في مهمة سرية بريطانيا والأردن تستهدفان “الشباب” في الصومال

غاروى (مركز مقديشو للبحوث) تعمل القوات الخاصة البريطانية والأردنية سرا معا لاستهداف حركة الشباب المسلحة في الصومال، حسبما كشفت عنه شبكة العين على الشرق الأوسط الإعلامية Middle East Eye

وقال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لزعماء الكونغرس الأمريكي في 11 من يناير الماضي إن قوات مملكته قد لجأت الى بريطانيا في الحرب ضد الدولة الإسلامية بسبب عدم وجود توجيهات من واشنطن.

وقال الملك عبد الله إن القوات الجوية الخاصة لبريطانية تقوم بعمليات مع القوات الأردنية الخاصة ” وفقا لتقرير اطلعت عليه شبكة عين على الشرق الأوسط الإعلامية.

 وأضاف العاهل عبد الله “إن الأردن تعطي اهتماما كبيرا لحركة الشباب التي لا تجد الاهتمام الكافي ، ونحن لا يمكن فصل هذه الحركة عن الحاجة للنظر في جميع المناطق الساخنة في الخريطة” وحركة الشباب جماعة اسلامية متشددة تتخذ من الصومال مقرا لها، وترتبط مع تنظيم القاعدة

“لدينا قوة الانتشار السريع التي تقف مع بريطانيا وكينيا وعلى استعداد للذهاب عبر الحدود في الصومال].”

واعتبر الملك عبد الله حركة الشباب تسهم في زعزعة الاستقرار في ليبيا التي سادتها الفوضى والصراع منذ إسقاط معمر القذافي عام 2011م بدعم الحلف الأطلسي.

 وأبلغ الملك الأردني الاجتماع في واشطن مع جمع غفير من السياسيين الأمريكيين بينهم جون ماكين وبوب كوركر الذين حضرا الاجتماع مع قادة القوات المسلحة ومسئولي العلاقات الخارجية أن القوات الخاصة الأردنية في طريقها إلى ليبيا لتكون جزءا لا يتجزأ من القوات الجوية البريطانية.

وقد تمت المناقشات خلال الزيارة التي قام بها العاهل الأردني لواشنطن ومقابلة مسئولين رفيعي المستوى بما فيهم وزير الخارجية جون كيري وزير الدفاع آشتون كارتر، ولكن ليس مع الرئيس باراك أوباما، الذي اضطر إلى القول إنه لم يمكن اللقاء مع الملك بسبب “تضارب المواعيد”.

 وقد أعرب الملك عبد الله الثاني خلال اجتماعه مرارا وتكرارا إحباطه مع أمريكا التي قال إنها تتقاعس في حربها ضد الدولة الإسلامية ” داعش” التي وصفها بأنه خارجة عن القانون والإسلام، وأنها تمثل بداية حرب عالمية ثالثة.

وقال ملك الأردن في حديثه :” …نحن نركز على الصورة الكبرى، ونحن في الحرب العالمية ضد الإرهاب، ومع الخارجين عن قوانين الإسلام “.

وأكد العاهل عبد الله للأمريكيين أنه في حين يتم مناقشة الحرب في سوريا بإسهاب يتم تجاهل التشدد الذي يجري في شرق إفريقيا، مؤكدا أن المجتمع الدولي يتعامل مع الجماعات المماثلة لداعش في شرق إفريقيا بكل تجاهل متغاضيا عن التهديد الذي تمثله وادعى أنه “لا أحد يستمع الى الدول الافريقية”.

وقد ازدهر التشدد في الصومال بعد عقود من الصراع ، واستولت حركة الشباب على أجزاء كبيرة من جنوب البلاد ووسطها حتى عام 2011 عندما تم طردهم من العاصمة مقديشو على يد تحالف من الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية.

ومنذ ذلك الحين تعمل الحركة المسلحة بشكل رئيس في المنطقتين الوسطى والجنوبية من البلاد منفذة هجمات بارزة على الصعيدين المحلي وفي كينيا المجاورة، حيث قتل مسلحو حركة الشباب في إبريل 2015 في جامعة غاريسا شمال شرق كينيا147 نسمة معظمهم من الطلاب.

 وقال الملك عبد الله للسياسين الأمريكيين إنه بعد مهاجمة الجامعة كانت الدموع ترقرق من عيني الرئيس الكيني اوهورو كينياتا بسبب مقتل أكثر من مائة الطلبة كانوا قد ذبحوا داخل الجامعة بدون أن يغيثه أحد  في محاولة لإقناع الأمريكيين على مدى ضخامة مشكلة التشدد الإسلامي التي يرى أن الحرب معها تمتد من اندونيسيا الى ولاية كاليفورنيا.

واضاف ان “المشكلة هي أكبر من داعش إنها حرب عالمية ثالثة، وهاهم المسيحون واليهود يعملون مع المسلمين ضد الخوارج، الخارجين عن القانون” في إشارة إلى جماعة إسلامية انشقت في أوائل المسلمين واصبحت معروفة بقتل المسلمين بحجة أنهم تركوا الإيمان.

ورغم أنه اعترف بأن الحرب ضد التشدد الاسلامي يجب أن يكون مبادرة من الداخل في كل بلد إلا أنه أشار إلى أهمية أن يكون الدعم الدولي قويا .

وعلى الرغم من انتقاداته للاستراتيجية الأمريكية، أشاد بواشنطن لتوفيرها المعدات العسكرية إلى الدول الحليفة.

الأردن لديها مهارات متخصصة

الملك الأردني عبد الله أثناء الاجتماع قال ان الأردن قد لجأت إلى بريطانيا للحصول على دعم ؛ لأن واشنطن كانت حذرة من الحديث عن داعش .

