أهم ما جاء في تصريحات الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي

قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد أمين مدني، إنّ القمة الإسلامية الـ13المقررة الخميس في إسطنبول التركية، ستشهد أكبر مشاركة على المستوى الرفيع في تاريخها، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة.وأضاف مدني في ردوده على أسئلة الصحفيين  أن على المنظمة ان توجه للعالم رسالة  مفادها أن  الحالة جيدة و قادرة على تقديم الحلول لمختلف الازمات الراهنة و مواجهة مختلف التحديات ، مشيرا في الوقت نفسه الى أنه يأمل أن تكون قمة اسطنبول مختلفة عن سابقاتها و أن تصنع الحدث .

و فيما اختار الأمين العام تأجيل الرد في مسألة غياب الدعم و تخلف المنظمة عن الالتزام بما سبق إعلانه من مساعدات لدعم صمود المقدسيين في مواجهة مخططات التهويد و إمكانية تجميد علاقات بعض الدول العربية و الإسلامية مع إسرائيل كوسيلة من وسائل الضغط ، و فقط أشار الى أن المنظمة  اتخذت خلال قمة جاكرتا الاستثنائية الشهر الماضي خطوات عملية  في دفع المصالحة الفلسطينية الفلسطينية و الدعوة الى مؤتمر دولي للسلام , و قال مدني ان اصدار البيانات ليس سلبيا في حد ذاته و أنه يعبر عن وجهة نظر وقناعة سياسية و قال “نعرف أن اصدار البيانات اصبح مصدر تهكم من جانب الصحافيين و لكن البيانات هي التي تؤسس للقرارات “, و أوضح مدني أن المنظمة ستدفع الأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي خلال مدة محددة بناء على طلب السلطة الفلسطينية و أن فرنسا أبدت دعما لهذا التوجه ”

و عن موقف المنظمة إزاء الازمة المستمرة في سوريا و غياب دور فاعل لوقف الماساة أشار الأمين الى أن المنظمة حرصت منذ البداية على متابعة المطالب السلمية و أنها كانت تتواصل مع النظام قبل ان يتطور الامر و تجمد عضوية سوريا , وأضاف قائلا: ان المنظمة تؤيد مبادرة جنيف  1 و أن الموقف الان انه لا موقع للرئيس الأسد في أي حل سوري قادم مضيفا أن الأسد ليس جزء ا من المشكلة     بل هو المشكلة ذاتها .

و عن موقف المنظمة من تمدد ظاهرة الإرهاب بين الشباب الذي بات مخيرا بين الانتحار عبر سفن الموت و اللهث الى أوروبا و بين الانتحار في حروب الاستنزاف للتنظيمات الإرهابية ، قال مدني ان نجاح المنظمات في اجتذاب الشباب مرتبطة باسباب متعددة و أشار الى بوكو حرام في الساحل الشرقي لافريقيا حيث كان في زيارة تقصي لمعاينة البيئة و خلص الى أن نسبة الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل و الشباب المهمش هناك ممن يعيشون بلا امل و يغرقون في الفقر ما يعد من الأسباب التي تغذي الظاهرة و قال مدني حين يكون امام هؤلاء من يغريهم بالمال و يعطي حياتهم معنى و قيمة و يعدهم فوق ذلك بالجنة فان هؤلاء لن يكون امامهم الا الإدمان او الانحراف و السقوط في فخ المنظمات المتطرفة . و أشار الى ان مقاومة الإرهاب يجب أن تأخذ هذه السياقات في الاعتبار , و أن الحل لا يمكن أن يكون من منطلق أمني و عسكري فحسب و لكن أيضا بإعادة الامل و منح هؤلاء الثقة في وجود خيار اخر . و قال “نعم القمة ستكون منشغلة بمسألة الإرهاب و التطرف و هذا يجب أن يترجم في برامج ” مشيرا الى مشروع بحيرة التشاد الذي ترعاه المنظمة و دعا الى ضرورة الانتباه لكل الأسباب التي من شأنها أن تدفع الى التطرف .

أما عن دور المنظمة في شمال افريقيا و موقفها من المشهد الليبي و غياب أي مبادرة تذكر لتجنب مزيدا من التفكك و الانشقاقات و الدفع الى المصالحة الليبية أقر الأمين العام بأن المنظمة كانت غائبة فعلا عن ليبيا و لكنها حاضرة في المنطقة و انه كان لها دور في تحقيق المصالحة شمال مالي و كان لها دور مهم في الصومال و تحقيق المصالحة  في الصومال .و أشار الى أن المنظمة دعمت دور المجتمع الدولي في ليبيا و أيدت اتفاق الصخيرات , و انها على تواصل مع القادة الليبيين , و اعتبر أن السلاح يعد أحد مصادر الذخيرة للحركات الإرهابية و أن مختلف دول الجوار تشكو من ذلك و خلص الى أنه ليس هناك حلولا سهلة و أنما يحدث في  ليبيا اليوم   نتاج ارث أربعين عاما من نظام القذافي و غياب مؤسسات الدولة .

-مصر و تركيا

وعن  دور المنظمة في تخفيف حدة التوتر الحاصل بين مصر و تركيا و ما اذا كانت القمة تشهد جهودا للدفع في هذا الاتجاه , قال مدني ان المبدأ العام للمنظمة يتجه الى تطويق أي مشكلة بين الأعضاء وقلل مدني من الاخبار التي تروج في هذا الشأن موضحا أن مصر هي الرئيس الحالي تتراس اجتماعات القمة و أضاف أن مصر حاضرة هنا في اسطمبول و هي ممثلة و مشاركة فاعلة و نفى مدني وجود أي توتر خلال الاجتماعات و توقع أن يتكرس  ذلك خلال القمة مشيرا الى أن الفجوة تضيق بين الطرفين و أن قمة اسطمبول سيكون لها أثر في العلاقات التي يشوبها التوتر . وتطرق مدني إلى العلاقات التركية المصرية، موضحاً أن المنظمة تدعم المحادثات المبدئية لحل الأزمات القائمة بين الدول الأعضاء، وأنها تنظر إلى العلاقات التركية المصرية من هذا المنظور.

و لفت مدني إلى أنه لمس ليونة واضحة بين مسؤولي البلدين خلال الاجتماعات، معرباً عن أمله في فتح صفحة جديدة بين الدولتين عقب انتهاء فعاليات القمة.

وشهدت العلاقات المصرية التركية توترًا،عقب الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، واعتبر رئيس الوزراء التركي آنذاك الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، أن ما حدث بمصر انقلابًا على الرئيس المنتخب، وهو ما اعتبرته السلطات المصرية “تدخلاً في شؤونها الداخلية”.

وجاء تصريحات مدني خلال مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء أعمال الاجتماع التحضيري لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، في اسطنبول.

وأوضح مدني أن برنامج العمل الاستراتيجي لعام 2025، سيكون من أهم المواضيع التي سيتم تداولها خلال القمة.

وبيّن أن اللقاءات التي جرت طيلة اليوم بين المجتمعين، دارت حول تقييم أوضاع العالم الإسلامي، وكيفية تحسين البنية التحتية للدول الإسلامية.وأشار مدني إلى أنه تمّ خلال الاجتماع أيضاً، تناول قضايا السلام، والأمن، والقضية الفلسطينية، إضافة إلى مكافحة الفساد والتطرف والإرهاب، فضلاً عن مسائل الاستثمار والأمور المالية، والعلوم والتكنولوجيا، وتغير المناخ، وظاهرة الإسلاموفوبيا.

 

زر الذهاب إلى الأعلى