رئيس جامعة إمام في حوار مع مركز مقديشو للبحوث والدراسات

أجرى مركز مقديشو للبحوث والدرسات حوارا مطولا مع الدكتور/ حسن البصري شيخ عبدالقادر، رئيس جامعة إمام في الصومال، وذلك في مقر الجامعة بمدينة مقديشو العاصمة، وجرى الحوار على النحو التالي:

مركز مقديشو: بادي ذي بدء نود منكم  ان تقدم لنا نبذة تعريفية عن جامعة إمام، وماهي رسالتها؟

د. حسن البصري: بسم الله الرحمن الرحيم.

بداية أقدم شكري الجزيل للإخوة القائمين بمركز مقديشو للبحوث والدراسات، ونسأل الله أن يبارك جهودهم.

بالنسبة لجامعة إمام، فقدتم تأسيسها عام 2012م على يد نخبة من المفكرين والعلماء والمثقفين، بعد دراسة قاموا بها حول أهمية إيجاد جامعة متميزة تساهم في نشر العلم والمعرفة، وعلى أسس متينة، علما بأن تأسيس الجامعة لم يأت على فراغ بحيث كانت هناك مؤسسات علمية وبحثية يديرها مؤسسو الجامعة، منها: مركزشرق أفريقيا للدراسات والإعلام، والذي تأسس عام 2009، والأكاديمية الوطنية الصومالية، ومعهد المستقبل، فتمخضت الجامعة عن هذه المؤسسات، مماجعلها تخطو نحو الأمام بسهولة.

والجامعة مؤسَّسة أهليَّة غير ربحيَّة لخدمة التعليم العالي والبحث العلمي والتدريب في المجالات الأكاديمية والمواضيع ذات الصلة، وتتمثل رسالتها في توفير بيئة علمية أكاديمية متميِّزة، تلبِّي احتياجَات المجتمع الصومالي، وتخريج شخصية متوازنة علميا وأخلاقيا، باستخدام الأساليب الإدارية والتقنية المعلوماتية.

مركز مقديشو:  ما هي رؤية جامعة إمام؟

 د. حسن البصري: تتخلص رؤيتها في الإمامة والتميُّز في الدِّراسات الإسلامية والإنسانية و العلوم الأكاديمية والتكنولوجية.

مركز مقديشو: هل لكم أن تحدثنا عن كليات وأقسام جامعة إمام؟ وما هي الشروط المطلوبة للتسجيل في المراحل الدراسية المختلفة التي توفرها الجامعة؟

د. حسن البصري: تتكون جامعة إمام حاليا من الكليات الآتية: كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، كلية التربية، كلية التمريض والعلوم الصحية،كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية، كلية الحاسوب، كلية الاقتصاد و العلوم الإدارية، وتسعى في المستقبل المنظور توفير كليات علمية تساهم في نهضة المجتمع.

وبالنسبة للشروط المطلوبة للطالب الجديد فهي مطابقة للمعايير الأكاديمية المعروفة إضافة إلى شروط خاصة تعطي الجامعة اهتماما خاصا، ومن هذه الشروط: حصول الطالب على الشهادة الثانوية بمعدل مناسب، ورغبته في الدراسة الجامعية، إضافة إلى أهليته للانضمام إلى أسرة الجامعة وتمثيله لها.

مركز مقديشو: هل لديكم تعاون وعلاقات مع الجامعات المحلية والعالمية؟ 

د. حسن البصري: من الطبيعي أن تكون لمؤسسة علمية على مستوى جامعة علاقات داخلية وخارجية، لان للعلاقات دور كبير في تطور تلك المؤسسة من حيث تبادل الخبرات والتعاون. وعلى هذا الأساس فإن جامعة إمام كونت علاقات مع بعض الجامعات المحلية والمؤسسات العلمية في البلاد، وهي عضو في بعض الروابط في التعليم العالي، منها رابطة المنار في التعليم العالي،  وهي رابطة تجمع بعض الجامعات الصومالية، ويعتبر الجامعة عضو فعال فيها، كماأن للجامعة علاقات مع جامعات خارج البلاد أهمها ” الجامعة الإسلامية على الانترنيت” وهي جامعة عملاقة مقرها في الدوحة – قطر، وقد تجاوز عدد طلابها المسجلين على المائة ألف طالب وطالبة، وهناك جامعة إسلامية في أمريكا الشمالية سوف يتم عقد اتفاقية معها بعد شهر رمضان المبارك، بزيارة أحد مسؤوليها للصومال لهذا الغرض.

