الدعم التركي سيكلف الصومال ثمنا سياسيا باهظا‎

أختتم في 24 من الشهر الجاري في اسطنبول منتدى الشراكة الوزاري رفيع المستوى حول الصومال برئاسة الرئيسين الصومالي، حسن شيخ محمود والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمشاركة ممثلين من  46 دولة  و11 مؤسسات عالمية.

كان هذا المنتدى، السادس من نوعه يعقد من أجل الصومال منذ عام 2013، مختلفا عن المنتديات السابقة التي عقدت في بروكسل، وكوبنهاجن ومقديشو، لقد تم اختطافه من قبل الحكومة التركية التي كانت تتصرف على أنها وصية على الصومالين، واستخدمته لإظهار وجودها القوي في الساحة السياسية الصومالية.

لم يستطيع السيد اردوغان خلال كلماته اخفاء رغبته الجامحة في السيطرة على القرار السياسي الصومالي، حيث عبرّ صراحة في كلمة له خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بـ «أنه كان منقذ الصومال من الهاوية» ونموذاجا للعلاقة الدبلوماسية التي تريدها تركيا .

قال الرئيس التركي «إن الصومال كان على شفا الانهيار عام 2011، يقف حاليا على قدميه مجددًا بجهود تركيا» مشيرا إلي أن الصومال أصبح مثالًا للعلاقات التي ترغب تركيا في بنائها مع الدول الأفريقية.

وأكد أردوغان، أن بلاده “سيستمر في دعم الصومال إلى أن يحقق السلام والاستقرار” وأنه يعتزم زيارة الصومال خلال الشهور المقبلة لإفتتاح مبنى السفارة التركية الجديدة في مقديشو الذي يتوقع أن يكون القصر الرئاسي الحقيقي للصومال ورمزا لسندها القوي للصومال وربما للمشاركة في تنصيب الرئيس القادم.

وقال أردوغان متحدثا عن أهمية السفارة الصومالية “إن أحد أشكال  الدعم الذي تقدمه تركيا للصومال تتمثل في السفارة التركية، التي يتم إنشاؤها في مقديشو، والتي ستكون السفارة التركية الأكبر في العالم”، مضيفًا أنه “سيزور الصومال لافتتاحها خلال الشهور المقبلة”.

وأضاف : “تركيا ستكون سندا للصومال في نهضتها”

خلال فعاليات المنتدى نظمت الحكومة التركية اجتماعات جانبية بين الوفد الصومالي ورجال أعمال تركيين مثل، منتدى الأعمال التركي الصومالي، الذي نظمه مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي للبحث عن فرص الاستثمار  في الصومال ونصيب الشركات التركية فيها. كما تم توقيع خلال المنتدى اتفاقيات تعاون مشتركة بين الحكومة التركية والصومالية ولا سيما في مجالات الموارد الطبيعية، والزراعة، والتعليم، والصحة،  والعلوم وصيد الأسماك.

تأتي هذه اللقاءات في وقت أعلن  نائب رئيس الوزراء التركي، لطفي ألوان عن ارتفاع حجم الاستثمارات التركية في الصومال خلال السنوات الماضية،  حيث بلغ بنهاية العام الماضي،  100 مليون دولار أمريكي.

وقال لطفي ألوان ليؤكد الجشع التركي خلال كلمة له  في منتدى الأعمال التركي الصومالي «حين ننظر إلى إمكانيات العمل في الصومال، يجذب انتباهنا امتلاكها أطول ساحل بأفريقيا، وموارد الطاقة المتجددة، وسنشجع مستثمرينا على الاستثمار في الصومال خاصة في مجالات صيد الأسماك والمقاولات والزراعة».

وبدوره، قال وزير الاقتصاد التركي، «مصطفى أليطاش»، إن حجم التبادل التجاري بين تركيا والصومال، بلغ 72 مليون دولار أمريكي العام الماضي، ونهدف لرفعه إلى 80 مليون دولار العام الحالي، و100 مليون دولار العام المقبل.

ينبغي الا تغتر الصومال بهذا الحجم من الاستثمارات، وفقا للقاموس السياسي، فأن الاهتمام التركي للصومال ليس بالمجان ، وسيحمل الصومال أعباء ديون لا طاقة له في تسديدها، وثمنا سياسيا باهظا سيجعل الحكومات القادمة في حالة خضوع لتركيا لفترة طويلة؛ لأن أموال المانحين لا تكون عادة بالمجان، وأن المساعدات  التركية ليست لمساعدة الصومالين بقدر ما هي لتحقيق مصالح  تركية بحتة والبحث عن بديل لأسواقها في روسيا وبعض الدول العربية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى