دلالات زيارة الوفود الصومالية إلى الكويت

وصل رئيس إدارة أرض الصومال شمال البلاد أحمد محمد سيلانيو والوفد المرافق له، أمس الثلاثاء الي الكويت في زيارة رسمية تستغرق عد ايام. لم يعلن بشكل رسمي هدف الزيارة الا أنها جاءت بعد يوم واحد من زيارة لوزير الخارجية وتشجيع الاستثمار السيد عبد السلام عمر هدليه للكويت والذي توجه مباشرة بعد مشاركته في الدورة غير العادية  لوزراء خارجية الجامعة العربية بمقر الجامعة في القاهرة إلى الكويت، تلبية لدعوة رسمية تلقاها من الحكومة الكويتية وأميرها الشيح صباح الأحمد الصباح.

استغرقت زيارة الوزير الخارجية إلى الكويت يومي الأحد والاثنين والتقي خلالها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، ونظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح لبحث عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفق ما نشرته وكالة أنباء الكويتية « كونا». كما تناول الطرفان خلال الزيارة موضوعات ذات العلاقة بالاقتصاد وإعادة جدولة الديون المترتبة على الصومال وذلك بهدف منح الصومال قروضا  جديدة وتم الاتفاق على توقيع اتفاقية  بين البلدين في هذا الشأن خلا الأسبوع  القادم.

تزامن زيارة وزير الخارجية والوفد الصومالاندي :

لا يوجد هناك تفسير لتزامن زيارة رئيس إدارة أرض الصومال شمال البلاد أحمد محمد سيلانيو والوفد المرافق له إلي الكويت، أمس الثلاثاء مع زيارة وزير الخارجيةسوى تفسيرين :

الأول : إنها دلالة على وجود مبادرة كويتية لتقريب وجهات النظر  بين الحكومة الفيدرالية، وإدارة صوماللاند لاستئناف المفاوضات بينهما المتوفقة منذ عام.

انطلقت مسيرة المفاوضات بين الحكومة الفيدرالية وصوما لاند في عام 2012, استنادا لمخرجات مؤتمر لندن الدولي في 23 فبراير  2012, والذي أكد علي أهمية انطلاق مفاوضات  بين الجانبين.

مرت المفاوضات التي عقدت في أماكن مختلفة من العالم بدء من لندن ومرورا بأبو ظبي وجيبوتي وصول إلي إسطنبول،بمستويات ومراحل مختلفة. وأخذت تركيا دورا كبيرا في سير هذه المفاوضاتن وكانت ساعية في إنجاحها ووصول نتائج منها  حيث استضافت أكثر من مرة في بلدها، لكن القضايا الحساسية، والملفات العالقة، والتباعد الكبير بين وجهات نظر المتحاورين أدت إلى توقف المفاوضات، حيث باء مؤتمر اسطنبول الأخير  بالفشل بعد أن رفض وفد الصومالاندي الجلوس مع الوفد الحكومي المشارك في المفاوضات بسبب مشارك المفاوضات أفراد تنحدر من الاقاليم الشمالية ، والحكومة الفيدرالية لم تعر الاهتمام بذلك ما أدي إلى توقف المفاوضات لأسباب فنية بسيطة. 

التفسير الثاني هو رغبة الحكومة الكويتية في اطلاق مشاريع تنموية في الصومال تشمل جميع المناطق الصومالية وخاصة في المناطق الشمالية وبالتالي تستدعي القضية  إلي أن تتشاور الحكومة الكويتية مع الجهتين الفدرالية التي لديها الإعتراف الدولي وإدارة صومالاند، وأن الأمر لا علاقة له بالمفاوضات بين الطرفين.

احتمالية انطلاق المفاوضات من جديد

ففي مقابلة أجرت إذاعة بي بي سي  الصومالية مع وزير خارجية صوماللاند الدكتور سعد علي شري, في ديسمبر العام الماضي,  سألت عن احتمالية انطلاق المفاوضات من جديد.

فقد ذكر  الوزير، بأن من جانبهم يرحبون انطلاق المفاوضات من جديد، بيد أنه صرح بأهمية انضمام دولة أخري إلى جانب تركيا لمواصلة مسيرة المفاوضات، ويبدو أن دولة الكويت هي الدولة الأخرى التي طلبت إدارة صوماللاند انضمامها، وأن هذه الزيارة المتزامنة تاتي في إطار مبادرة كويتية لإطلاق المفاوضات التي توقفت.

لكن كثير من المتابعين في الشأن السياسي الإقليمي يستبعدون هذا الاحتمال رغم كون الكويت دولة صديقة وشقيقة قدّمت للشعب الصومالي مساعدات إنسانية كثيرة، وآخرها مساهمتها في بناء جامعة ماخر ومطاريّ بوصاصو وغروي في بو نت لاند؛ لأن دور الكويت  كان ولا يزال يرتكز أساسا على جانب الإنساني وتطوير المرافق الحيوية فثي البلاد، وبالتالي بحسب بعض المراقبين  لا توجد أي ترتيبات مسبقة لفتح ملف المفاوضات بين الحكومة الفدرالية ونظام صومالاند، وأن الزيارة لا دخل لها في الشؤون السياسية الصومالية .

وفي مدا خلة أجراها الكاتب المؤرخ محمد معلم حسين المقيم في النرويج صرح بأن ما تناولته بعض وسائل الإعلام الصومالية المختلفة زيادة كل من وفد الحكومة الصومالية الفدرالية، وكذا زيارة وفد الحكومة صومالي لاند المماثلة إلى أرض الكويت المباركة، تمت بطريق صدفة غير مبرمجة، والخبر مناسب للواقع الصومالي السياسي الرديء  والذي يعاني بالاختلاف والتباين في وجهات النظر، بل وعدم توافق السياسي حتى الآن رغم محاولة لملمته من جديد في أكثر من مرة.

وأضاف قائلا: ما نشاهده اليوم لدليل واضح على إفلاس السياسي لقادة الأمس واليوم، بالإضافة إلى فشل جميع المحاولات الإقليمية والدولية، مشيدا بمحاولات بعض الدول الشقيقة والصديقة للشعب الصومالي تحاول مساعدته على أي وجه ممكن.

الكويت الدولة الإنسانية :

دولة الكويت الشقيقة كانت ولاتزال سندا للصوماليين, طوال العقود الماضية، ولم يغب دورها  المشرف والسخي في الساحة الصومالية. لعبت أدوارا كبيرة في الصومال خصوصا في الأوقات الحرجة التي كانت الصومال بحاجة إلى من يقف بجانبها، فالكويت كانت سباقة للوقوف  بجنب الشعب الصومالي،  ويعلق الصوماليون آمالا عريضة على  نتائج مؤتمر للمانحين لدعم القطاع التعليمي في الصومال والذي تستضيفه دولة الكويت والمزمع عقده نهاية العام الحالي، وهذا المؤتمر دليل على الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الكويت وشعبها للصوماليين، وبالتالي ليس من المستبعد قيامها بمبادرة لإطلاق المفاوضات  بين الحكومة الصومالية وإدارة صومال لاند الا أن الأمر مستبعد لاسباب كثيرة.

  

    

زر الذهاب إلى الأعلى