ما مغزى زيارة عبدالولي غاس وشريف حسن إلي أديس أبابا؟

يرفع القضايا المعقدة والخلافات التي صعبت حلها فيما بين النخب السياسية الصومالية إلى أديس أبابا, يتجه إليها كل طرف يشتكي بأنه مظلوم في العملية السياسية , ويلتقي  الطرفان المتخاصمان حتى صارت أديس أبابا، أرض التسويات والصفقات .

يزور حاليا أديس أبابا رئيس إدارة إقليم جنوب غرب الصومال شريف حسن شيخ آدم , وبعد أيام من انتهاء زيارة  مماثلة قام بها عبد الولي غاس رئيس إدارة بونت لاند إلي أديس أبابا.

فالرجلان طرفي نقيض ,شريف حسن من المؤيدين بشدة نتائج وقرارات التي صدرت من المنتدى الوطني وخصوصا قرار المتعلق بصيغة الانتخاب على أساس المحاصصة القبلية .

وعبد الولي غاس يعارض هذا القرار بشدة .

فشلت كل المحاولات لإقناع غاس وآخرها تلك التي أجراها ممثل الأمم المتحدة إلي الصومال مايكل كيتنج  الذي قام بزيارة في هذا الشأن مؤخرا  إلي بو نت لاند .

دعت إثيوبيا عبد الولي غاس السياسي العنيد بالحضور إلى أديس أبابا  ,توجه السيد غاس إلي أديس أبابا والتقى مع وزير خارجيتها تادرس أدها نوم ,وتباحث الطرفان حول المستجدات السياسية في الساحة الصومالية وفي مقدمتها ملف الانتخابات المزمع اجراؤها في الصومال نهاية العام الحالي والذي صار محل خلاف بين عبد الولي غاس ونظرائه .

ووفقا لمصادر مطلعة حاولت أديس أبابا ثني عبد الولي غاس خلال زيارته لإثيوبيا عن موقفه الرافض لنظام المحاصصة القبلية 4.5، إلا أنها فشلت في تحقيق ذلك ما دفعها إلي استدعاء شريف حسن حاكم إدارة جنوب غرب الصومال.

إثيوبيا تدرك تمام الإدراك طبيعة الصراعات القائمة بين القادة الصومالية وجذورها وبالتالي دعت الخصم الأكبر لعبدالولي غاس بخصوص القضية القائمة شريف حسن شيخ آدم, والتقي بوزير الخارجية ,وتباحثا الملف نفسه ,لكن هل ستثمر الوساطة الإثيوبية ؟ قبل الخوض لابد من معرفة موقف إثيوبيا من الأزمة الحالية ,تؤيد إثيوبيا النتائج الصادرة من مؤتمر المنتدي موقفها يتطابق تماما مع موقف المجتمع الدولي , وبالتالي فهي مكلفة من قبل المجتمع الدولي لحلحلة الأزمة الراهنة؟

لخبرتها في جذور الصراعات السياسية الصومالية أولا , ولتمتعها طرق دبلوماسية وغير دبلوماسية تستطيع الضغط وإخضاع القادة الصومالية .

ومن يتمهل ويقرأ التاريخ القريب يجد أمثلة لا حصر لها ,بدءا من فترة الرئيس الراحل عبد الله يوسف , نجحت إثيوبيا بتفكيك قضايا  كثيرة معقدة يئس منها غيرها كحل الخلاف بين رئيس الوزراء آنذاك علي محمد جيدي مع الرئيس المتوفي عبد الله يوسف والتي انتهت بإخضاع جيدي بترك منصبه ,ونجحت أيضا بضغط  عبد الله يوسف نفسه بالاعتزال من منصبه قبل انتهاء فترة ولايته تمهيدا لشيخ شريف الذي كان يحظى بتأييد المجتمع الدولي

وفي الحكومة الحالية أيضا نجحت حلحلة أزمات عدة أبرزها أزمة جوبا لاند عند بداية تأسيسها مع الحكومة الفيدرالية  والتي انتهت أخيرا بالاتفاقية المشهورة (اتفاقية أديس أبابا), وهذه الأزمة الحالية القائمة بين بو نت لاند وبين باقي الأطراف السياسية ومنها الحكومة الفيدرالية , لا تختلف عن نظيراتها السابقة , وبالتالي إثيوبيا لها القدرة في حل هذا الملف , وتستخدم أساليب كثيرة لإقناع بو نت لاند منها تطوير العلاقات التجارية بين إثيوبيا وبو نت لاند ,و إنشاء مشاريع طاقة ضخمة في بو نت لاند  ,مقابل موافقتها بالقرارات الصادرة من المؤتمر  , ومن المعلوم أن لإثيوبيا فائض طاقة كثير , وفعلا التقي وزير الطاقة الإثيوبية مع السيد عبد الولي غاس وتباحثا بخصوص هذا الامر  , أيضا تدور هذه الأيام بتعيين سفراء جديدة لدول مهمة ,وهي أيضا صفقة تستطيع إثيوبيا من خلالها إقناع بو نت لاند بأخذ نصيب وافر من هذه المناصب الجديدة مقابل موافقتها بقرارات المؤتمر , وللعلم أن هناك طرق أخرى غير دبلوماسية تمكنها بإخضاع بو نت لاند إذا اقتضت الظروف .

  

زر الذهاب إلى الأعلى