جوبالاند… الأهمية الاستراتيجية وآفاق المستقبل (2-3)

خريطة القوى في جوبالاند

بعد مرور اكثر من عامين على اعلان انشاء إدارة جوبالاند رسميا تظهر في خريطة منطقة جوبالاند بشكل جلي قوى محلية واقليمية، تسعى الي الهيمنة والتأثير على قرارات إدارة الاقليم سواء على المستوى السياسي أوالعسكري أو الاقتصادي وتحمل في جعبتها اجندات خاصة تريد تمريرها في الاقليم بشكل خفي أو بصورة علنية.

تتنوع تلك القوى وتختلف مآربها ، ولكن يمكن حصرها في أربع قوى رئيسية، وهي: إثيوبيا، وكينيا، والحكومة الاتحادية، وحركة الشباب.

أولا: إثيوبيا

تعد اثيوبيا اللاعب الرئيسي، والقوة الاقليمية الأبرز في الصومال عموما وجوبالاند على وجه الخصوص، فقواتها تتواجد في محافظة جذو وسيطرت مطلع شهر اغسطس الماضي على مدينة بارطيري آخر مدينة من المدن الكبرى في المحافظة والتي كانت في يد عناصر حركة الشباب.

تلعب إيثوبيا دورا هاما في تثبيت أركان سلطة احمد اسلان مدوبي الذي يواجه تحديات من قبل الحكومة الاتحادية وتنظيم الشباب الذي لا يزال يسيطر على اجزاء واسعة من اراضي جوبالاند من بينها محافظة جوبا الوسطى التي تخضع لسيطرته بشكل كامل. وقد زار احمد اسلان مدوبي مدينة اديس ابابا منذ انتخابه رئيسا للإدارة اكثر من 4 مرات التقى خلالها القيادات العليا للحكومة الاثيوبية، وأكد مدوبى، في تصريح اعلامي جاء عقب لقاء مطول مع وزير الخارجية الإثيوبى تيدروس أدحانوم فى مكتبه بمقر وزارة الخارجية الإثيوبية بأديس أبابا في 5 مارس 2014 على أهمية الدور الإثيوبى الكبير فى استقرار الصومال، وتعزيز الأمن والسلام، واشاد بالجهود التى تبذلها إثيوبيا لإحلال السلام والاستقرار فى الصومال وهذا التصريح وتلك الزيارات دليل كاف على عمق العلاقة بين الطرفين.

كانت اثيوبيا حاضرة في جميع مراحل تشكيل إدارة جوبالاند، وشاركت في معظم المناسبات السياسية التي عقدت في كسمايو طيلة الاعوام الماضية وبمستوى رفيع، ولعبت دورا كبيرا في التوسط بين الإدارة والحكومة الاتحادية. لم تقم اثيوبيا بتلك الخطوات ببلاش وانما كانت تنطلق من أهدف كبيرة تحفزها القيام بكل هذه التحركات في جوبالاند، وهذه الاهداف تتمثل في:

1- الدفاع عن أراضيها، فهي تريد من ان تكون جوبالاند منطقة عازلة تحميها من هجمات حركة الشباب، وحركات الصومالية الاثيوبية ذات النزعة الانفصالية في اطار خطة أمنية قررت على أساسها نشر قواتها التي تعمل ضمن قوة بعثة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في الصومال ( اميصوم) في جميع المدن الصومالية المتآخمة مع حدودها، ابتداء من محافظتي جلجدود وهيران بوسط البلاد وانتهاء باقليم جدو في الغرب مرورا باقليم بكول. وبالتالي فان رغبتها في السيطرة على منطقة جوبالاند جزاء مما تعتبره تحركا من اجل الحفاظ على أمنها القومي.
2- الهدف الثاني، هو جزء من استراتيجيتها المتعلقة بالتأثير على صناع القرار في الصومال. اتسم الدور الإثيوبي إزاء المسألة الصومالية، من الناحية السياسية، بعدد من الخصائص المترابطة التي تصب جميعها في اتجاه الهيمنة الكاملة على حركة التفاعلات السياسية الصومالية، عبر التركيز على ثلاثة عناصر رئيسية تتمثل في: التحكم في مخرجات عملية المصالحة الوطنية الصومالية، وضبط موازين القوى بين الفصائل الصومالية المتصارعة[1].
الهدف الثالث، اقتصادي، فإثيوبيا رغم كونها دولة حبيسة لا تطل على البحار، فهي لاعب إقليمي رئيسي، وسوق هام في افريقيا، ولذلك تتطلع الي كسمايو كجزء من الخيارات الممكنة للحصول على منفذ بحري[2]. وان رغبتها في الحصول على منفذ بحري في جوبالاند ازدات بعد توقعات في اكتشاف البترول في منطقة جنوب شرق أوغادين الإثيوبية. وإذا صدقت هذه التوقعات فإن نفط تلك المنطقة سيصدَّر عبر ميناء لامو. وأنها ستحتاج لأكثر من ميناء لمساحة أراضيها الواسعة ولكثرة سكانها.[3]

