهامات الموجهة للقوات الأفريقية بارتكاب جرائم قتل في حق مدنيين صوماليين في محافظة شبيلى السفلى. وفي يوم السبت الماضي أطلقت عناصر من القوات الأفريقية النار على سيارة نقل عمومية كانت في طريقها إلى العاصمة مقديشو، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص من الركاب بينهم امرأة مسنة وإصابة آخرين بجروح، فقد ذكر متحدث باسم بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم )أن جنود القوات الأفريقية اشتهبوا في سيارة النقل العمومية، ولوحوا اياديهم في إشارة للوقف، مشيرا إلى أن جنود القوات الأفريقية فتحوا النار على السيارة بعد عدم استجابة سائقها لإشارات الجنود خوفا على حياتهم واضاف المتحدث أن بعثة الاتحاد الأفريقي ستصدر لاحقا بيانا تذكر فيه تفاصيل الحادث؛ الذي وقع في مدينة بولو مرير في محافظة شبيلى السفلى.

على الرغم من أن بعثة الاتحاد الأفريقي اعترفت بتورط قواتها في الحادث، إلا أن الحكومة الفيدرالية اكتفت بالإعلان عن فتح تحقيقات في ملابسات الحادث، ولا يعرف ما ذا ستكون نتائج التحقيقات الجارية، أم أن الإعلان عن التحقيقات جعجعة بدون طحين.

زر الذهاب إلى الأعلى