لماذا تصعد “الشباب” عملياتها في الصومال ؟

استهل الصومال العام الجاري بسلسلة انفجارات دامية. وشهد خلال الشهرين الماضيين، أكثر من 6 هجمات انتحارية استهدفت مواقع متعددة في العاصمة مقديشو أبرزها ، الهجمات على شاطي ليذو، وفندق اس واي ال، والهجوم الانتحاري المزدوج الذي ضرب أمس الأحد قلب مدينة بيدوة بالإضافة إلي محاولات حركة الشباب المتكررة في الاستيلاء على المدن والقواعد العسكرية الاستراتيجية في المحافظات الجنوبية للبلاد.

فيما يبدو يسابق تنظيم الشباب الزمن، ويستبق العلمية الانتخابية التي ستجرى في البلاد نهاية العام الجاري بزيادة وتيرة هجماته، بهدف خلط الأوراق، وعرقلة هذا الاستحقاق الانتخابي الذي يعد نقطة تحول في تاريخ المسار السياسي في الصومال.

بناء على المعطيات المتوفرة ، تخطط الحركة تكثيف عملياتها لزعزعة الاستقرار  في العاصمة مقديشو، والمناطق التي يتوقع أن تشهد الانتخابات البرلمانية خلال الشهور المقبلة وذلك من خلال اغتيالات، وهجمات منظمة على الأماكن العامة، والفنادق التي يسكنها المسؤولون الحكوميون.

تصعد حركة الشباب عملياتها خلال الشهور التي تسبق الانتخابات، ولن تهدأ لها بال حتى الخلاص من بصيص الأمل الذي يلوح في الأفق، واجهاض الجهود الجارية لإتمام عملية الانتقال السياسي بسلاسة، وبأجواء هادئة. وبالتالي يتحتم على السلطات الأمنية توخي أقصى درجات الحيطة والحذر واليقظة خلال الأيام والشهور القادمة لتوفير أقصى دراجات التأمين لأماكن تجمع الناس والفنادق، والسفارات والقنصليات، والمنشآت  الحيوية في مقديشو والمدن الكبرى في البلاد.

لا نبالغ إذا قلنا إن حركة الشباب قد حسمت موقفها، ورتبت أمورها لزعزعة الاستقرار، والحيلولة دون اجراء الانتخابات في موعدها، واختارت بنك أهدافها خلال الشهور المقبلة . ويبدو أن رسائلها قد وصلت، وبدأ صداها يتردد بين قيادات المجتمع المدني، فقد أعلن قبل أيام شيخ نور بارود غرحن، نائب رئيس رابطة علماء الصومال في مؤتمر  صحفي مع مسؤولين أمنيين بينهم وزير الأمن الداخلي عبد الرزاق عمر محمد، عن ضررة تأجيل  الانتخابات حتى حسم الصراع مع حركة الشباب. وهذا هو الدافع الحقيقي وراء تصعيد حركة الشباب اعتداءاتها على المدنيين.

لا يعجب تنظيم الشباب  التقدم المحرز على الصعيدين الأمني والاقتصادي في البلاد؛ لأن ذلك يقلل فرصه في الحصول على مزيد من «الجهادين» وبالتالي لا يفوت الفرصة  لاستهداف الأماكن العامة، ولا سيما الفنادق، والمقاهي وساحات التنزة التي يجتمع فيها عادة المسؤولون المحليون، وشيوخ وزعماء العشائر، وبعض قيادات المجتمع المدني، لإعداد الطبخة  السياسية للواقع السياسي والأمني في البلاد، وكذلك القواعد العسكرية للقوات الافريقية لإشغالها وانهاكها، ولذلك لن يترد التنظيم في عرقلة هذه التحركات، والحيلولة دون ايجاد المسؤولين الحكوميين وشيوخ العشائر أماكن سرية آمنية تسمح لهم المناقشة عن سير الانتحابات البرلمانية المقبلة.

يتوقع أن ترتفع وتيرة هجمات حركة الشباب لمنع الطامحين إلي دخول البرلمان المقبل من اطلاق حملاتهم، وتنظيم اجتماعات جماهرية في الفنادق والمقاهي العامة، لأن الاستعدات بالانتخابات البرلمانية المقبل تسير هذه الأيام على قدم وساق، حيث بدأت العشائر فور اعلان الحكومة عن انتخاب مقاعد البرلمان المقبل على اساس المحاصصة القبلية 4,5، باختيار زعمائها وشيوخها التي ستقود عملية اختيار ممثلي العشائر في البرلمان والحكومة.

كما يحاول تنظيم الشباب استباق خطة بعثة قوة الاتحاد الأفريقي التي تعتزم شن  هجوم واسع على معاقلها في وسط وجنوب البلاد وخصوصا مراكز الحركة في محافظات شبيلي السفلى وجوبا الوسطى اللتان يعتبران من أهم معاقلها في الجنوب كما ذكرها رئيس جهاز الاستخبارات عبدالرحمن توريري يوم السبت الماضي، ووأد هذه الخطة في مهدها وقبل أن ترى النور أو على الأقل تخفيف وطأتها على الحركة.

ويرى البعض أن هدف الشباب من تصعيد هجماتها هو أيضا لإثبات فشل المسئولين في الأجهزة الأمنية والضغط على البرلمان  لإجبار المسئولين الأمنيين ( وزير الأمن ورئيس جهاز الأمن والمخابرات) على  الاستقالة.

زر الذهاب إلى الأعلى