صدى الأسبوع: جولة ممثل الأمم المتحدة الي الادارات الإقليمية في الصومال: الأسباب والنتائج

PDF

محتوى الصدى:

1 —المقدمة…………………………………………… 3

2- زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى الإدارات الاقليمية…………..3

أولا: بونت لاند …………………………………………….4

ثانيا: جنوب غرب الصومال ……………………………………..6

ثالثا: إدارة إقليم غلمدغ ……………………………………………7

3- نتائج الزيارة …………………………….8

الخاتمة …………………………………………………………………………………9

المقدمة:

في إطار سعيه المتواصل للوصول إلى حل سياسي فيما يتعلق بنوع الإنتخابات وانطلاقا من القرار الذي أصدرته الحكومة الفدرالية، وحظي بتأييد من المجتمع الدولي القاضي بأن تكون الصيغة المتبعة في اختيار مجلس النواب بأنموذج 4.5 على ان يكون اختيار المجلس الأعلى “مجلس الشيوخ” على أساس المديريات والأقاليم، وهي الفكرة التي عارضتها بونت لاند بشدة، في حين وافقت باقي الإدارات الإقليمة،

ولإقناع الكيانات الإدارية في الولايات المختلفة والوقوف على آخر المستجدات السياسية على الصعيد المحلي قام ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الصومال السفير مايكل كتنج بزيارة مكوكية إلى الولايات والإدارت الإقليمية في البلاد. وفي هذا الإصدار من صدى الأسبوع سنسلط الضوء على طبيعة هذه الزيارة وأهدافها وما نتج عنها من قرارات.

زيارة المبعوث إلى جوبا لاند : 

كانت إدارة إقليم جوبا لاند قد أعلنت سابقا أن  نتائج  المؤتمر أتت بضغوط من المجتمع الدولي  واضطرت إلى الانقياد لها, ولم تكن معبّرة عن رغبة شعب وإدارة جوبا لاندبالمرة, حيث كانت رؤية جوبا لاند متفقة مع رؤية حليفتها بو نت لاند بأن تقوم الانتخابات على أساس الأقاليم والمديريات, مما اضطر المجتمع الدولي إلى التدخل بعد الاحتكاك اللامنتهي بين القوى السياسية الصومالية وفشلهم في الوصول إلى رؤية موحدة حول صيغة الانتخابات .

يسعى المجتمع الدولي إلى تعزيز القرارات والنتائج التي صدرت من المنتدي الوطني في آخر شهر يناير الماضي, وإقناع الأطراف  التي لم ترتض نتائج المؤتمر .

وفي هذا السياق بدأت جولة المباحثات لإدارات الأقاليم التي أجراها وكيل أمين عام الأمم المتحدة إلى الصومال مايكل كتنج, بالزيارة إلى مدينة كسمايو حاضرة إدارة إقليم جوبا لاند  في الرابع من الشهر الجاري, ورافق المبعوث في جولته أعضاء أخرى من المجتمع الدولي, من بينهم وكلاء منظمات الاتحاد الأوروبي والأفريقي وسفراء الدول البريطانية والإيطالية والإثيوبية .

التقي وفد المبعوث الأممي رئيس إدارة جوبا لاند أحمد مذوبي ومسؤولين آخرين من الإدارة، كما التقي  زعماء العشائر ورجال الأعمال و القطاع النسوي, وبعد لقاء ساعات طويلة بين الطرفين صرح الرئيس أحمد مذ وبي  بقبول إدارته قرارات ونتائج المؤتمر تنازلا للمصلحة العامة, وتجنبا لإعاقة العملية السياسية الصومالية, مؤكداً أيضا أن علي المجتمع الدولي متابعة تنفيذ قرارات  المؤتمر وصيانتوالحذر عليها من توظيفها لصالح مصالح شخصية .