إضافة إلى جامعات في السودان تجري المفاوضات بينها وبين جامعة إمام، علما بأن هناك زيارة مقررة لرئيس الجامعة للسودان لانهاء الاجراءات المطلوبة في هذا المجال في هذا الشهر الجاري ” مايو” إن شاء الله.

وعموما تسعى الجامعة  بإذن الله إلى إيجاد أصدقاء في التعليم العالي، وتعتبرهذا الأمر جزء من تطورها، وتأدية واجباتها نحو طلابها ومجتمعها.

مركز مقديشو: هل هناك معايير اعتمدتها الجامعة كمحددات لتحقيق أهدافها في مجال التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع؟

د. حسن البصري: بما أن الجامعة تسعى إلى التميزوالريادة في مجالها فقد حددت معايير للوصول إلى أهدافها، منها على سبيل المثال: إيجاد مدرسين اكفاء في تخصصاتهم قادرين على تقديم المادة العلمية على الوجه المطلوب، وفي نفس الوقت يكونون قدوة لطلابهم، ومنها أيضا توفير منهج متكامل يلبي حاجة الطالب العلمية والأخلاقية، وكذلك توفير بيئة علمية ملائمة تساهم في تشجيع الطالب على التحصيل الدراسي، من حيث القاعات والمكتبات والاستراحات، ولتحقيق ذلك تسعى الجامعة في المستقبل القريب توفير سكن للطلاب حتى يتمكنوا من الاستفادة لأوقاتهم في الفترة الدراسية.

ومما تجدر الإشارة في هذا الموضوع فإن الجامعة تحرص على إقامة الندوات العلمية يكون للطلاب دور كبيرفيها، بحيث يتم نقاش ومعالجة قضايا تخص المجتمع الصومالي، ومن ثم نشر الاستنتاجات والبحوث والدراسات التي تم التوصل إليها،أضف إلى ذلك عقد دورات ومحاضرات مستمرة للطلاب على يد علماء وخبراء مما يساهم في إيجاد شخصية متوازنة علميا وأخلاقيا على حسب رسالة الجامعة.

مركز مقديشو:  ما هي مواصفات عضو هيئة التدريس والموظف الذي تسعى الجامعة إلى استقطابه؟

من أهم تلك المواصفات: كونه شخصية يمكن اعتماده على تأدية رسالة الجامعة، من حيث مستواه العلمي والتخصصي، والأخلاقي، لذا لا نهتم بجانب معين كالتخصص فقط مثلا، بل لابد أن يتصف بصفات حميدة تؤهله لحمل المسؤولية.

مركز مقديشو:  ما هي خطتكم المستقبلية لتطوير جامعتكم؟

د. حسن البصري: تتلخص خطتنا في توفير تخصصات متنوعة للطالب الصوماليتشبع حاجته العلمية والشخصية، وإيجاد بيئة تعليمية ملائمة ومريحة عن طريق توفير سكنات داخلية، وتكوين مكتبات علمية تخدم المجتمع الصومالي ككل.

مركز مقديشو:  هل تودّون إضافة أي شئ آخر أو تقديم إيضاحات ضرورية أخرى؟  

د. حسن البصري:  فقط نؤكد أن التعليم العالي يحتاج إلى جهد متواصل من قبل القائمين عليه، ولايمكن أن يكون محل كسب تجاري بحت، لذا من المهم أن نركز على  نوعية الطالب الذي نود تخريجه بدلا من السعى وراء أهداف لاتخدم المجال العلمي، إضافة إلى أهمية التعاون الوثيق بين مؤسسات  التعليم العالي في جميع المجالات، وإيجاد مواد دراسية مشتركة، ممايخدم مستقبل البلاد.

 

د/عبدالوهاب على مؤمن

باحث متخصص في علم الاجتماع info@Mogadishucenter.com
زر الذهاب إلى الأعلى