إخلاء القوات الأفريقية لمواقعها في القصر الرئاسي الصومالي .. رسائل ودلالات

تُخلّي القوات الأفريقية العاملة في الصومال المعروفة بـ “الأتميس”، اليوم الأحد، مواقعها في القصر الرئاسي بمقديشو، وذلك بعد 16 عاما من توليها لمسؤولية تأمين هذه المواقع.

وكان السيد حسين معلم، مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي السيد الدّكتور حسن شيخ محمود، قد أكّد في وقت سابق على هذا الخبر، مشيرا إلى أن القوات المسلحة الصومالية ستحلّ محلها في تأمين هذه المواقع ومكاتب المسؤولين هناك.

وتأتي هذه الخطوة، في إطار الانسحاب التّدريجي للقوات الأفريقية من الصومال والّذي من المتوقع استكماله مع نهاية العام المقبل 2024م.

وستقام اليوم في العاصمة الصومالية مناسبة لتوديع هذه القوات، حسبما أفادته وكالة الأنباء الوطنية الصومالية.

بدورها، قالت بعثة الاتّحاد الأفريقي العاملة في الصومال، في تغريدة على حسابها في منصة “إكس”: “ستقوم “الأتميس” اليوم رسميا، بتسليم قواعد عملياتها الأمامية في القصر الرّئاسي ومقر البرلمان بمقديشو، إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية. وتمثل هذه الخطوة المهمة استئنافا للمرحلة الثانية من انسحاب القوات الأفريقية. إن تسليم هذه المؤسسات الحكومية التي كانت تحت إدارة “الأتميس” تمثل خطوة حاسمة في العملية الانتقالية وتنفيذا لقرار مجلس الأمن الدذولي رقم 2710 القاضي بتخفيض 3000 جندي أفريقي بحلول الـ 31/ديسمبر_كانون الأول الجاري/2023م، مساهمةً في العملية الجارية”.

وعلى الرّغم من أن هذا الإخلاء ليس الأول من نوعه تقوم به القوات الأفريقية العاملة في الصومال، حيث أخلت سابقا بعض مواقعها في المحافظات الصومالية وفي العاصمة أيضا، إلا أن هذا الإخلاء له طعم آخر، يُتَحسّس من خلاله الرسائل والدّلالات التي يحملها هذا الإخلاء، نظرا لأهمية الموقع الّذي يتم إخلاؤه وهو القصر الرّئاسي، ومن بين هذه الرّسائل والدّلالات:

  1. تحسّن القدرات العسكرية والأمنية للجيش الصومالي: لقد استغرقت عملية إعادة بناء الجيش الصومالي، وقتا طويلا، ولا زالت، مستمرّة، إلا أن صناع القرار في الصومال والشركاء الدوليين ارتأوا أنّه آن الأوان لاختبار مدى قدرة الجيش الصومالي وكفاءته في تأمين المرافق الحكومية، وذلك بعدما سجل انتصارات ميدانية مع المليشيات المحلية في الحرب الجارية ضدّ “الشباب”.
  2. فرص تسليح الجيش: إن رفع حظر السلاح المفروض على الصومال منذ 1992م، -مؤخرا- يتيح للجيش الصومالي فرص الحصول على الأسلحة المتطورة والحديثة، مما سيؤهّله للتغلب على الجماعات المسلّحة، حسب الجنرال مهد عبدالرّحمن آدم، قائد شرطة الإصلاح ومصلحة السجون الصومالية، الّذي قال في مناسبة للاحتفال مع قواته برفع حظر السلاح، أنّ من أسباب عدم الانتصار على “الشباب” يعود إلى تساوي الفريقين في العتاد والذّخيرة العسكرية، لكنه ومنذ الآن سيحصل الجيش الصومالي على أسلحة حديثة تساعده على استئصال شأفة “الشباب”، على حدّ قوله.

لكن ومع هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن هناك مخاوف لدى البعض من تكرار مشهد أفغانستان في الصومال، أي إمكانية انقضاض “الشباب” على السلطة بعد الانسحاب الكامل للقوات الأفريقية من البلاد، نظرا لتشكيلة الجيش الصومالي وما شاع من انتشار الفساد وسوء الإدارة في فروعه وأقسامه، غير أن طلب الحكومة الصومالية لقوات أممية تدعمها، قد يقلل إلى حدّ ما بعض هذه المخاوف، خاصة، وأن الجيش الصومالي المتعاون مع المليشيات المحلّية قد أحرز تقدّما في الجبهات الأمامية والميادين القتالية في المناطق الصومالية.

هذا، وتجدر الإشارة إلى أن القوات الأفريقية “الأتميس” لا تزال تتمركز في مواقع حيوية بالعاصمة الصومالية “مقديشو” مثل مطار آدم عدي الدّولي والميناء الرئيسي في مقديشو، الّذان لا يشملهما إخلاء القوات الأفريقية اليوم للقصر الرّئاسي بمقديشو.

زر الذهاب إلى الأعلى