نظرة على إهانة وفد الحكومة الصومالية في مطار نيروبي

في يوم السبت الماضي من هذا الأسبوع قامت السلطات الكينية باحتجاز رئيس الوزراء الصوماليّ والوفد المرافق له لعدة ساعات في مطار جوما كينياتا.

وكانت الطائرة التي تقل الوفد المتجه إلى تركيا للمشاركة في مؤتمر اسطنبول التشاوري حول الصومال الذي ينعقد الأسبوع القادم قد هبطت بهم في مطار نيروبي وتمت الإجراءات الاعتيادية لهم ووضعت التأشيرات في جوازاتهم. إلاّ أن الوفد فوجئ بضباط الأمن يسحبون منهم جوازاتهم دون إبداء أية أسباب غير أنهم ينفذون أوامر تلقوها من الإدارة العليا ولا علم لهم بالأسباب. مما اضطرّ أعضاء الوفد إلى البقاء أمام صالة كبار الشخصيات عدة ساعات.

إلى ذلك طلب مسؤولو أمن كينيا إرجاع طائرة الوفد إلى مقديشو إلاّ أن الطائرة كانت قد ذهبت إلى هرجيسا فور نزول الوفد منها. كما منعت إدارة المطار أعضاء من وزارة الخارجية الكينية من مقابلة الوفد الصومالي المحتجز داخل المطار.

بررت الجهات الأمنية الكينية هذا الإجراء بمخالفة الطائرة التي كانت تقل الوفد البروتوكول الذي يلزم رحلات الطيران من الصومال بالتوقف في مدينة وجير لإخضاعها لفحوصات أمنيّة إضافيّة قبل وصولها إلى نيروبي.

نظرة أعضاء الوفد إلى الإجراء

وصرح النائب في البرلمان الذي كان من ضمن أعضاء وفد رئيس الوزراء لإذاعة صوت أمريكا- قسم اللغة الصومالية : ” بأن ما حدث يعد إهانة صارخة لرئيس الوزراء الصومالي السيد عمر عبدالرشيد شرمأركي، وأن إدارة المطار سحبت جوازاتهم بعد ان سمحت لهم في الدخول إلى صالة كبار الشخصيات “ VIP” واستنكر النائب هذا التصرف من دولة لدينا علاقات ثنائية معها ، وأضاف: إنهم سوف يطرحون في جلسات البرلمان الصوماليّ القادمة هذه الإهانة التي تعمدتها كينيا بحق رئيس الوزراء وأعضاء الوفد المرافق له”.

رد خجول من الحكومة الصوماليّة على الإهانة

وأعربت الحكومة الصومالية في بيان رسميّ أصدرته عن إستيائها مما حدث في مطار جوما كينياتا في نيروبي وأدّى إلى تأخر الوفد باكثر من 15 ساعة في داخل المطار، وتفُتيش البرلمانيين من الوفد الصومالي بأسلوب غير لائق في أعراف التعامل مع الشخصيات الدبلوماسيّة.

وذكر البيان ان أعضاء وفد الحكومة الصومالية تلقوا في البداية ترحيبا حارا من قبل إدارة المطار، لكنه أعقبه عرقلة وتأخر بعض من الأعضاء في البرلمان الصومالي.

وفي الأخير طلبت الحكومة الصومالية من الدولة الكينية إعتذارا رسميا عما وصفته بالإهانة التى تلقتها من قبل الدولة الكينية على يد جهازها الإداري في المطار، وكذلك ان تقدم إيضاحاً مقنعا بدواعي عرقلة وفد الدولة الصومالية.

بعد أن أهانت كينيا الوفد الصومالي الرفيع المستوى في مطارها، وتجاوزت الاتفاقية التى تنص على معاملة أعضاء الحكومة الصومالية بمختلف مناصبهم معاملة خاصة بحيث تسهل لهم إجراءات السفر وتأشيرات الدخول إلى كينيا، تكتفي الدولة الصومالية بمطالبة الدولة الكينية بتقديم “الإعتذار” فقط عن هذه الواقعة المؤلمة.

ولا شك أن هذا البيان – الذي كتب بنبرة هادئة وصيغة دولة ضعيفة – يبرز مدى التخبط السياسي والدبلوماسي الذي تعاني منه الحكومة الصوماليّة، وكان من المفترض أن يأتي الردّ على حادثة الإساءة إلى الحكومة في أرفع مستوياتها بأقسى صور الردّ والتي ترقى إلى درجة قطع العلاقة وسحب السفير الصومالي وطاقم السفارة الصومالية من كينيا، ومعاملة الكينين الموجودين في الأراضي الصومالية – وما أكثرهم –  بنفس القدر من التشديد والقسوة الذي  تعامل به كينيا المواطنين الصومالين في أراضيها.

زر الذهاب إلى الأعلى