ويملك الملك عبد الله خبرة عسكرية غنية واتصالات وثيقة مع القوات المسلحة البريطانية، حيث تدرب كضابط في القوات الخاصة في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا في عام 1980، قبل أن يخدم لفترة وجيزة كضابط في الجيش البريطاني.

منذ أن أصبح ملكا في عام 1999، سعى عبد الله لتطوير القوات الخاصة الأردنية وجعلها تتمتع بتقدير عالي ، كما أن الأردن تحتل موقعا إقليميا يسهم في صناعة الدفاع من خلال استضافة معرض عسكري سنوي يسمى معرض سوفكس، والذي يسمح لشركات الأسلحة عرض أحدث المعدات ذات التقنية العالية.

 وفي السياق نفسه قال شاشانك جوشي، وهو باحث كبير في معهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن إن المثير للاستغراب أن يعرض الأردن دعمه العسكري واللوجستي لبريطانيا مضيفا أن القوات الأردنية قد يكون لديها “المهارات المتخصصة” المطلوبة للعمل في شرق أفريقيا ضد الجماعات الإسلامية التي يتحدث أعضاؤها بالعربية.

ومع ذلك، وصف مفاجأة صريحة بأن يكون لدى الأردن مصلحة خاصة في الانجرار إلى كينيا.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها القوات الجوية الخاصة البريطانية مهاما عسكرية في الصومال ففي عام 2012 ذكرت صحيفة ديلي استار البريطانية أن ما يصل الى 60 من القوات الخاصة كانوا يعملون مع القوات الكينية لاستهداف الشباب.

 ولم يكشف عبد الله عن حجم أو نطاق البعثات، لكنه قال أن المدير السياسي للديوان الملكي منار الدباس، الذي كان حاضرا في الاجتماع، تم تعيينه ضمن “فرقة شرق أفريقيا” .

تحدث الدباس إلى شبكة MEE لكنه رفض التعليق على مضمون الاجتماع، قائلا: “إن المناقشات التي أجريناها في واشنطن كانت بشكل غير رسمي”

اجتماعات العقبة مع القادة الأفارقة

في اجتماعه وصف الملك عبد الله مشكلة التشدد في شرق أفريقيا من خلال الإشارة إلى المحادثات التي عقدت على مدى الأشهر ال 18 الماضية والمعروفة باسم “اجتماعات العقبة”المدينة المطلة على البحر الاحمر جنوب الأردن وكانت تهدف إلى الجمع بين حلفاء الأردن في مكافحة الجماعات مثل داعش والشباب.

وقد اجتمع الملك بعدد من القادة الأفارقة في العقبة، لكنه أخبر الأميركيين بأنه يعتزم نقل هذه العملية إلى إثيوبيا بعد عقد سلسلة من المحاثات في بلده .

وقال عبد الله “نحن نبحث في شرق أفريقيا وغرب أفريقيا … ستستضيف مدينة العقبة الأردنية الاجتماع الأخير حول حركة الشباب بعدها سوف تنتقل المهمة إلى أديس أبابا لتصبح الاجتماعات شأنا شرق إفريقيا بغطاء عربي /مسلم.

 وقال الملك عبد الله إن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود شرح في أحد اجتماعات العقبة المشاكل التي واجهت بلاده في سبيل استعادة البناء والقضاء على حركة الشباب ، وقال حسن شيخ إن الجميع يساعد ولكن لا يوجد تنسيق، وأن جميع الجنود يجري تدريب بشكل مختلف، وأنه ليس لديهم طائرات الهليكوبتر أو الطائرات بدون طيار.

“وقال الرئيس ان الحلفاء الدوليين تقوم بتدريب قواتنا الخاصة وعندما تتوجه للعمليات تنتقل بسيارات بيك أب التي تتعرض للتفجير بواسطة العبوات الناسفة “.

وقال عبد الله للامريكيين يجب علينا أن نقرر طريقة تدريب الصوماليين ، وبإمكان الأدرن تخصيص موارد على نحو أفضل بدل من أن يوجه الجميع اهتمامه نحو داعش .

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية إنه لم يتم الكشف عن دور القوات الخاصة في الصومال وقال لشبكة عين على الشرق الأوسط : “نحن لا نعلق على عمليات القوات الخاصة” ولكن قال مسؤول كبير سابق في الجيش البريطاني لشبكة عين على الشرق الأوسط بشرط عدم الكشف عن هويته إن القوات الخاصة يمكن أن يكون “أداة مفيدة جدا” لاستهداف قيادة جماعة متشددة ولكنها لن تحدث تغييرا كبيرا في الحرب على نطاق واسع.

خبير: الأردن تسعى لكسب الحلفاء

وقال الباحث جوشي أن الأردن تهدف من وراء الانضمام مع القوات الجوية البريطانية الخاصة إلى عقد تحالفات سياسية إلى جانب التحالفات العسكرية.

وأضاف ” إن الأردن دولة صغير في الشرق الأوسط وضعيفة نسبيا وتعتمد على المساعدات الخارجية، وأنها تحاول أن تظهر نفسها شريكا مهمة في تحقيق الأمن في المنطقة ” واستطرد جوشي ” إن الدول الصغيرة يظر قادتها إظهار فائدتها كشركاء لكبار الحلفاء باعتبار ذلك وسيلة لتأمين دعم وكسب الشركاء في أوقات الحاجة..”.

 مترجم بواسطة مركز مقديشو للبحوث والدراسات

اقرأ هنا التقرير الأصلي

زر الذهاب إلى الأعلى