تحليل: تساؤلات حول أسباب تفجير طائرة “دالو”

في وقت سابق من الأمس تبنت حركة الشباب الصومالية مسؤوليتها عن انفجار طائرة الركاب التابعة لشركة طيران دالو في الثاني من فبراير الجاري، وقد كان على متن الطائرة حوالي 70 راكبا من ركاب الطائرة التركية التى تم تحويل ركابها إلى خطوط طيران دالو الصومالية بعد أن تأخرت رحلة الطائرة التركية لأسباب تتعلق بسوء أحوال الطقس في العاصمة مقديشو حسب المسؤولين في الشركة، وكانت وجهة طائرة دالو إلى جيبوتي، وفجأة حصل الانفجار بعد عشرين دقيقة من إقلاع الطائرة من مطار آدم عدي. وحسب الجهات الأمنية فإن الانفجار نفذ بواسطة جهاز حاسوب محمول محشو بالمتفجرات. وإنّ ضغط الانفجار أدّى إلى سحب منفذ عملية التفجير عبر الثقب الذي أحدثه الانفجار على جدار الطائرة، مما جعل عملية البحث عن أسباب وقوع الانفجار صعبة.

وأعلنت حركة الشباب في بيان لها نشر باللغة الانجليزية على موقع Somali memo مسؤوليتها عن الانفجار، وأشار البيان إلى أن الانفجار كان يستهدف ضباط مخابرات من الدول الغربية والأتراك الذين ينتمون لحلف شمال الأطلسي المعروف بـ NATO كانوا على متن الطائرة. مضيفاً ان الانفجار كان جزءًا من عمليات استهدفوا فيها المخابرات الغربية والصومالية.

وكذلك ذكر في بيان الحركة أنها شنت هجوما في نهاية شهر ديسمبر في العام الماضي على منتجع “حلني” الذي يوجد في داخله مكاتب تابعة لكل من قوات حفظ السلام الأفريقية – أميصوم، وجهاز المخابرات الأمريكية CIA و MIB وجهاز الموساد للاستخبارات والمهام الخاصة، على حسب البيان. وقالت حركة الشباب في نفس البيان إنهم قُتلوا 17 شخصا في ذلك الهجوم، اثنان منهم من الدول الغربية.

هذا ولم يصدر أي تعليق من الحكومة الصومالية على محتوى البيان حتى الآن.

يأتي هذا بعد أسبوع من الحادثة ولم يصدر خلاله من الحكومة الصومالية ما يشير إلى اتهامها رسميًّا حركة الشباب بتنفيذ الانفجار. فقد ظلت الحكومة على قناعتها بأن الانفجار نتج عن سوء الأحوال الجوية ليس إلا، حتى أعلن جهاز المخابرات الإمريكية عن حصولهم على معلومات تفيد ضلوع حركة الشباب في الانفجار. حيث سارعت الحكومة الصوماليّة لتأسيس لجنة خاصة للتحقيق حول كيفية وقوع الانفجار وملابساته. وقد رصدت كاميرات المطار الشخص الذي سلّم جهاز اللابتوب الشخصي لمفجر الطائرة، حيث تمّ اعتقاله مع عدد من عمال المطار. ولا تزال تحقيقات اللجنة الأمنية جارية. وقد طلبت الحكومة الصومالية من جهاز المخابرات الأمريكية المساعدة في الكشف عن ملابسات الانفجار والقبض على مدبريه.

وقد فرضت السلطات إجراءات أمنية مشددة على المطار بعد وقوع الانفجار، وأصدرت مجموعة من التوجيهات لضبط الأمن في المطار كما صرّح به الرئيس حسن شيخ محمود أثناء حديثه أما البرلمان الصومالي في الأسبوع الماضي، والتي تشمل حتّى اعضاء مجلس النواب الصومالي الذين اثاروا جدلا حول جدية تلك الخطوات التى تجرد أعضاء البرلمان من حصانتهم، وقد عبروا عن احتجاجهم ورفضهم لتلك الاجراءات، وشرعوا بعدها في تجهيز عريضة لسحب الثقة من الرئيس حسن الشيخ محمود، ولم يكتمل لهم بعد النصاب القانوني الذي يسمح لهم بعقد جلسة لسحب الثقة من الرئيس.

يظهر الحادث مدى ضعف أجهزة الحكومة وعجزها عن كشف الأسباب الحقيقية حتى الآن، ودائما هي متأخرة عن معرفة عن النقاط التى تستهدفها الحركة.

وتبقى تساؤلات عن الأسباب الحقيقية لتأخر الرحلة التركية في ذلك اليوم وما إذا كان من الممكن أن يكون لذلك علاقة بتخوّفات مما حصل لاحقاً بناء على معلومات أمنية خاصة للأجهزة التركية، استفادت هي منها وضنت بها على الحكومة الصومالية فلم تعط أي تحذيرات لسلطات المطار، مما يدخل أطرافا أخرى في دائرة المحاسبة القانونية. ومن الضروري محاسبة كل من تقاعس عن عمله في يوم الانفجار.

زر الذهاب إلى الأعلى