منع عمدة مقديشو من دخول مستشفى أردوغان:  هل هي إهانة مقصودة أم سوء تفاهم ؟ .

بعد عودة عمدة بلدية مقديشو من سفر  إلى الخارج استغرق لمدة, شارك فيها مندى اسطنبول وأجرى لقاءات مع عدة مسؤولين من جهات مختلفة,  بدأ مهامه بزيارة المشافي التي يعالج فيها المصابون بالأحداث الأخيرة .

فقد زار مستشفى المدينة الذي يرقد فيه المصابون بهجوم فندق SYL الذي وقع في السادس والعشرين من الشهر المنصرم, وأودي بحياة أكثر من عشرة أشخاص وإصابة عشرين آخرين, فقد تفقد أوضاع المصابين وسلمهم مبالغ مالية تعبيراً عن مواساته لهم, بعد ها توجه  إلى مستشفى أردو غان, لتفقد أوضاع المصابين بهجوم بيدوا الذي وقع في 28 من شهر فبراير المنصرم إثر انفجار سيارة مفخخة وانتحاري هز مطعمين في وسط مدينة بيدوا المقر المؤقت لإدارة  جنوب غرب الصومال مما أسفر عن مقتل 30 شخصا, وإصابة 60 آخرين وصفت بعضها بالخطيرة, وتم نقلهم إلى العاصمة مقديشو .

إلا أن العمدة أصيب بالصدمة بعد أن منع له من دخول المستشفى من قبل حراسة المستشفى الخاضعة للأتراك .

تعددت الروايات بشان هذه الحادثة, ولم تصدر بعد أية تصريحات بخصوص الأمر من كلا الطرفين .

فالرواية التي نشرت في المواقع الإعلامية مفادها أن سبب منع العمدة من دخول المستشفى كان لعدم الإبلاغ عن زيارته مسبّقا إلى إدارة المستشفى، وإن الإدارة بدورها رأت رفضها للزيارة المفاجئة.

وحسبما أفاد أحد موظفي المستشفى, فإن المنع جاء بعد ان أعلمت إدارة المستشفى  بتكون موكب العمدة من ثلاث سيارات، لكن سيارة رابعة كانت تابعة لرئيس مديرية هدن رافقت الوفد لم يكن قد أبلغ عنها. حيث سمحت حراسة المستشفى بدخول السيارات الثلاثة الأولي, ومنعت الرابعة من الدخول وهي السيارة التي كانت تقل عمدة المحافظة, استنادا للإبلاغ السابق, لكنها سمحت للعمدة الدخول إلى المستشفى بشخصه دون أن يصطحب معه السيارة, الأمر الذي لم يستسغه عمدة بلدية مقديشو .

وأمام إصرار حراسة المستشفى – وخاصّة حراسة الأتراك المكلفة بحماية أمن المستشفى – على عدم السماح بدخول سيارة العمدة إلى الداخل, نشب اشتباك بالأيدي بين مرافقي العمدة وحرس المستشفى، حيث ضرب بعض حراسة المستشفى بمن فيهم جندي تركي, وتم الاستيلاء على أسلحتهم,  مما زاد الأمر تعقيدا, وكاد اشتباك مسلح يقع بين الطرفين. لولا أن عمدة المحافظة قرر العودة دون أن يستكمل زيارته .

في هذا الإطار تباينت آراء المثقفين ، حيث أشار الباحث محمد سعيد مرى بأن ما وقع إهانة مقصودة ومعمدة ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال 🙁 ليس من السهل قبول مثل هذه الإهانة التي تدُّل مدى ضعف كيان الدولة الصومالية بأسرها. كيف يعقل أن يمنع أعلى مسؤول في المدينة لزيارة احد مستشفياتها ، ومن المهزلة أن تكون ضيفا  لأجنبي في مدينتك

واضاف قائلا ” إن هذه التصرفات تحمل في طياتها دلالات كثيره، والغريب في الأمر لا أحد من الحكومة الصومالية تطرق عن القضية، ولا حتّى البرلمانيين الذي يثيرون هذه الأيام مواضيع أخرى لا تهم الأنسان الصومالي، وصدق من قال: ” من لا يملك قوته لا يملك قراره”.

يقول باحث آخر  طلب بعدم تصريح اسمه (فإن الخطوة التي اتخذها جنود الأتراك لمنع عمدة محافظة بنادر بالزيارة إلى مستشفى أردو غان تدل على غطرسة الأتراك, والأمر العجيب هو تحفظ محافظ بنادر  من الرد على مثل هذه الخطوة, وفي حال استمرار السكوت عن مثل هذا الممارسات ستشجع الأتراك  وغيرهم بارتكاب إساءات أكثر  للمسؤولين لذلك فلا بد من الردع .

لكن هناك وجهة نظر مغايرة عما ذهب إليه السادة حيث يرى الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي  عبد الله نور إن من حق إدارة المستشفى الحيلولة أمام عمدة المحافظة من دخول المستشفى, مادام انه لم ينسق مع إدارة المستشفى, كيف لو أن وفدا أتي إلى محافظة بنادر دون أن إبلاغ وإعلان مسؤولو المحافظة كيف سيكون شعور عمدة المحافظة, وهنا ينطبق نفس الكلام, فهناك بروتوكول وترتيب إداري فلابد من الخضوع للنظام لا أحد فوق النظام   .

مهما يكن الأمر فإن مما وقع قبل أمس في مستشفى اردو غان ما كان ليكون بوجود تنسيق وترتيب إداري محكم  ووجود أدنى تقدير واحترام للمسؤولين كيف بمسؤول لهذا المقام .

ما حدث يوم الجمعة الماضى في مستشفى أردو غان ما كان ليحصل مع وجود تنسيق وترتيب إداري محكم، ووجود أدنى تقدير واحترام للمسؤولين, والتعامل بهذه الصورة مع مسؤول في هذا المقام لا يمكن النظر إليها في هذا البلد بمعزل عن مفهوم الإهانة والتقدير.

بقلم: عبدالله حسين نور

 

زر الذهاب إلى الأعلى