ثانيا: كينيا

كانت كينيا منذ انهيار الدولة في الصومال عام 1991، واندلاع الحرب الأهلية، ملجأ لآلاف من اللاجئين الصومالين الفارين من الحرب، ومركزا لعدد من رؤوس الأموال الصومالية، كما صارت عاصمتها نيروبي، الوجهة المفضلة للسياسين الصومالين الراغبين في عرض برامجهم السياسية للسفارات الاجنبية في المدينة، وكان الصوماليون يعتبرونها دولة جارة ومتعاطفة مع الشعب الصومالي المنكوب، وهو الأمر الذي اعطى كينيا فرصة لإحتضان معظم المؤتمرات المصالحة بين الفرقاء الصوماليين. لكن هذه النظرة اختلفت بالنسبة لقطاع عريض من المجتمع الصومالي بعد دخول القوات الكينية الاراضي الصومالية منصف اكتوبر عام 2011 بدعوى مهاجمة مليشيات حركة الشباب التي اتهمتها بالوفوق وراء خطف اجانب من الاراضي الكينية.

فقد قال المتحدث باسم الحكومة الكينية الفرد ماتوا لوكالة «فرانس برس» آنذاك «لقد عبرنا الى الاراضي الصومالية لملاحقة عناصر الشباب المسؤولين عن عمليات خطف وهجمات داخل بلادنا» لكن هذه القوات لا تزال في الاراضي الصومالية، بل تتغلغل بعمق ، ولا يلوح في الافق مدى لانسحاب تلك القوات من الصومال، ويبدو أنه كان أمرا قد قضي بالليل وان كينيا خططت منذ فترة طويلة لإنشاء منطقةوعازلة في جنوب الصومال لحماية أمنها ومصالحها الاقتصادية.
تعتبر كينيا مؤسس إدارة جوبالاند وداعمها الأول سياسيا، وعسكريا، وتعتبرها خطا احمرا، وخط الدفاع الأول لحماية الاراضي الكينية من هجمات حركة الشباب التي تشكل تهديدا حقيقيا لقطاع السياحة، أهم مصادر الدخل لكينيا، وترى ان عدم دعم الإدارة الناشئة في كسمايو تفريط في حق امنها القومي واعطاء فرصة للحركات الاسلامية والوطنية المتشددة التى تري بضرورة تحقيق حلم الصومال الكبير، وبالتالي تطمح كينيا الي انشاء منطقة مستقلة عن الحكومة المركزية في جنوب الصومال على غرار منطقتي بونت لاند في الشرق، وصومالاند في الشمال والتي اعلنت انفصالها عن باقي الصومال عام 1991، وهاتان المنطقتان يتعمتعان باستقرار نسبي وحكومات فاعلة كما يشكلان في وقت ذاته حزاما أمنيا لإيثوبيا المجاورة .

أهداف التدخل الكيني

تتواجد القوات الكينية في مناطق شاسعة في جدوبالاند وخصوصا في محافظتي جذو، وجوبا السفلى، ومن ابزر تلك المناطق مدينتي بلد حواه، وعيل واق اللذان يقعان في الحدود الكينية الشرقية، ومدينتي كسمايو، وافمذو، وان انتشار قواتها في تلك المناطق لا يستهدف الي استئصال حركة الشباب ومنعهم من التسلل الي الاراضي الكينية فحسبب، ولكن له دوافع اخرى أبرزها:

