قائد جهاز الاستخبارات يدفع ثمن مواقفه المشرّفة

يتعرض هذه الأيام قائد جهاز الاستخبارات اللواء عبد الرحمن توريري لحملة ممنهجة، ولانتقاذات لاذعة من قبل أعضاء في البرلمان، ومسؤولين في الحكومة، وبعض الصحف المحلية ذائعة الصيت. يتهم الرجل بالتقصير، والفشل في  التصدى لحركة الشباب، واحتواء خطرها على المنشآت الحيوية في العاصمة مقديشو، والمناطق القريبة منها. تلقى قائد الاستخبارات خلال الأيام الماضية دعوات متكررة  إلي الاستقالة أو المثول أمام البرلمان للاجابة عن اسئلة برلمانيين اشتهروا بإبتزاز الوزراء ، والقيادات الأمنية العامة بهدف الحصول على بعض الامتيازات.

يحمل الرجل فوق طاقته، وما أغني عنه جهوده ولا تفانيه في العمل، ولم يلتمس له عذرا، وأصبح هدفا سهلا لنواب لهم اسنان تقرض فشلوا في الوصول إلي أهدافهم الكبرى والمتمثلة في اسقاط رأس الدولة. فالدعوات المتكررة لاستجوابه، والوزراء الأمنيين لا علاقة لها بالهجمات التي شهدت مقديشو خلال الأيام الماضية، بل أنه فيما يبدو يدفع ثمن مواقفه تجاه الملف الأمني في البلاد وأن الحملات ضده جزء من تصفية حسابات للبرلمانين مع القائد وذلك على خلفية دوره في اصدار قرارات  تقضي بتفتيش أعضاء البرلمان وهو الأمر الذي رأى بعض النواب بأنه اعتداء سافر على حصانتهم، وخطوة غير شرعية الهدف منها المساس  بهيبة الدولة، ومؤسساتها، ورموزها، وشخصياتها السياسية، والانتقاص من قيمة البرلماني داخل المجتمع الصومالي.

لكن هذا الإدعاء لا أساس له من الصحة ويجافي  الحقيقة شكلا ومضمونا. فالقرار لم يكن  الا خطوة من خطوات صعبة ومؤلمة قامت بها الحكومة لتشديد الإجراءات الأمنية في المطار والمرافق الحيوية الأخرى بعد المحاولة   الفاشلة لإسقاط طائرة داولو.  ففي جلسة مغلقة لم تحضرها وسائل الإعلام اجرى قائد جهاز الاستخبارات لقاء مطولا استغرق ثلاثة أيام مع أعضاء البرلمان بحضور رئيس مجلس الوزراء ووزير الأمن وحاول القائد خلالها اقناع البرلمانين وقدم بعض الدلائل المقنعة الا أن بعض النواب لم تقنعهم تلك الحقائق.

لا يختلف اثنان على أن قائد الاستخبارات رجل مدني لا يملك التجربة الناضجة والا الخلفية العسكرية التي يعتمدها على سياساته وقراراته لكنه لطالما اعتمد على خبرته التي اكتسبها خلال السنوات  القليلة التي قضائها في المرافق العسكرية يعتبر رمزا لارادة التصدى لظاهرة  الانفلات الامني في مقديشو ولا يخالجنا شك أنها  على حافة الغروب. كان هو القوة الدافعة وراء قرارات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الانفلات الأمني في البلاد ولا سيما العاصمة مقديشو. نجحت خطة الحكومة في   خلق أجواء آمنة شجعت عدد كبير من المواطنين في المهجر على العودة إلي بلدهم، وانشاء مشاريع تنموية فيها.

كان الرجل خلال السنوات الأولي من رئاسته لجهاز  الاستخبارات منهمكا في دراسة الأحوال وارساء قواعد الجهاز، وفي هذه الشهور الأخيرة انتقل  الي الميدان وبدأ بالفعل خطوات ملموسة لوضع حد للمشاكل الأمنية في البلاد وايجاد حل لمشكلة الاسلحة الغير المشروعة التي كانت في ايدى المواطنين ونجح بالفعل في إعادتها إلي ايدي الدولة. كما نحج في وضع نواة تشكيلات أمنية تتمتع بقدرة وكفاءة قتالية عالية تقوم ليل نهار عمليات واسعة لحفظ الأمن وملاحقة المجرمين.

زر الذهاب إلى الأعلى