مداخل إيران لضرب الاستقرار الديني في الصومال

نظرا لأهمية  الموقع الجغرافي للصومال لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتخلى إيران عن الصومال  وتتركها دون أن  تحصل منها على موطئ قدم. فوفقا لإستراتيجية  إيران الطويلة الأمد تسعى كإسرائيل إلي ايجاد مكان لها في ربوع الصومال  مهما بلغت التكاليف، ولاسيما في مقديشو أو في المناطق الشمالية  (صومالاند)، والشمال الشرقية (بونت لاند)، ولذلك هناك مداخل متعددة تعتمد إيران لمد نفوذها في الصومال ولصناعة مواليين لها كما هو الحال في اليمن، ولبنان، والعراق ومن أبرز هذه المداخل:

1- الشراكة التجارية

نظرا لحاجه الصوماليين الي المستثمرين الأجانب وبكل أشكال الدعم والمناسدة في المجال الاقتصادي، تستخدم  إيران الورقة الاقتصادية مدخلا مهما  لها إلي الصومال. حاولت وتحاول ايران منذ عام 2005 اقامة شراكة تجارية مع رجال الأعمال الصوماليين ، وعقد صفقات مغرية معها لتكون هذه الشركات غطاء لأعمالها السرية في البلاد .

 في السنوات الأخيرة، ظهرت في البلاد شركات تجارية صومالية كبرى تعمل في مجال الشحن، وإنزال الحاويات من السفن ونقلها الي خارج الميناء فبعض هذه الشركات كانت لها علاقة مع  عناصر يعتقد أنها من جهاز المخابرات الإيرانية  يعملون بغطاء تجاري، ونجحت هذه الشركات خلال شهور معدودة- سبقت تسليم إدارة ميناء مقديشو لشركة البيرق التركية- في أن تكون من أبرز الشركات وإن لم تكن الوحيدة المسؤولة عن نقل الحاويات من السفن التي ترسو في المواني الصومالية.

فهذه الشركات رغم فقدان بريقها الا أنها لا تزال تعمل في مجال الشحن بحسب مصدر مطلع وتعتزم حاليا إقامة مباني ضخمة في أراضي شاسعة تقع بالقرب من  مطار مقديشو الدولي.

2- علماء الصوفية

إن غالبية الشعب الصومالي يتمذهبون بالمذهب الشافعي وأن علماؤهم ينتمون الي الطرق الصوفية التي يجمعها هي والشيعة  العداء الشديد للإتجاه السلفى وبالتالي تحاول المخابرات الايرانية أن تستقطب علماء الصوفية من خلال دعم مساجدهم ومنح بعض المبالغ للعلماء الذين يلقون دروس الفقه والعلوم الشرعية مجانا في حلقات المساجد بالمدن الصومالية الكبرى. كما أنها تستضيف بعض هؤلاء العلماء للمشاركة في مؤتمرات تقريب المذاهب التي تعقد سنويا في طهران بحسب ما علم باحث في مركز مقديشو للبحوث والدراسات من مصدر خاص شارك في مؤتمر لإحياء مولد النبي عقد في طهران خلال شهر يناير الماضي.

كشف هذا المصدر أن جهة صومالية لم يعرفها  كانت تعمل في السفارة الايرانية بمقديشو جاءته إلي المسجد الذي كان يلقي فيها الدروس الدينية لتسلمه دعوة للمشاركة في مناسبة عالمية تعقد في ايران.

وقال المصدر إنه بعد وصوله إلي مطار طهران استقبله شخص كان يعتقد أنه من المخابرات الإيرانية وأوصله إلي فندق كان يسكنه أيضا عدد من علماء صوماليين جاءوا من أقاليم باي، ومذغ، ومقديشو.

وخلال وجوده في إيران التي استغرقت ثلاثة أيام شارك الشيخ في مناسبة لإحياء المولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحضور عدد من علماء قدموا من بلدان أفريقية وآسيوية. وبعد إنتهاء المناسبة ذكر المصدر أن الجهة التي استضافتهم نظمت خصيصا للعلماء الصوماليين رحلة إلي مدينة قم وبعض مزارات الشيعة في المدينة.

تعد هذه الواقعة مثالا حيا على مدى الجهود  التي تبذلها ايران لضرب الاستقرار الديني في الصومال. هذا الجهد رغم خفة وتيرته لكن ينطبق عليه المثل العربي بطيئ ولكن أكيد المفعول.

3-  الاهتمام بشركات الحوالة ومكاتب السفر

تولي المخابرات الإيرانية اهتماما كبيرا بالشركات العاملة في مجالات الحوالة، والبنوك، ومكاتب السفر لإستخدامها في تسهيل عمليات التمويل التي تقوم بها داخل البلاد. وهناك معلومات متداولة لم يتم التأكد منها تتحدث عن تورط بعض الشركات  في عمليات غسل الأموال والمشاركة في منح جوازات سفر لشخصيات إيرانية وايصال أموال وتأشيرات سفر إلي متورطين في نشاطات التشيع في الصومال. 

زر الذهاب إلى الأعلى