من جانبه رحب المبعوث كينتينج بموقف إدارة جوبا لاند, وذكر أن الصوماليين يأملون إيجاد سلم دائم و كيان صومالي قوي مما يتطلب منهم الصبر والمثابرة, وإبداء تنازلات كثيرة في سبيل تحقيق هذا الامر ,وأوضح أن شكل الانتخابات المقبلة  سيكون مغايرا لانتخابات  عام 2012, حيث يخطط لتوسيع دائرة المشاركين في انتخاب المجلسين.

جولة مبعوث الأمم المتحدة في بونت لاند:

في اليوم التاسع من فبراير الجاري قام وفد من المجتمع الدولي بقيادة مبعوث الأمم المتحدة الجديدفي الصومال ميشل كيتنج ويرافقه اعضاء آخرون من المجتمع الدولي يرافقه وفد من سفراء من دول الاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي، ودول الايغاد وسفير ايطاليا لدى الصومال ومندوب اتحاد الأوربي لدى الصومال وكل من سفراء الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأثيوبيا.

تمثل هذه أول زيارة يقوم بها المبعوث الأممي الجديد في منطقة بونت لاند التى تتمتع بإدارة إقليمية منذ أكتوبر من عام 1998م، ضمن زيارات مكوكية قام بها السيد ميشل كيتنج في الصومال.

وقد أعلنت إدارة بونت لاند – وسط تأييد شعبي لموقفها في بونت لاند – عن رفضها مخرجات المؤتمر التشاوري الأخير الذي عقد في العاصمة الصومالية ، وسعى مندوب الأمم المتحدة إلى إعادة المياه إلى مجاريها، وتحدث مع حكومة بونت لاند واعضاء من المجتمع المدني في بونت لاند، إلا ان الجهود التي قام بها المندوب خلال زيارته الأخيرة تصادمت مع ادارة بونت لاند ولم تنجح في تقريب وجهات النظر المختلفة بين إدارة بونت لاند والحكومة الفيدرالية.

و وعقب اللقاءات تحدّث كيتينج لوسائل الإعلام وعبّر عن سعادته هو والوفد المرافق له بزيارة بونت لاند، مشيداً بالتقدير الذي تكنه إدارة بونت لاند للمجتمع الدولي ودورها في ترسيخ مفهوم “الفيدرالية” في الصومال، وقسم مخرجات لقاءاتهم في بونت لاند إلى نقطتين:

  • موقف شعب بونت لاند في اجراء الانتخابات على أساس نظام المحاصصة القبلية المعروف ” أربعة فاصل خمسة 4.5 “
  • العلاقة بين إدارة بونت لاند وحكومة الصومال.

وأعرب السيد ميشل كيتنج عن قلقه إزاء تأخر استحقاقات الانتخاب 2016م في ظل الوضع المعقد حاليا، وإنهم يقدرون رؤية وإرادة شعب بونت لاند، وذكر أخيراً أن نتائج لقاءاتهم في بونت لاند ستقدّم إلى الحكومة الصوماليّة لتقوم بالنظر في شكاوى مجتمع يونت لاند سواء في استحقاقات انتخابات 2016م وتعديلات الدستور الفيدراليّ التى طرأت في فترة الرئيس الحاليّ وكيفية تقسيم الثروات الطبيعية في الصومال.

وبعد رجوع السيد ميشل كيتنج خالي الوفاض من مدينة جرووي يبدو أن المندوب الجديد سيواجه صعوبة في تقريب وجهات النظر السياسية في الصومال في الفترة الحاليّة، خاصة وأنه لا يتمتع بنوع من الكاريزما التى كان يتمتع بها المندوب السابق لدى الامم المتحدة في الصومال السيد نيكلاس كي الذي يوصف بقدراته الفائقة في حلحلة الملفات الصعبة  التى يعجز الصوماليون عن حلها لوحدهم.

