يافخامة الرئيس… شعبك بين المطرقة والسندان وشأنك يزيد الطين بلّة

لم تمض سوى أيام على الحادث الأليم الذي شهدت به العاصمة،أعني مطعم سي فود في منتجع ليدو، جيث فجّعت حركة الشباب المجتمع بضرب أكثر الأماكن امنا كما كان يحسب بهاأبناء مقديشو، ولم يمر وقت طويل  على قصف القوات الكينية  للشعب البريء ولمواشيه بلا هوادة وبلا تفرقة، حتى فاجأت –يا فخامة الرئيس – بشعبك بما لايليق بهم وبما لا ينتظرون منك .

شعبك تلقى النيران الحية  وبصورة عشوائية في مطعم سي فود مع انفجار ضخم قضى على الكثير من المتواجدين في المطعم ،هذا في مقديشو ،أما في عيل عدي وما حواليها من القرى يعانون من القصف العشوائي الذي لا يفرق بين المدني وغيره،ولسان حالهم يقول:

  • لمن اشتكي حين ينقل قيدي ويكسرني كالزجاج الالم.
  • لمن اشتكي حين تندلع النار في مهجتي كاندفاع النفم.
  • لمن اشتكي حين يبكي فؤادي ودمعي على الخد شلال دم.

لم يضمد الشعب جرحه،ولم يتعافى ، بل ولم تظهر المسؤولية الكافية تجاههم،ولم تتألم معهم ولو قيد أنملة، يا ترى بأي نوع من المسؤولية تؤدي باسمها مراسم حداد لأناس آخرين؟ يا فخامة الرئيس.

إنك راعيت بهذا حقوق الأجنبي وواسيت به ونسيت المواطن وآهاته، وما كان ياسيد الرئيس منك الا أن تقول في نصرة شعبك كما قال أبو فراس الحمداني :

  • إني أبيت قليل النوم أرقني قلب تصارع فيه الهم والهمم.

بالرغم من اختلاف الأوضاع وخصوصية كل وضع عن الآخر، إلا أن الرؤساء جميعا يقفون مع شعبهم ويواسونهم ويؤازرونهم، إضافة إلى ذلك يبلغ بهم الأمر في بعض الأحيان إلى الاستقالة عن مناصبهم  بعد ما يؤنبهم ضميرهم ويشعرون بالقصور عن المسؤولية تجاه شعوبهم،كما فعله شونغ هونغ وون على خلفية غرق العبّارة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر ، وللعلم انحنى لشعبه عند الاستقالة تأدبا معهم واحتراما.

خلافا على عادة الرؤساء، وبدون رعاية إلى خاطر أهل الضحايا أهديت لشعبك الذي بين مطرقة الانفجارات في مقديشو وسندان القصف العشوائي من القوات الكينية في عيل عدي ،أهديت لهم أن تشارك مراسم حداد في كينيا التي أبكت الأمهات في عيل عدي  والتي لم تميز بين الماشي والمواشي، وكان عليك أن تحاسبهم في عملياتهم الهمجية التي عملوها قبيل أيام من سفرك إليهم، وما كان أن تترك وراءك الموتى والجرحى وأهالي الضحايا المحزونين بهذه الصورة ، ولكن لمّا اهملت شعبك قابلونا بأدنى ممّا نستحق يا فخامة الرئيس ، وتركوا أبجديات قاعدة” المعاملة بالمثل” في الدبلوماسية، ولا أجد تفسيرا لاستقبال نائب الرئيس لك واستقبال الرئيس غيرك بنفسه الّا ما بادر منك حيث لم تحرك ساكنا إثر ذاك القصف العشوائي،وصدق من قال: تذبح العنزة حيثما وضعت نفسها.

بل أتساءل نفسي : ياترى هل  أهل الدماء الذين شاركت في مراسم حدادهم وانحنيت أغلى من دماء شعبنا ؟ ما هو الصمت الرهيب المجمع عليه من قبل هيئات الدولة وكأنهم تواصوا به ؟ هل هم مسؤولون عن الأجنبي قبل المواطن؟

كفاكم مجاملة وتملقا على حساب شعبكم يا سادة الدولة ، قصف شعب أعزل من دون مبرر ، ومشاركة مراسم حداد لاجنبي بعدها تزيد الطين بلّة.

 

محمد عبدالقادر محمد

باحث صومالي حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية
زر الذهاب إلى الأعلى