1- اقامة منطقة عازلة بطول 100 كلم داخل الاراضي الصومالية
2- السيطرة الكاملة على ميناء كسمايو
3- ضم اراضي من اقليم جوبا السفلى الي الاراضي الكينية بالاضافة الي تحقيق الاطماع التوسعية في عدد من الجزر البحرية واعادة ترسيم الحدود المائية[4].
4- رفع قدرتها العسكرية : وجدت كينيا في حربها ضد حركة الشباب في الصومال فرصة لترفع قدراتها العسكرية واشترت أسلحة جديدة، ورفعت مستواها القتالية بالاسلحة الثقيلة ، وتحديث منظومة الاتصالات لديها، والدفاعات الجوية، وأنظمة الطائرات بدون طيار ، والمقاتلات النفاثة. كما قامت بتطوير قدراتها البحرية وتدريب مزيد من الجنود، وفق وثائق اعدت وزارة العدل الأمريكية وتم تسيربها .[5]

الحكومة الاتحادية:

فالقيادات العليا الحالية للحكومة الاتحادية ممثلة الرئيس حسن شيخ محمود، ورئيس البرلمان، محمد عثمان جواري الذي لم يزر كسمايو حتى الآن، غير راضية بالاتجاهات السياسية لدى رئيس إدارة جوبالاند احمد اسلان مدوي وتراه بانه خارج اطار سلتطتها وان تأثيرها في قراراته محدودة، وبالتالي تحاول ممارسة الضغوط عليه وتستخدم المساعدات الدولية المقدمة للإدارة والتي تحتاج الي تنسيق مع الحكومة الاتحادية كورقة ضغط على احمد مدوبي لإذعانه وارغامه بالاستسلام ودخول بيت الطاعة.

وصل ضغوط الحكومة الاتحادية الي ذروته حين صوت البرلمان الفدرالي مطلع شهر يونيو الماضي باغلبية كبيرة لحل برلمان جوبالاند واعتباره غير قانوني ودستوري ما دفع إدارة جوبالاند الي اعلان تعليق علاقاتها مع الحكومة المركزية ويجري حتى الآن مساعي دولية ومحلية لتقريب وجهات النظر بين الطريفين وخلال الشهور الثلاثة الماضية زارت وفود رفيعة المستوى من الحكومة الاتحادية والبرلمان الفيدرالي مدينة كسمايو بهدف التوصل الي اتفاق اطاري يرسم ملامح مستقبل العلاقة بين الجانبين، لكن لم تكلل تلك المساعي بالنجاح.

جدور الخلاف

الخلاف بين مقديشو وكسمايو أزلي، وهو جزء من تباين الرؤى بين العشائر القاطنة في مقديشو وكسمايو تجاه حكم البلاد، وأن انظمة الحكم في تلك المدينتين تعكسان دائما رؤية تلك العشائر، ولم يهدأ الصراع بين العشيرتين منذ سقوط نظام سيادبري واندلاع الحرب الاهلية الا خلال فترة حكمها مدينة كسمايو تحالف “وادي جوبا” الذي كان يقودها العقيد بري هيرالي الذي يعد عدوا لدودا لرئيس إدارة جوبالاند احمد مدودبي، ومن هذا المنطق يمكن اعادة جدور الازمة بين الطريفين الي الاسباب التالية:

اقتصادي: كل طرف من اطراف الصراع يريد الهيمنة على تلك المنطقة الخصبة الغنية بالثروات الطبيعية والتحكم على ميناء كسمايو الاستراتيجية والدليل على ذلك كان من ضمن الاتفاقية التي ابرمت الحكومة الاتحادية مع جوبالاند في اديس أبابا في 28 اغسطس عام 2013 ان يكون للحكومة الاتحادية دور كبير في تحكم مصادر الدخل في الاقليم وخصوصا الميناء والمطار.
1- تنافس عشائري: فالحكومة الاتحادية تتلقى ضغوطا كبيرا من بعض عشائر مقديشو والتي تدعي بانها لم تحصل على نصيبها من إدارة جوبالاند وتحرضها لممارسة مزيد من الضغوط على رئيس جوبالاند احمد اسلان مدوي ليقدم تنازلات الي تلك العشائر. وهذه العشائرة تتحالف مع العقيد بري هيران الذي يخوض حربا مع إدارة جوبالاند وانها رفضت اتفاقية أديس ابابا ورأت بأنها تسحب البساط من تحتها ويعترف الإدارة وهو ما دفع رئيس مجلس عشائر الهوية بمقديشو محمد حسن حاد الي إعلان معارضته القوية للاتفاقية، ووصفها بأنها شر محض. وقال حاد في تصريحات صحفية إن الاتفاقية لن تحقق السلام في المنطقة. واعتبر أنها تمثل إهدارا لكرامة الدولة الصومالية, ودعا الحكومة للانسحاب منها.[6].
2- سياسي: يسعى الرئيس حسن شيخ محمود الي منع قيام تحالف بين جوبالاند وبونت لاند ولا يتردد القيام بكل ما يستطيع من اجل قطع الطريق أمام إقامة مثل هذا التحالف الذي قد يشكل في المستقبل عائقا أمام عودته الي الحكم خلال انتخابات عام 2016 وبالتالي يضغط على جوبالاند لفك الارتباط مع بونت لاند والتوجه نحو مقديشو باعتبار ان جوبالاند لها حدود مع الحكومة المركزية وليس مع بونت لاند التي تبعد عنها اكثر من 1000 كلم وباعتبار أن مصالحها مرتبطة مع مصالح مقديشو وهي نفس السياسة التي انتهجها الرئيس في تعامله مع رئيس إدارة جنوب غرب الصومال شريف حسن وتأكد بأنها سياسة ناجحة.
مستقبل دور حكومة الاتحادية في جوبالاند
فيما يبدو لا يمكن ان تكتفي الحكومة الاتحادية بممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على جوبالاند لضمها الي تحالف مقديشو -بيدوة وانما في جعبتها خطة بعيدة المدي لجعلها منطقة موالية لمقديشو أو على الاقل متحالفة معها ، وتنطلق هذه الخطة من المعطيات التالية:

