حريقا مستشفيي بنادر ومدينة, صدفة أم تدبير؟!

اندلع حريق هائل ليلة الأحد الماضي في مستشفى بنادر للأمومة والطفولة مما أدى إلى تدمير ما يقدر بـ 30 طنا من الأدوية، حيث اندلع الحريق في مستودعين للأدوية بسبب مشكلة كهربائية حسب ما ذكره مسؤولو المستشفى .

بعد ساعات من حريق مستشفى بنادر للأمومة والطفولة, نشب حريق مماثل في قسم العمليات الجراحية في مستشفى المدينة. ولم تعرف أسبابه كما ذكر الدكتور محمد يوسف المدير العام للمستشفى لوسائل الإعلام .

وقد تسبب الحريق في تدمير جميع معدات قسم العمليات الجراحية المكون من حوالي ثمانية غرف، كما ذكر رجال الإطفاء الذين نجحوا في إخماد الحريق قبل أن ينتقل إلى الأقسام الأخرى للمستشفى.

ولم يتسبب أيّ من الحريقين في أية خسائر بشرية .

التزامن يثير الشكوك :

في بلد ماتت فيه الثقة بين الجميع في خضمّ أمواج الفساد والمفسدين والمستفيدين من الإضرار بالمصالح العامة، وصار  فيه من الاعتيادي سعي الأفراد والمجموعات إلى تحقيق المطالب عبر طرق التفافية غير مباشرة وغير قانونية، من الطبيعي أن يثير  تزامن حريقين في مستشفيين  لليلة واحدة شكوكا حول كون الحادثين وقعا بمحض الصدفة أو بفعل فاعل.  فقد تساءل الباحث محمد سعيد مري, عن تزامن الحريقين حيث قال “ومن الغريب تزامن حريقين في مستشفيين في ليلة واحدة، وكذلك من المثير اشتعال الحريق في مكانين من أكثر الأماكن حيوية واستخداما في كلا المستشفيين: مستودع الأدوية وغرف العمليات الجراحية، واعتقد أن ثمّة شخصاً ما قام بهذا العمل يهدف من ورائه إلى تحقيق أغراض مبيتة. وَأضاف أن من الضروري تشكيل لجنة مستقلة للتقصي عن ملابسات الحريقين، وتقديم نتائجها للوسائل الإعلام لكى يتمكن المواطن العاديّ من معرفة حقيقة الأمر ” .

وهذا هو نفس ما دعت إليه وزارة الصحة حيث طلبت من  مؤسسات الأمن الحكومية القيام بتحقيق عاجل للكشف عن ملابسات الحريقين الذين شبا بصورة متزامنة في كل من مستشفى بنادر والمدينة.

كذلك من جهته ذكر محافظ بنادر و عمدة مقديشو يوسف حسين جمعا لي الذي زار المستشفيين  أن إدارته تبحث عن السبب وراء اشتعال الحريق في المستشفيين خلال أقل من اثني عشر ساعة,

وعند متابعة التحاليل التي يتناولها المجتمع بفئاته المثقفة وغير المثقفة بخصوص هذا الشأن, يبدو  اعتقاد هم على نطاق واسع أن الحريقين المتزامنين في المستشفيين لم يكونا صدفة كما يوهمه البعض بل كانا تمّ تخطيطهما مسبقاً. وبعضهم يبالغ في اعتقاده إلى درجة الجزم بوجود خطة مقصودة ومتعمدة يعرفها القاصي والداني.

لكن تأويلاتهم تباينت, فالرؤية الأكثر تداولا تشير إلى أن الحريق الذي اندلع في مستشفى بنادر للأمومة والطفولة, وقضى على مستودع الأدوية, كان بفعل متعمد, للتغطية على نفاد الأدوية التي منحت للمستشفى بسبب استغلالها واستخدامها لأغراض شخصية,وهذا الحريق عبارة عن حيلة للإفلات من المحاسبة ولفت انتباه المانحين للحاجة إلى مساعدات بالأدوية. وأن الحريق الذي اندلع في مستشفى المدينة لا يبعد عن السياسة نفسها, وفي هذا السياق عبر الكاتب الأكاديمي عبد النور ملا بأن “تزامن احتراق المستشفيين في آن واحديثير الشكوك والارتياب بما يدفع المتابع نحو الذهاب إلى أن الحريقين  جاءا بفعل فاعل،والهدف من ورائهما ربما يكون سياسة لفت انتباه الجهات الداعمة”

علما بأن هناك احتكاكات بين وزارة الصحة الصومالية  والقائمين بمستشفى بنادر حيث الإدارة الحالية للمستشفى تتجاهل التوجيهات الوزارية, وثمة نزاع حاد بين الوزارة ومسؤولي المستشفى بخصوص شأن قسم الغسيل الكلوي الجديد الذي لم يكتمل بعد تجهيزه, مما يمكن أن يكون له صلة بالحريق كما قد يعرقل هذا الخلاف الوصول إلى نتيجة صحيحة من وراء التحقيقات المدعوّ إلى إجرائها.

 

زر الذهاب إلى الأعلى