زيارة المبعوث الدولي الي جنوب غرب الصومال:

وفي إطار جولته هذه الي الإدارات الإقليمية في البلاد توجه المبعوث الدولي الي الصومال السفير مايكل كتننج الي مدينة بيدوا العاصمة المؤقتة لإدارة جنوب غرب الصومال في الرابع عشر من شباط/فبراير الجاري،وكان يرافقه وفد من سفراء من دول الاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي، ودول الايغاد وبعض دول الجوار مثل جيبوتي واثيوبيا وكينيا،وكان في استقباله في مطار بيدوا رئيس ادارة جنوب غرب الصومال شريف حسن شيخ وعدد من الوزراء واعضاء البرلمان .

وفي اجتماع موسع عقد في القصر الرئاسي في بيدوا تم التباحث حول قضايا الانتخابات عام 2016 والصيغة المناسبة ورؤية إدارة جنوب غرب الصومال حول النموذج الأمثل للانتخابات المزمع إجراؤها في شهر أغسطس من هذا العام،

وأكد شريف حسن في كلمته عن جاهزية الولاية للمساهمة في التغير الجاري في البلاد كما أعلن عن استعداد إدارته للتعاون مع شركائهم الصوماليين والمجتمع الدولي في تجاوز هذه المرحلة، وأعرب عن تأييده لقرار الحكومة الصومالية بشأن صيغة الانتخابات والذي يحظى أيضا بتأييد المجتمع الدولي، وهو ما تعارضه بشدة إدارة بونت لاند،وان تنازلت إدارة جوبا لاند لصالح المصلحة العامة والوفاق.

من جانبه عبر المبعوث الأممي عن سعادته وامتنانه لزيارة بيدوا والتي كانت هي الأولي من نوعها منذ تعيينه لهذا المنصب، ووصف زيارته بأنها كانت من أجل الوقوف على رأي الممثلين في ولاية جنوب غرب الصومال ليس فقط على صعيد انتخابات عام 2016 وكيفية إجرائها والأسلوب الأمثل بل لاستطلاع رؤيتها في مرحلة ما بعدالانتخابات وحتى عام 2020،وأضاف ان المجتمع الدولي لا يفضل أنموذجاً على آخر  بقدر ما يركز على مواصلة التفاهم السياسي والأمني والاجتماعي والاقتصادي والمحافظة على ما تم إحرازه من التقدم على جميع الأصعدة وان الآراء التي تم الاستماع اليها من سكان هذه الأقاليم في غاية الأهمية بالنسبة للعملية السياسية في الصومال في الفترات المقبلة.

وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة المبعوث الدولي الي الولايات والإدارات الفدرالية بهدف التعرف على وجهات النظر لدي الفعاليات الرسمية والشعبية كما كان يهدف الي فهم مواقفهم من القضايا الكبرى مثل الدستور والانتخابات والأمن والاستقراروغيرها.

هذا، وقد أشاد المبعوث الأممي بالجهود التي بذلتها الإدارة في مجالات الأمن واستكمال المؤسسات الإدارية.

زيارة المبعوث الاممي إلى إدارة إقليم غلمدغ:

ضمن سلسلة الجولات والمباحثات مع رؤساء إدارات الأقاليم اتجه المبعوث الأممي إلى مدينة عدادو المقر المؤقت لإدارة جلمدغ, بالتزامن مع إعلان الحكومة الصومالية  انعقاد  مؤتمر في تركيا  قريبا لتدشين وتوقيع نتائج مؤتمر المنتدي التشاوري الوطني .

الزيارة التي يقوم بها مندوب الأمم المتحدة لدى الصومال ومرافقوه غرضها تقريب وجهات نظر قادة الإدارات  الإقليمية التي لاتزال منقسمة حول نتائج  المؤتمر .

في هذا السياق زار المبعوث الأممي إلى إدارة غلمدج يوم الثلاثاء الماضي ,بعد زيارته التي قام بها إلي كل من إدارة جنوب غرب و إدارة بو نت لاند وجوبا لاند , ليتعرف على الموقف النهائي لإدارة إقليم جلمدغ وشعبها تجاه نتائج مؤتمر المنتدي الوطني بخصوص صيغة الانتخابات المزمع إجراؤها في شهر أوغسطس من هذالعام .

