المال وجثث الموتى وجاذبية حفظ السلام

مركز مقديشو للبحوث : حذر زعماء شرق أفريقيا أثناء اجتماعهم في جيبوتي في شهر فبراير الماضي من أنهم سيعيدون النظر في مساهمة بلدانهم بقوة في البعثة الإفريقية لحفظ السلام في الصومال “أميصوم” إذا لم تكثف الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى دعمها للبعثة، نظرا لأن هذا سيؤدي إلى تدهور حالة البعثة نظرا للتهديد المتزايد الذي تشكله حركة الشباب.

وقد جاء هذا التذمر من القادة عقب قرار الاتحاد الأوربي الأخير للحد من دعمها المالي لرواتب قوات أميصوم بنسبة 20 في المائة، نظرا لصعوبات مالية.

مما يشير إلى أن القوات الأفريقية يتم معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، وطالب القادة  من الأمم المتحدة منح قوات أميصوم نفس الدعم الذي يقدم لبعثات حفظ السلام الأخرى.

وفي يوم الثلاثاء الماضي، شنت القوات الخاصة الأميركية والجيش الوطني الصومالي غارة ليلية على معسكر التدريب حركة الشباب في Awdhegle، مما أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين.

في حين أن الولايات المتحدة شنت عمليات عسكرية في الصومال في السنوات الأخيرة، يبدو أن هذا أول عمل مشترك مع الجيش الصومالي حسب اعتراف المسئولين الأمريكيين علنا.

 انخفاض مخصصات الاتحاد الأوروبي لقوات البعثة، وهجوم الولايات المتحدة ضد حركة الشباب بالتنسيق مع الحكومة الصومالية قد يكون من قبيل الصدفة كما يمكن أن يكون مؤشرا على رأي مفاده أن الجيش الصومالي في وضع يمكنه من القيام بدور أكبر في الحرب ضد حركة الشباب وأن بعثة الاتحاد الإفريقي ينبغي أن تبدأ في التراجع ،وأيا كان الأمر، فإن بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي في الصومال ربما تنزلق في تباطؤ المهمة.

  الصومال بحاجة إلى تدخل بطولي من قبل قوات حفظ السلام الإفريقية ، ولكن دول حفظ السلام تميل الى اتخاذ قرارات خاطئة وغير منطقية والشيء الوحيد الذي يدفعهم إلى التفكير بعقلانية هو أمران :

 الأول: أن تكون المهمة مكلفة من الناحية البشرية ، وعلى مدى السنوات التسع الماضية، وفقا لبعض التقديرات، تبلغ ضحايا “أميصوم” أكثر من 2000 جندي ؛ لكن هذا في حد ذاته لا يؤثر على تفكير القادة السياسيين ما لم تصبح قضية سياسية ساخنة جدا، مع جمهور يطالب  بعودة البنين والبنات إلى ديارهم وإذا لم يفعلوا سيتم عقابهم في صناديق التصويت.

وباستثناء كينيا، فإن قادة الدول المساهمة بقوات ” أميصوم”- أوغندا وإثيوبيا وبوروندي وجيبوتي – لا يواجهون مثل هذه التهديدات الانتخابية والتهييج الديمقراطي.

ثانيا، تعتقد الحكومات أن مهمة حفظ السلام طويلة وصعبة ؛ هذا إذا كان يكلفهم بالمال ، وفي حالة أميصوم في الصومال، فإن جهة أخرى تتكفل بدفع الأموال ، وفي بعض البلدان تمثل المهمة صفقة مربحة للجنرالات ومصدر ثقل دبلوماسي للرؤساء.

المصدر: http://www.theeastafrican.co.ke/OpEd

زر الذهاب إلى الأعلى