برلمانيون أنتهازيون

للثعالب أوجرة،  ولطيور السماء أوكار، وللأنتهازيين مخابئ في البرلمان الصومالي  يظهرون مع عواء الذئاب، وفجيج الأفاعي ليس لديهم همّ سوى تبديد الآمال، وحماية منافعهم الشخصية، والذود عن حياض رجال الأعمال الذين يقفون وراءهم  ويتوعدون بالويل والثبور وفقدان المناصب على كل من يقترب من مصالحهم ومنافعهم…

وهكذا تمر الليالي إثر الليالي يحصد هؤلاء النواب الانتهازيون مئات الدولارات من وراء مشاريعهم الباطلة، ويهاجمون خيار الناس غدرا وعلى حين غفلة ولا يدعون سياسة التهديد والترهيب لتحقيق مآرب زائفة، ومنافع زائلة  حتى صار مشروعات الإقالة والعزل ظاهرة تتكر مع توالي الليل والنهار، ولازمة من لوازم أعمال البرلمان الحالي .

ولكل مشروع اقتراح يتم طرحه في البرلمان قصة تحكي  عن مصالح شخصية يدافع عنها البرلمانيون الانتهازيون أو يريدون الحصول عليهم أو توجيه رسائل تهديد مبطنة إلي شخصيات يقال أنهم سياسيون لا يتماشون مع الواقع المصلحي في البلاد  أو لهم علاقة طيبة مع الرئيس أو المقربين من رئيس الحكومة.

والأنكى من ذلك يترك مرتكبوا هذه الجرائم السياسية في أروقة البرلمان أحرارا طلاقاء يتلذذون بدماء ضحاياهم دون الخضوع للوائح الداخلية للبرلمان  في وقت ينكأ الشعب جراحه ويدعوا عليهم  وسهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء.

في الحقيقة تقض مشاريع البرلمانيين الانتهازيين مضاجع كثير من سكان مقديشو الذين لا يدرون لماذا تتوالي مشاريع استجواب الوزراء في كل وقت يتم الحديث عن أداء البرلمان أو يقترب استحقاق سياسي؟ أهذا من صيمم مهام البرلمانيين أم أن هناك مآرب أخرى ومساع لتحقيق مصالح خلف الستائر. 

وكان آخر من يلحق بركب ضحايا الاستجواب وزراء الدفاع والداخلية، والأمن، وقيادات الأجهزة الأمنية الأخرى. لا شك أن الذين يقفون وراء  استجواب الوزراء لديهم المبررات والأسباب الواهية التي دفعتهم إلي المطالبة باستجواب الوزراء،  لكن المعلومات المتوفرة لا تشير لا من قريب ولا من بعيد ارتباط القضية بحماية حصانة  أعضاء البرلمان والدفاع عنهم والحليلولة دون إحضاعهم إلي التفتيش  خلال زيارتهم إلي  الأماكن التي فرضت عليها الحكومة إجراءات أمنية مشددة كالمطارات والمواني والمواقع السيادية في البلاد  وانما هناك أمور أخرى تتعلق بمصالح شخصية .

فالبرلمانيون الانتهازيون لا يرمون من وراء استداعاء الوزراء سوى  الوصول إلي مخازن الدولة أو إلي تحقيق مصالح شخصية أو فئوية لها علاقة  بالتحولات السياسية التي يقبلها البلاد. وكل التصريحات التي يدليها بعض البرلمانيون عبر وسائل الإعلام حول الدفاع عن حصانتهم  لا أساس لها من الصحة، وأنها مجرد هراء وإلقاء الكلام على عواهنه.

وفقا لاستراتيجية النواب الإنتهازيين، فأن مهاجمة الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء أنفسهم وهز عروشهم أهداف مشروعة لهم ولا يتوانون في لحظة واحدة طرح مقترح لسحب الثقة من الرئيس أو أي شخص قريب منه يرون بأنه يشكل تهديدا على مصالحهم. وهذا غباء سياسي وانحدار اخلاقي، ولا يمكن باي حال من الأحوال أن يصلنا إلي ما نصبو إليه.

ومن أبرز مهام نواب البرلمان، الدفاع عن مصالح الشعب ومحاسبة الحكومة على فشلها وتقصريها في أداء واجباتها إزاء المواطنين، لكن بعد أربع سنوات تقريبا من عمر البرلمان الحالي  لم نر قط مشروعا حقيقيا يخدم للمواطنيين ويساهم في تغيير أوضاعهم المعيشية والأمينة  التي تعانون منها منذ ردح طويل وأنما كان كل المشاريع المقدمة للبرلمان  مشاريع تستهدف إلى زيادة علاواتهم  وتحسين ظروفهم  بعد انتهاء ولاية البرلمان الحالي.

في الحقيقة، أصاب بعض البرلمانيين أمراضا لا ترجى برؤها ونرجو خلال الاستحقاق البرلماني المقبل أن يتم اختيار نوابا يرقون إلي مستوى تطلعات  وطموحات الشعب ويعون الظروف الصعبة التي تحوط بالبلاد والأمة.

زر الذهاب إلى الأعلى