جماعة ( الأهل) فك رموزها لأول مرة ١-5

جماعة ” اتحاد شباب المسلمين” –التي عرفت لاحقا بالأهل- تحتل مكانة بارزة عند سرد مراحل الدعوة الإسلامية، ويكمن دورها في تحديها للطغيان العلماني، وإشعالها للجذور الإيمانية، وقد تأسست عام 1968م تتبع أسلوب الدعوة العلنية في بداية أمرها. الحديث المتوفر عن تلك المرحلة أصبح فقط حكايات بقيت في أذهان بعض كبار السن اليوم، وهي حكايات أكثرها تخمين وليس معايشة عن قرب، وقد بقي الأمر كذلك إلى أن ألف الشيخ عبد القادر أو موسى مذكرات عن جماعة عن ” الأهل” وهو خير من يعبر عنها؛ لأنه رئيس شورى الحركة ، والمدافع الدائم عنها منذ ذاك وإلى يومنا هذا.جماعة ” الأهل” يتم فك رموزها لأول مرة

جماعة ” اتحاد شباب المسلمين” –التي عرفت لاحقا بالأهل- تحتل مكانة بارزة عند سرد مراحل الدعوة الإسلامية، ويكمن دورها في تحديها للطغيان العلماني، وإشعالها للجذوة الإيمانية، وقد تأسست عام 1968م تتبع أسلوب الدعوة العلنية في بداية أمرها. الحديث المتوفر عن تلك المرحلة أصبح فقط حكايات بقيت في أذهان بعض كبار السن اليوم، وهي حكايات أكثرها تخمين وليس معايشة عن قرب، وقد بقي الأمر كذلك إلى أن ألف الشيخ عبد القادر أو موسى مذكرات عن جماعة عن ” الأهل” وهو خير من يعبر عنها؛ لأنه رئيس شورى الحركة ، والمدافع الدائم عنها منذ ذاك وإلى يومنا هذا.

 وهذه المذكرات بما تنطوي من حكم وفصاحة تعد من أحسن المذكرات وأليقها بصفة ” المذكراتية ” وهي تصلح بمفردها دليلا على أن الصومال يحتوي على كنوز من الكتاب الذين ينذر أمثالهم، وترقى أساليبهم إلى أرفع درجات الجمال في التعبير وتصوير الأحداث بجاذبية منقطعة النظير …وقد أشاع فيها الحكم والأمثال والأشعار السائرة ولغة الحكي الأخاذة في كثير من الأحيان.إنها تحفة ناذرة في حقيقة الأمر لا يدرك ذلك إلا من قرأها وعايشها ….

       لا أكون مبالغا إذا قلت إن هذه المذكرات هي أفضل المذكرات على الإطلاق صاغها أحد المعاصرين لبداية اليقظة الإسلامية بنفسه، ومما يميزها هي كثرة الحوادث الجزئية المعبرة عن ذلك العصر، فهي بمثابة فيلم معروض مشحون بفقرات ومشاهد متنوعة، فأنت تعجب عندما يحدث عن معركة الشباب المتدين ضد مزاعم أمريكا بالوصول إلى القمر وما جرى من حديث مؤيد ومعارض، وتفسير أحد القضاة الصومالية آية قرآنية وأنها دليل على إمكانية الوصول إلى القمر، وكيف أن أمريكا أكرمت هذا القاضي بمنحه الجنسية الأمريكية، والتجمعات الجماهيرية للتكبير والتهليل في الشوارع، وحملاتهم المناهضة للوثات التعليم الأجنبي مثل ” الكوميديا الإلهية” وحواث كثيرة، فهو لم يستعمل لغة السرد التي تحاول فقط أن تذكر لمحة فقط عن المشهد العام  الذي تلاشى بفعل الزمن ، ولكن الكاتب هنا يبدو وكأنه تابع كتابة المذكرات منذ ذلك العهد ، وهو طبعا لم يكتب تلك المذكرات إلا في زمن متأخر ولكن الله هداه أن يكتبها بأسلوب تفصيلي مؤثر. ويحكي عن الاضطرابات داخل حركة ” اتحاد الشباب المسلمين” التي اشتهرت بـ” الأهل” بشكل فيه مرارة، ويتحدث عن بعض الأعضاء الذين أثاروا تلك الاضطرابات، بأسلوب آسر يعيدك إلى الزمن البعيد، وكأنك تشاهد بعينك،  وتسمع بأذنك لما امتاز به من أسلوب الوصف. وخلاصة القول إن تلك المذكرات كنز عظيم من كنوز تأريخ الدعوة الإسلامية في الصومال في مرحلة من أدق مراحلها الفكرية.

 يقول صاحبها في استهلاله :هذه مذكراتي في الحركة الإسلامية التي سميتها” اضواء على جوانب من تاريخ اليقظة الإسلامية في الصومال” ضمن سلسلة ” صرخة الإنقاذ رقم 1″ تلك الصرخة التي أرسلتها إلى كل المهتمين بالعمل الإسلامي

وللحديث بقية

محمد عمر أحمد

باحث وكاتب صومالي، يؤمن بوحدة الشعب الصومالي والأمة الإسلامية، درس في الصومال وجمهورية مصر العربية، عضو إتحاد الصحفيين العرب سابقا، ومحرر سابق لموقع الصومال اليوم، يعمل حاليا محاضرا بجامعة ولاية بونتلاندا بمدينة جاروي.
زر الذهاب إلى الأعلى