1- مواقف عشائر مقديشو وعشائر اخرى في منطقة جنوب غرب الصومال الغاضبة من إدارة جوبالاند الحالية والتي فيما يبدو ليست مستعدة وفق المؤشرات على الارض بقبول إدارة في جوبالاند ترأسها عشيرة لا تتحالف معها.
2- المراهنة على القوات القادمة من الغرب والجنوب والتي تسعى الي تحرير مناطق جوبالاند التي لا تزال في قبضة حركة الشباب. تراهن الحكومة في مقديشو على القوات الصومالية المرافقة لقوات بعثة الاتحاد الافريقي التي تستعد لطرد الشباب من المناطق التي لا تزال تحت سيطرتهم، لأن غالبية تلك القوات تنمي الي عشائر المتحالفة مع الحكومة وتعتقد الأخيرة أنه سيكون لتلك القوات دور كبير في تقرير مصير تلك المناطق.
3- الاعتماد على مليشيات العقيد بري هيرالي والتي تتمركز حتى الآن في منطقة قريبة من كسمايو. وفيما يبدو فانها تنظر إلي وصول القوات الافريقية والحكومة الاتحادية إلي تلك المنطقة لتدخل مدينة كسمايو.
4- وتراهن الحكومة أيضا على انسحاب القوات الكينية من الاراضي الصومالية في حال حدوث تفاهم مع حركة الشباب التي تربط هجماتها ضد كينيا بوجودها في الصومال- لكن هذا الانسحاب أمر مستبعد حتى الآن.
رابعا: حركة الشباب
تسيطر حركة الشباب على اجزاء واسعة من مناطق جوبالاند، تسيطر اثنين من أهم مديريات جوبا السفلى وهي بطاطي وجمامة، ومحافظة جوبا الوسطى والتي فيهاعاصمة جوبالاند “بوآلي” بالاضافة الي بوادي وارياف اقليم جذو.
وتعتبر حركة هذه المنطقة ولا سيما الارياف والمناطق النائية الشهيرة بوفرة امطارها وكثافة اشجارها، معقلها الرئيسي في الصومال، وأنها تعد مخبأ لقياداتها البارزين الذين لا تخفيهم سوى تلك الغابات أو السلسة الجبلية في منطقة جلجلا ببونت لاند شمال شرقي الصومال.
وعلى هذا الأساس لا يمكن للحركة القبول بخسارة هذه المواقع الاستراتيجية في جوبالاند بسهولة وهو ما دفعها الي تحويل حربها مع قوات التحالف والحكومة الي اسلوب حرب العصابات لتخرج من الحرب الجارية منتصرة وبأقل الخسائر، وهذا الاسلوب يعتمد على الانسحاب من المدن، والتركيز في البوادي، والقرى النائبة، وضرب مصالح الحكومية، ومواقع القوات الافريقية بالهجمات المباغتة وبالعمليات النوعية على غرار ما يحدث في منطقة شبيلي السفلى.
إن حركة الشباب تؤمن بأنها قادرة رغم ما تعرضت وتتعرض له من هزائم على البقاء واستعادة السيطرة على المدن التي خسرتها في الشهور الماضية وبشكل اسرع مما يتصوره البعض وتراهن على:
1- التأييد الذي تقدمه العشائر التي تعتبر نفسها مظلومة من جراء سياسة تقاسم السلطة والثروة في جوبا لاند أو على الأقل موقف الحياد السلبي الذي تظهره هذه العشائر ازاء الحرب الدائر بين التحالف وحركة الشباب.
2- غياب إدارات فاعلة في معظم المناطق المحررة والفوضى السياسية والأمنية التي تسود تلك المناطق والتي اثارت غضب سكانها والذين اصبحوا يتمنون عودة نظام حركة الشباب رغم عنفه واستبداديته.
