مؤتمر جوهر:تهديدات مستمرة وتجاوزات لاتنتهي

بعد تعثر مساعى تشكيل إدراة  إقليمية فيدرالية موحدة لمحافظتي هيران وشبيلى الوسطى أكثر من مرة استطاعت الحكومة الفدرالية إفتتاح اعمال المؤتمر في منتصف يناير المنصرم في مدينة جوهر حاضرة إقليم شبيلى الوسطى، لم تكن عملية الإعلان عن بدء أعمال المؤتمر سهلة كما يتصورها البعض، فقد جاءت بعد مشاورات مكثفة ومداولات صعبة بين الحكومة المتمثلة في الوزارة الداخلية والشوؤن الفدرالية من جانب وبين ممثلي شيوخ العشائر في المحافظتين،لاسيما الرافضين لاستضافة جوهر المؤتمر من جانب آخر.

وبما أن الشيطان يكمن في التفاصيل دائما كما يقال فإن المؤتمر كان على موعد مع عواصف سياسية من النوع الخطير كادت تعصف بالعملية برمتها، ذلك عندما جاء وزير الداخلية بقوائم الوفود المشاركة في المؤتمر من جيبه دون أن يستشير في ذلك أحدا من ممثلى العشائر القاطنة في الإقليمين . الأمر الذي أثار جدلا واسعًا حول أحقية الوزير في توزيع الوفود من عدمها، وأظهرت تلك القوائم خللا في الأداء الوظيفي للوزير كما أظهرت عجز تلك الخطة وافتقارها الى أبسط مقومات العدل والإنصاف، وهي التي أدت إلى انسحاب ممثلى قبائل هيران ومقاطعتهم المؤتمر، لكن الوزير لم يستجب لمطالبهم ولم يعر أي اهتمام لاحتجاجهم المبني على الحقائق الديموغرافية والتاريخية.

تهديدات المقاطعة تتزايد

تزايدت حدة التوتر والخلافات بين الحكومة الفدرالية وبين العشائر القاطنة في محافظتي هيران وشبيلى الوسطى، كما تزايدت تهديدات العشائر بمقاطعة المؤتمر تبعا لذلك دون أن تلوح في الأفق بوادر جديدة لحلحلة الأزمة، وآخر تلك التهديدات جاء من شيوخ عشائر القبائل القاطنة في إقليم شبيلى الوسطى، وذلك بعد إعلان هذه العشائر عن عدم قناعتها بسير المؤتمر وكيفية تقاسم أعضاء الوفود المشاركة بين المحافظتين، وبعد تأكيدهم على استعدادهم التام لمواصلة عملية تشكيل إدارة موحدة للمحافظتين أكدوا كذلك رفضهم التام لخطة وزير الداخلية، القاضية بإعطاء إقليم هيران 40 عضوا في حين يعطى 27 عضوا لإقليم شبيلى الوسطى، وكان من المفترض حسب البيان أن يتم التقاسم بين المحافظتين بالتناصف بمعنى 50عضوا لهيران و50عضوا لشبيلى الوسطى، ولكن الوزارة تبدو غير آبهة لتلك الشكاوى. ومالم تستجب الداخلية إلى مطالب ممثلي عشائر شبيلي الوسطى “العادلة”فإنهم يقاطعون المؤتمر حسب قولهم.

رغم إختلاف التفاصيل أصل المشكلة واحدة

هناك تباين في الرؤى بين العشائر فيما يتعلق بإدارة المؤتمر، لكنهم متفقون على أن أصول هذه المشاكل وإن اختلفت في التفاصيل إلا أنها واحدة، وتتمثل في شخص وزير الداخلية عبد الرحمن محمد حسين أذوا الذي يتصرف بشكل انفرادي، دون الرجوع إلى أصحاب الشأن من شيوخ العشائر، والمثقفين وقادة منظمات المجتمع المدني المنتمية إلى تلك المحافظات، وهو ما أثار الشكوك والارتياب حول تجاوزاته الكثيرة وعدم اكتراثه لسماع نصائحهم وتوجيهاتهم، مما سبب انعداماً للثقة بينه وبين جميع الأطراف المعنية الأخرى وإلي استياء وخيبة أمل كبيرين لدى جميع الأساط في أروقة المؤتمر، والكل يشتكى من وزير الداخلية.

يبدوا أن المؤتمر يواجه صعوبات جمة أكثرها تعقيدا هوذلك الذي يأتى من صانع القرار السياسي والذي لايريد لأسباب يعلمها هو أن تنتهي المساعى بسلام ويكلل المؤتمر بنجاح.

 

زر الذهاب إلى الأعلى