التقى وفد المندوب الأممي مع رئيس إدارة الإقليم عبد الكريم حسين جوليد ,وبعض مسؤولي الإدارة  كما التقى مع قطاعات مختلفة من مجتمع جلمدغ ,وتباحث الجانبان حول نتائج مؤتمر المنتدى التشاوري الوطني, وأعرب رئيس جلمدغ عن تأييدهم لنتائج المؤتمر, ولمواصلة مسيرة العملية السياسية الصومالية بشكل يرتضيه الجميع.

كان موقف جلمدغ متضامنا  قبل وبعد المؤتمر مع موقف الحكومة الصومالية المتعلق بإجراء الانتخابات على أساس نظام المحاصصة القبلية 4.5، وخاصة أنّ رئيس إدارة جلمدغ عبد الكريم جوليد يعدّ من الشخصيات المتحالفة مع الرئيس الصومالي حسن  شيخ محمود منذ ما قبل توليه إدارة الإقليم, حيث تربط الرجلان رابطة حزبية متينة, ورابطة صداقة قديمة, وشغل منصبي وزير الأمن والداخلية قبل توليه منصب رئاسة جلمدغ ,وفي طريقه لتولي هذا المنصب أخذ الدور الأكبر الرئيس الصومالي حسن شيخ حيث أمده بالمال والتأييد, وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون الرجل دوما  في صف الرئيس.

نتائج زيارة المبعوث:

أهمية جولة وفد المبعوث الأممي تتركز على إدارة بو نت لاند تحديدا لأنها هي الطرف الرافض رفضا قاطعا لقرارات نتائج المؤتمر. ويسعى وفد المبعوث الأممي لإقناع إدارة بو نت لاند بالموافقة على القرارات التي اتخذتهامعاً الحكومة الصومالية والمجتمع الصومالي وبعض الإدارات الإقليمية في شأن صيغة الانتخابات .

ويبدوا أن إدارة بو نت لاند إلى الآن لا تزال متمسكة بموقفها الرافض لصيغة الانتخابات المقبلة،

لم يتوقف المجتمع الدولي عن سعيه جاهدا لإيجاد رؤية موحدة يقتنع بها جميع الصوماليين , وبالتالي هذه المساعي ممهدة للمؤتمر المزمع انعقاده في تركيا بهذا الخصوص.

ومن ناحية أخرى نستطيع القول أن جولة المبعوث الأممي تمحورت حول معرفة الخريطة السياسية في الصومال لكونها أول زيارة يقوم بها وكيل الأمم المتحدة لدى الصومال إلى الإدارات الإقليمية للصومال، ولم يتوصل إلى الآن إلى نتيجة ملموسة حول تهدئة الوضع المتوتر بين إدارة بونت لاند وحكومة الصومال، وستكشف الأيام القادمة عن مدى قدرة السيد ميشل كيتنج على تفكيك طلاسم سياسة الصومال التى تمر بأخطر مراحلها منذ عقد من الزمن.

الخاتمة:

بعد أسبوع من جولة مبعوث الأمم المتحدة في الصومال والوفد المرافق له في المناطق الأدارية في الصومال رجع المندوب إلى مقره في كينيا-نيروبي لكى يراجع الملفات التى أثارتها الإدارات الإقليمية في إطار جولته الأخيرة. وبما أن الجولة هي الأولى له فلم يتوصل إلى نتائج ملموسة ولم تقدم اي إضافة على الصعيد السياسي في الصومال.

ومن الأيام القادمة سنلاحظ مدى قدرة المبعوث الأممي الجديد على تقديم رؤية تقاربية في ملف الإنتخابات في 2016م الذي اثار جدلا كبيرا بين حكومةالصومال وإدارة بونت لاند وملفات أخرى تنبثق من هذا الملف كملف التعديلات الدستورية، وكيفية تقسيم الثروات  الطبيعية في الوطن.

مركزمقديشو للبحوث والدراسات

صدى الأسبوع – الاصدار الثاني عشر

www.mogadishucenter.com

Email: info@mogadishucenter.com

زر الذهاب إلى الأعلى