3- حرب النفس الطويل: تحاول الحركة الاعتماد على الصبر، وعدم الهرولة لتحقيق نصر سريع تضحي فيه كل ما تملك؛ لأنها تعرف نقاط ضعفها ومقتنعة بأنها غير قادرة على الاحتفاظ بهذا النصر طويلا والوقوف أمام القوة النارية الكبيرة، والامكانيات الهائلة التي تملكها قوات الحكومة والقوات الافريقية لحفظ السلام وبالتالي تريد انهاك القوات الافريقية عسكريا واقتصاديا مما يرغمها في نهاية المطاف الي الانسحاب من الصومال كما حدث في عام 2009 عندما انسحبت القوات الاثيوبية من البلاد بعد تليقيها خسائر كبيرة في حربها مع مليشيات اتحاد المحاكم الاسلامية والحركات المنبثقة منها.
4- قدرتها على الإختباء والمناورة في منطقة جوبالاند المترامية الاطراف وذات الطبيعة الاستوائية، والغابات الكثيفة، والمزارع الكثيرة المنتشرة في ضفاف نهر جوبا.
5- نقص القوة البشرية لدى قوات التحالف: تعاني القوات الافريقية والصومالية من نقص شديد في القوة البشرية، فهي غير قادة على الانتشار في جميع المدن والقرى التي تضم منطقة جوبالاند في ظل الحياد السلبي لدى العشائر القاطنة في تلك المناطق التي تتخوف من مستقبلها في حال قدمت دعما لقوات التحالف وساعدتهم في قتالهم ضد الحركة.
وبناء على هذه المعطيات ينبغي للمعنين بهذا الشأن التركيز في وضع خطة امنية تعطي الأولوية للعشائر والقوى المدنية في تلك المدن والتي اذا تحالفت مع الجيش الصومالي وقوة بعثة الاتحاد الافريقي قادرة على احداث تغيير سريعة على الارض. كما ينبغي ان تعطي الأولوية للإدارات المحلية ودعمهم سياسيا واقتصاديا وعسكريا لتقوم بأداء واجباتها حتى يشعر المواطن بأنه يعش في كنف دولة وليس في ظل راية جماعة عابرة.
ملاحظة:- في الجزء الثالث من هذه الدراسة نتناول الخيارات المتاحة أمام إدارة جوبالاند لمواجهة التحديات التي اشرنا اليها والفرص المتاحة لتتحول جوبالاند الي منطقة مزدهرة تتناسب مع حجم ثرواتها وامكانياتها الطبيعية.
المصادر

1- اسماء عبد الفتاح ..تدخلات إثيوبيا في الصومال.. جذور الخلافات وتطورات المشهد http://elbadil.com/2015/03/23/%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84

[2] – Somalia’s restive Jubaland, a region divided : http://www.globalpost.com/dispatch/news/afp/130610/somalias-restive-jubaland-region-divided

[3] – اسماء عبد الفتاح ..تدخلات إثيوبيا في الصومال.. جذور الخلافات وتطورات المشهد مرجع سابق

[4] – موسوعة مقاتل من الصحراء .. http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Siasia2/HarbSomal/sec11.doc_cvt.htm

[5] – Why Kenya Is Fighting In Somalia http://newafricanmagazine.com/why-kenya-is-fighting-in-somalia/

[6] – تساؤلات عن مستقبل جوبالاند الصومالية … http://www.aljazeera.net/home/print/f6451603-4dff-4ca1-9c10-122741d17432/620bc40d-cf5f-43e6-99b7-a413440e20e2

عبد الرحمن عبدي

كاتب وصحفي صومالي
زر الذهاب إلى الأعلى