تحليل: دور الإمارات في إعادة بناء المؤسسة العسكرية

مقديشو (مركز مقديشو)- في يوم الأربعاء العشرون من كانون الثاني/يناير الجارى شهد معسكر غودون الذي تموله الامارات حفل تخريج الدفعة الثالثة الأولى كوماندوز  أكثر من 300 من أفراد القوات الخاصة تم تدريبهم في الداخل، وشارك في حفل التخريج كل من رئيس الجمهورية حسن شيخ ورئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شارماركى،واعضاءمجلسي الوزراء والبرلمان،وقيادات الجيش،كما شارك سفير الامارات لدى الدولة

لاشك ان الجبش الصومالي والذى كان يوما من الأيام من أقوى الجيوش في منطقة القرن الأفريقي بحاجة ماسة الي من يقف بجانبه يدربه يموله يسانده بخبرات ويزوده بمعلومات عسكرية عصرية،وكل القوى والدول المؤثرة في المشهد السياسي الصومالي تدرك ذلك جيدا لكن السؤال هو من المستعد في تقديم كل هذه الأشياء للجيش الصومالي في هذا الظرف الاقليمي والدولي المعقد اصلا؟ الجواب ربما ان هناك بعض الدول تساهم في تدريب الجيش لكن أهدافها الآنية-المرحلية- والمستقبلية تختلف تماما عن توجه الصومال الانتمائي والحضاري والتاريخي تمام الاختلاف مما يجعل جهوة تلك الدول والقوى عديمة الجدوى في المنظور العملي والادائي،ويجعل دور الامارات في نفس الوقت هو المفيد والأصلح للبقاء في نفس المنظور،اذا ماهي أهمية الدور الامارتي في هذا الشأن؟

أهمية الدور الامارتي

تتلخص أهمية هذا الدور في :

1- وجود أرضية مشتركة بين الصومال والامارات،وهذه الارضية تتمثل في ان الامارات دولة عربية ومسلمة تشترك مع الشعب الصومالي كثير من القيم الدينية والاخلاقية والثقافية،فالامارات ليس مثل اثيوبيا أو اوغندا،فالضابط الاثيوبي والأوغندي عندما يدرب الجندي الصومالي انما يدربه لمصلتحته هو لا لمصلحة الشعب الصومالي،ثم ان العمليات التريبية التي يقدمونها للجيش الصومالي تدّر لهم الآف الدولارات التي تدفعها الدول المهتهمة باشان الصومالي،بينما بواعث الامارتي تختلف تماما بدليل أنهم يدربون في معسكرات داخل البلاد والي جانب ضباط صوماليين ينفذون التدريب ويشرفون عليها،فالاماراتيون هدفهم الوحيد هو ان يستعيد الصومال عافيته عن طريق تدريب عناصر من الجيش والشرطة.

2- ثم انهم لايتركون بعد التدريب وانما تدفع الامارات جزأ كبيرا من رواتب الجيش،وهذا الخطوة مهمة وايجابية جدا فالجندي بعد تدريبه لا يهرب عن الخدمة اذ هو يتلقى رعاية عن الامارات.

3- يضاف الي ذلك فالتدريب مختلف فالمتدرب يتلقى دروسا بلغته أو باللغة العربية التي يجيدها معظم الخريجين من المدارس الثانوية في مرحلة مابعد انهيار الحكومة المركزية في البلاد عام1991وهذه فرصة اخري لا تتوفر للجندي المتدرب في أوغندا واثيوبيا أو حتى في جيبوتي.

الآثار المترتبة على هذا الدور

كذلك يكون لهذه الجهود الذي تبذلها دولة الامارات آثار ايجابية ملموسة في المجالات الامنية والعسكرية باعتبار أنهم يكونون:

1- إضافة جديدة في مجال القوات الخاصة التي تكافح الأعمال الارهابية التي تحدث غالبا في العاصمة،فاضافة تلك العناصر ذات التدريب العالية تساهم في تحسن الوضع الامني في البلاد وخاصة في العاصمة مقديشو وضواحيها.

2-نواتا لقوات خاصة أخرى يتم تدريبها في الداخل،وتشجع هذه الخطوة ان ينخرط اعدادا اخرى من واحدات الجيش في التدرب في هذا المعسكر وغيره من المعسكرات الاخرى في داخل البلاد،وخاصة عندما يثبتون جدارتهم في ميادين المعركة في المرحلة المقبلة.

هذا ونتمنى من دولة الامارات العربية المتحدة ان تواصل جهودها الرامية الى اعادة بناء الجيش الصومالي،كما نتمنى من الدول العربية الاخرى ان حذوا حذو الامارات.

زر الذهاب إلى الأعلى