قبائل الباجون.. مواطنون من الدرجة الثانية!

تعد قبائل الباجون من الأقليات الصومالية التي  تقطن في مناطق جوبا السفلى جنوب البلاد  وخصوصا في الجزر المعروفة بجزر الباجون التي تبدأ من مدينة كسمايو الي بلدة رأس كامبوني في الحدود مع كينيا  كما أن لها امتداد في الجزر والسواحل الكينية. وتنتمي قبائل الباجون إلي احدى  قبائل العربية المهاجرة الي الصومال في القرون الوسطى لكنهم اختلطوا مع  الصومالين وتزوجوا من الزنوج بحسب ما نقله بعض كتاب العرب(1).

تتكون قبائل الباجون  من 18 بطون أبرزها، نوافلي، شيرازي، وفيرادو وتنتشر في مدينة كسمايو، مركز منطقة جوبالاند، ورأس كامبوني، والحزر المنتشرة في المحيط الهندي جنوب البلاد والتي تضم 500 حزرا تتوزرع ما بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة  فبعضها مأهولة وبعض الآخر غير مأهولة، ومن بين هذه الجزر: جزيرة نجوني(Nchoni)  وفوماتني (Fumatiini) واستمبولي (Istambuuli) ويماني (Yamaani) وكوطاي (Kudhaayi) وبوركاو (Buurkaawo) ومنراني (Mnaraani) ورأس كامبوني، والجزر التي تتبع  لمدينة كسمايو الساحلية، وكانطا ايو(isola del serpente)، وجزيرة كياما وهي أكبر جزر البانتون وتضم قريتي  كويماني وغيديني أو كوياما  وفيها معالم تاريخية وتمثال يعرف بـ “Pillar Tomb”، ونغومي وكانت جزيرة قديمة دمرها الاستعمار البرتغالي عام 1560. وجوواي  (Chovaye) والمعروف بـ Tuwaayi، وجوهلا(Chula) والمعروف بـTula وتتبع لهذه الجزيرة قرتي Chula و Ndowa وفيها معالم تاريخية، وجندرا (2)

وهذه الجزر يمكن أن تساهم  في اقتصاد البلاد  بجزء له قيمة، لأن هذه الجزر تمتاز بإقامة مشاريع لتعليب الأسماك وخاصة من الأنواع السردينية المشهورة في هذه المنطقة ، وكذلك تعليب التونة (3).

يتكلم أبناء عشائر الباجون باللغة الصومالية،  لكن لديهم لهجة خاصة أقرب الي اللغة السواحلية  وفيها كلمات عربية كثيرة  وحتى ان أدبها يختلف عن الأدب الصومالي وخصوصا الشعر حيث يشبه شعر عشائر الباجون  الي حد كبير  بالشعر العربي  وعلى سبيل الميثال  فالشعر الباجوني تسير القافية على نظام القافية العربية وإن كانت على شكل رباعيات أو خماسيات، ولذا يلحق بالأدب السواحلي وليس الصومالي(4) ويعود السبب في ذلك  أن أصولهم العرقية هي خليط من العربية والبانتو والبرتغالية وربما الملايو، ويتحدثون خليطا من السواحلية والكباجوني، وهي الهجة الساحلية السواحلية..

ويقال أن شعب الباجون هم أول من أسس مدينة كسمايو ، كما يشير اسم المدينة فكلمة كسم معناها المكان أو صائد في اللغة السواحلية ، وكلمة يو معناها أيضا في الصومالية بعيد .. أي أن كسمايو معناها .. المكان البعيد للصيد(5) .. وذلك بالنسبة لموقع الجزر.

تعرضت عشائر الباجون بعد سقوط النظام المركزي في الصومال لشتي أنواع القهر والظلم على أيدى أفراد العشائر الصومالية الأخرى المسلحة وهاجر عدد كبير من أبناء العشيرة  إلي كينيا لكن وضعهم في كينيا صار كمن يستجير  من الرمضاء بالنار  وتعرضوا لأنواع مختلفة من الابتزاز باعتبارهم صوماليين يعيشون في كينيا بصورة غير شرعية  ما اضطر كثيرا منهم الي العودة الي بلادهم واستئناف حياهم السابقة، حيث كانوا يعتمدون على الصيد والزراعة في حين أن البعض منهم هاجروا بشكل شبه جماعي إلي الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.

أما ما تبقى من أبناء العشيرة في الصومال يشكون حاليا من التهميش السياسي والاقتصادي وعدم الحصول على حقوقهم السياسية المشروعة سواء في الحكومة المركزية أو الإدارات الاقليمية. لم يتول أحد من  العشيرة خلال السنوات الماضية أي منصب في الحكومات التي مرت بالبلاد  وأن ما حصلوا عليها من البرلمان كانت مأربة لا حفاوة وذلك بسبب كونهم أقلية غير مسلحة ولأن صورتها غير الواضحة في خريطة العشائر الصومالية. فهؤلاء العشائر ينتظرون بقرب الفجر واندحار الظلام وزوال ضباب الحيرة والالتباس وأن يعود العقل لمن يتمسك بتلابيب السياسة في الصومال ويحق الحق ويقر بأن لهؤلاء العشائر ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية.

المصادر

1- موسوعة الأصول و القبائل العربية كاملة

2- تاريخ عشيرة الباجون : مقال منشور على الانترنت

3-تاريخ الصومال قديما وحديثا

4- صحيفة الخليج الإماراتية 

5- تاريخ الصومال قديما وحديثا

زر الذهاب إلى الأعلى